الدولة التركية اللقيطة، المقامة على أرض كردستان وجمام الشعب الكردي، منذ أشهر وهي تضغط وتهول وتتوعد الشعب الكردي في غرب كردستان بالويلات وعظائم الإمور. نحن سنفترض أن الهجوم البري التركي لغرب كردستان سيحدث لا محال وفي الأيام القريبة القادمة، في المناطق التي يرغب في إجتياحها اردوغان وجيشه كما أعلنوا وهي: أرپاد (تل رفعت)، مبوگ (منبج)، وكوباني قلعة الصمود الكردي في وجه تنظيم داعش الإرهابي الذي كان يتلقى كل الدعم والرعاية من حكومة اردوغان ونظامه الإجرامي. السؤال المطروح هو:
ماذا سيغير ذلك في المشروع الكردي الفيدرالي؟؟
أنا سأفترض سيتمكن الجيش التركي من إحتلال المدن الثلاثة بسبب تفوقه العسكري في كافة المجالات البرية والجوية وقوة النيران، وتعداد الجنود ونوعية الأسلحة والإمكانيات الإقتصادية، وتمتع تركيا بدعم الكثير من الدول. وإن حدث ذلك حرفيآ في الأيام القادمة وهو غير مستبعد على الإطلاق، برأي لن يغير في جوهر المشروع الكردي لغرب كردستان، ألا وهو الفيدرالية. حتى لو إحتلت تركيا مدينة أمودا فوق ذلك أيضآ.
فكل ذلك حسب رأي لن يؤثر في العمق على الكيان الكردي الناشئ، ولكن سيضعفه شك دون وسيحد من قوته وطموحه، ويتسبب بتشير ملايين الكرد من ديارهم. وتتعرض المدن الثلاثة للدمار الشامل والنهب والسلب كما حدث في أمدينة فرين، ولن يعود لها الأمان من جديد إلا برحيل القوات التركية والجماعات الإرهابية منها. تركيا كدولة محتلة ستخرج من المناطق التي إحتلتها عاجلآ أم أجلآ، في إطار أي تسوية دولية حول سوريا. والشعب الكردي سيستعيد مناطقة المحتلة الأن من قبل تركيا والجماعات المتحالفة معها وهي: “أفرين، كريه سبي، سريه كانية، گرگاميش، أزاز الباب، دارزه” لا شك فيه، ويوحد شرق الفرات مع غربه.
الجميع يعلم أن كل ما فعلته تركيا منذ إنطلاق الثورة وتفعله حتى الأن في سوريا وحتى الأن، ومن ضمنها إحتلال منطفة “أفرين وغريه سبي وسريه كانية” هو منع الشعب الكردي من نيل حقوقه القومية والدستورية والسياسية في سوريا المستقبل، لإعتقاد الأتراك أن ذلك سيكون له إنعكاس مباشر على الشعب الكردي في شمال كردستان الذي يبلغ تعداده أكثر من أربعين مليون كردي، محروم من كافة حقوقه القومية والسياسية والدستورية.
تركيا الطورانية ليس في وسعها منع الشعب الكردي في غرب كردستان من نيل حقوقه القومية في إطار سوريا فيدرالية، والقضية الكردية في سوريا باتت قضية وطنية – إقليمية – دولية بإمتياز. ولا يمكن بأي حال للمجرمين “اروغان وبشار الأسد” إعادة الساعة للوراء، لأن الفيدرالية الكردية في غرب كردستان تعتمد على عدة عوامل رئيسية منها:
1- القوة العسكرية: وتتمثل في قوات سوريا الديمقراطية “قسد”. وهي قوة منظمة وهرمية صارمة تدافع عن أرضها ضد العدوان من أي طرف جاء ذلك.
2- القوة الإقتصادية: وتتمثل في منابع النفط والغاز والمياة والثروة الزراعية والحيوانية، إضافة للطاقة الكهربائية من سد الفرات.
3- الدعم الغربي: وفي مقدمتها الدعم الأميريكي والفرنسي، وهذا في غاية الأهمية على الصعيد السياسي والدبلوماسي الدولي والإقليمي وحتى السوري المحلي.
4- الحدود المشتركة مع جنوب كردستان: ولو كان البرزاني ليس برجل أنقرة، لما تجرأ اردوغان بالهجوم على غرب كردستان، وشكل الإقليم لها عمق إستراتيجيآ وسندآ قويآ لغرب كردستان.
5- شرعية القضية: القضية قضية شرعية ومطالب الشعب في غرب كردستان شرعية، وأقرتها شرعة الأمم المتحدة. وثانيآ، الكرد يعيشون على أرضهم وليسوا محتلين مثل التتار والعرب والفرس.
لو كان حكام تركيا يملكون بعض الحكمة وبعد النظر ولم يسيطر على أنفسهم الحقد الأعمى، لتصرفوا بشكل مختلف كليآ. أي جلسوا مع قيادة حزب العمال الكردستاني على طاولة المفاواضات وحلوا القضية الكردية في شمال كردستان حلآ سلمليآ وعادلآ، بدلآ من إتباع سياسة الإنكار وإتباع اسلوب الإقصاء التي عفى عليه الزمن منذ سنين طويلة. ودعوا ممثلي الشعب الكردي في كل من جنوب وغرب كردستان بعدها للتحادث سويآ حول مستقبل الطرفين وكيفية توحيد الأجزاء الثلاثة، وبناء دولة فيدرالية بين الكرد والترك، دولة قوية ومستقرة ومزدهرة، بدلآ من كل هذا النزيف والصراع الدموي الذي لا جدوى منه على الإطلاق، والذي يمتد عمره لمئات السنين ولكن على ما يبدوا أن قادة الأتراك لا علاقة لهم بالحكمة ولا ببعد النظر، ويعملون بالأحقاد التي أعمت بصيرتهم وكأنهم لا يعيشون في عالم اليوم.
في الختام، أقول لأبناء شعبنا الكردي وتحديدآ في غرب كردستان، لا تدعوا تهديدات اردوغان وزمرته الإجرامية تخيفكم. هو بإمكانه شن هجوم بري وجوي علينا، ويمكن أن يحتل بعض مدننا، ولكنه بالتأكيد لن يستطيع إحتلال مجمل غرب كردستان، ولا كسر إرادتنا ولا إرادة قوات “قسد” الباسلة، والحؤول دون تحقيق أهدافنا، التي يمكن تلخيصها في المطلب التالي: الفيدرالية لغرب كردستان والديمقراطية لسوريا. ويؤيدنا في ذلك كل العالم الحر. فلا داعي للهلع والخوف، المهم التمسك بالأرض وعدم الهجرة من ديارنا كردستان، ودعم مقاتلينا بكل السبل الممكنة والإلتفاف حولهم.
وإعلموا أن العدو التركي من خلال هذه الحرب الإعلامية الشرسة والنفسية، يحاول كسرنا نفسيآ وبالتالي هزيمتنا من الداخل حتى قبل بدء المعركة، وكما تعلمون أيها الكرد الإعلام في عصرنا يحسم نصف المعركة، ولكن للأسف إعلام الأحزاب الكردية مفلس ومقيت وممجوج، وكل همه تلميع صور زعمائه وتنظيف قذارتهم لا أكثر. هناك أمل في الكتاب والشعراء والصحفيين الكرد الوطنيين الأحرار، الذين قلوبهم وأقلامهم مع أمتهم ويسخرون كل إمكانياتهم لخدمة هذا الشعب المظلوم الذي يتعرض لمذبحة شاملة على يد عصابة كل من اردوغان وملالي الفرس وأذنابهم.
وشخصيآ لا أظن أن كل من روسيا والأمريكان والنظام الأسدي وايران سيسلمون غرب كردستان لأردوغان لأنه يرغب في ذلك هذا غير وارد، ومحاولة إحتلال كل غرب كردستان سيتسبب لتركيا بالكثير من المتاعب الجادة، وسيفرض عليها عقوبات إقتصادية وعسكرية قاسية، إضافة إلى تفجر الوضع الدخلي التركي نفسه.
02 – 12 – 2022
الاستاذ بيار روباري تقديري وإحترامي
لو نرجع لتأريخ الثورات نرى أن الثورات يخطط لها المفكرون وينفذها الشجعان ويقطف ثمارها الطغاة
وهذا المقال المتعارف عليه تختزل حال الشعوب المغلوبة على أمرها حين تثور ضد الظلم بهدف القضاء عليه
فربما تقع في الايادي الظالمة التي تستلم نجاحات الشعوب لتتسلط عليهم باسم ثوراتهم وتسومهم سوء العذاب٠ والتأريخ خير شاهد وشعبنا شعب ثائر عبر التأريخ ايمانه بقضاياه القومية أكسبته خبرة ماهية العدو ووضعته أمام ستراتيجيات واعدة لاتقان لعبة القدر بكفاءة ونضوج ٠
مع الأسف انا أرى بأنه من السذاجة النظر الى هذا الهجوم بهذا الاستخفاف. هذا الهجوم سيكون له تبعات خطيرة جدا على كردستان فإن هدف أردوغان ليس فقط احتلال ارض الكورد في سوريا بل أردوغان يريد أن يبني منطقة على طول الحدود لملايين المهاجرين لديها ويطالب بمساعدة الغرب والعرب في هذا البناء هم يريدون ان يغيروا الديموغرافية الكوردية ويجعلوا الكورد اقلية في أرضهم. حتى نحن في كوردستان العراق نعاني جدا وقد بدأ التغيير الديموغرافي في دهوك واربيل والسليمانية وخلال فترة سنوات قليلة سنكون نحن الكورد اقلية في إقليم كردستان وذلك نتيجة سياسة عائلة البارزاني وعائلة الطالباني من خلال بناء مدن كاملة لإسكان العرب عن طريق شركات تركية وتذهب الأموال المستحصلة من العرب الوافدين لجيوب هذين العائلتين والشعب الكوردي يعرف ذلك ولكنه مغلوب على أمره.الشباب الكوردي يهاجر إلى أوربا بمئات الالاف نتيجة سياسة البارتي والايكتي في جنوب كردستان وسياسة البككة في غرب كوردستان. انا اعتقد بأننا نعيش أسوأ ايام الكورد على طول تاريخها. على المثقفين الكورد فضح مخططات عائلة البارزاني والطالباني في العراق وعلى كورد سوريا وباسرع وقت فك الارتبط مع البككة.