حصار منطقة شاد-با والأحياء الكردية في حلب من قبل العصابة الأسدية- بيار روباري

 

منذ إسبوعين متتالين، يفرض النظام الأسدي العلوي الإجرامي، حصارآ خانقآ على منطقة “شاد-با”

التي تضم: مدينة أرپاد (تل رفعت)، وبلدة أحرص، أحداث، فيفين، إضافة لأكثر من (40) قرية تابعة لهذه المدن والبلدات الكردية التي مازالت بيد الشعب الكردي التي يريد الطاغية اردوغان إحتلالها وإنتزاعها من يد الكرد وقوات الحماية الذاتية.

هذا إلى جانب عدة قرى روبارية “عقيبة، خريبكه، زارته، بينه” التي تقع ضمن منطقة أفرين المتاخمة لمنطقة شاد-با، التي لم تستطيع القوات التركية الغازية من إحتلالها، ولا يفصل بين اول قرية روبارية

وهي “خريبكه” عن مدينة أرپاد سوى ثلاثة كيلومترات لا غير. ويشمل الحصار الأسدي الإجرامي إلى جانب ذلك كافة الأحياء والجيوب الكردية التي يقطنها أبناء الشعب الكردي في مدينة هلچ (حلب) وبالأخص حي “الأشرفية وچيايه سيدو”. يفوق عدد سكان هذه الأحياء في مدينة حلب ومنطقة شاد-با والقرى الروبارية، معآ أكثر من (1000.000) مليون إنسان حاليآ رغم هجرة الكثيرين منها إلى الخارج بسبب الأوضاع المأساوية التي عاشتها المنطقة وعموم سوريا منذ (11) سنة.

 

ترافق الحصار الأسدي – الروسي المبرمج، بالتزامن مع الحملة الجوية التركية الوحشية ضد شعبنا الكردي في غرب وجنوب كردستان، الهدف من هذا الحصار الإجرامي: هو كسر إرادة الشعب الكردي ودفعه للثورة ضد قوات الحماية الذاتية، والإدارة الكردية، ولكن هذا لن يحصل أبدآ، وأنا على إتصال شبه يومي بمنطقة شاد-با والقرى الروبارية وأهلنا في مدينة هلچ (حلب). رغم القصف الجوي التركي الإجرامي والحصار الأسدي العلوي الخسيس، ومعانة أهلنا بسبب إنقطاع التيار الكهربائي، في هذا الشتاء القارص، إلا أن معنوياتهم قوية وعالية، وهذا ما لمسته شخصيآ من خلال تواصلي المباشر مع أهلنا في المناطق الثلاثة.

المكلف بتنفيذ هذا الحصار الشامل والأقصى من نوعه، هو القاتل والمجرم “ماهر الأسد” الذي يترأس الفرقة الرابعة ضمن ميليشات العصابة الأسدية القاتلة. لهذا عندما قلنا مرارآ وتكرار بأن هذا النظام المجرم والطائفي عدو للشعب الكردي ولا يختلف بمثقال ذرة عن العدو التركي والفارسي. وللعملوات كل الذي حمل معه قائد القوات الروسية في سوريا، إلى إلى الجنرال “مظلوم عبدي” قائد قوات سوريا الديمقراطية هو الأتي:

لا إعتراف بالإدارة الذاتية، ولا قبول بالفيدرالية، ولا وضع خاص لقوات سوريا الديمقراطية، ولا أي تغيير سياسي في سلطة الأسد، ولا تغير في الدستور، ولا إسم الدولة ولا العلم ولا النشيد، ولا إعتراف دستوري بالشعب الكردي، وعلى الكرد العودة إلى حظيرة الأسد وإندماج قوات قسد في الجيش الأسدي وعودة نظام بشار المجرم إلى المنطقة الكردية بقدها وقديدها، فقط مقابل سماح النظام تدريس اللغة الكردية ضمن إطار المنهاج التعليمي الأسدي كمادة فقط، وفي المناطق الكردية تحديدآ“.

 

عصابة إجرامية وقاتلة وطائفية حتى النخاع، مثل العصابة الأسدية الإرهابية لا يمكن أن تقر بحقوق الشعب الكردي القومية والدستورية والسياسية بأي حال من الأحوال، وهذه النقطة كانت ولا زالت مدار خلاف بيني وبين حزب العمال الكردستاني حتى أثناء وجود اوجلان ورفاقه في سوريا وفي ضيافة بيت الأسد. ومازال البعض من قيادات قنديل و(ب ي د) يظنون أنه يمكن التفاهم مع هذه العصابة. لا أدري إن كانوا هم قادرين على إستيعاب حقيقة هذه العصابة القذرة التي وصلت للحكم في سوريا بغفلة من الزمان، ولن تتخلى عن السلطة ولو بسنبة (1%) مما تعتبرها ملكآ لها. هذه العصابة أجرمت بحق شعب كامل، وقبل ذلك بحق الشعب الكردي في عام (2004) ودمرت البلد وحولته إلى خرابة، فكيف يعقل أن تعترف هذه العصابة بالشعب الكردي وبإقليم غرب كردستان دستوريآ؟؟؟ هذا غير وارد على الإطلاق إلا إذا أجبرت على ذلك بالقوة، وما هي القوة التي ستجبره؟؟ حاليآ لا أحد مستعد لإجبار هذه العصابة على أن تقدم على مثل هذه الخطوة، وبالتالي التفاوض معها برأي نوع من الجري خلف السراب لا أكثر.

 

نحن نرى بأم أعيننا كيف تتفاوض هذه العصابية الإرهابية على الملئ على رأس الشعب الكردي مع العصابة الأردوغانية الإجرامية مثله، وهذا كافي لمن يريد أن يرى الحقيقة كما هي على أرض الواقع.

أنا أعتقد قيادات حزب العمال الكردستاني والإتحاد الديمقراطي، يدركون هذه الحقيقة الساطعة، ولكنهم لسبب ما يتظاهرون بجهل ذلك لربما الأجهزة الأمنية الأسدية تملك عليهم أشياء معينة تمنعهم من العمل ضدها.

مرّ إسبوعين وأبناء شعبنا الكردي في المناطق الثلاثة يعنانون من فقدان العديد من المواد وفي مقدمتها المحروقات كالمازوت، البنزين، الطحين، الغاز البيتي، وغير ذلك من المواد الضروية للحياة. ومع ذلك لم تتخذ الإدارة الذاتية وقوات قسد أي خطوات لمواجهة هذا العمل البربري والغير أخلاقي. السؤال الذي يسأله أبناء شعبنا من المحاصرين هو:

لماذا الإدارة الذاتية وبالتعاون مع قوات قسد لا تحاصر المربعات الأمنية التابعة للعصابة الأسدية في كل من قامشلو والهسكه كما فعلت من قبل؟؟؟

 

الحقيقة ليس لدي تفسير ولا جواب على هذا التصرف الغريب والتهاون الذي يتعامل بها الإدارة الذاتية وقسد مع تلك العصابة. هم عليهم الإجابة على هذا التساؤل، لأن من حق أبناء شعبنا في شاد-با والقرى الروبارية والأحياء الكردية في مدينة حلب، أن يعرفوا ماذا يجري وخاصة في هذا الوقت من السنة والأجواء القارصة. الناس بسبب غياب الوقود ومادة الغاز البيتي، غير قادرين على طبخ الطعام، ولا غسيل الألبسة والأواعي، ولا الإستحمام بسبب انقطاع الكهرباء بشكل كامل، ولا التنقل من مكان إلى أخر بسبب غياب مادة المازوت والبنزين، التي يمنعها عناصر الفرقة الرابعة التابعة لشقيق رأس العصابة الأسدية المجرم ماهر الأسد. وبسبب منع الوقود عن لأهلنا فهم منقطعين عن شبكة الإنترنيت أيضآ بسبب توقف مولادت الكهرباء التي تعمل على المازوت هي الأخرى، وأهلنا ينامون في بيوت وخيم باردة جدآ والكثيرين من المسنين والأطفال والمرضى يعانون معانة حقيقية، وفوق كل ذلك يقضون ليللهم في العتمة بكل معنى الكلمة. سؤال أهلنا في المناطق المحاصرة:

هل يعقل أن أزلام النظام الأسدي ومخابراته في المربعات الأمنية في كل من مدينة قامشلو ومطارها ومدينة الهسكه ينعمون بخيرات شعبنا، وأهلنا الكرد يعيشون في هذه الظروف الصعبة والغير إنسانية والإدارة الذاتية وقوات قسد لا تحرك ساكنآ؟؟؟!!!  

 

في الختام، أتمنى أن يصل صوت أبناء شعبنا الكردي في الأحياء الكردية في مدينة هلچ (حلب)، ومنطقة شاد-با والقرى الروبارية في جبل ليلون-التابعة لمدينة أفرين، المحاصرين منذ أكثر من إسبوعين من قبل عصابة الإجرام والقتل الأسدية، إلى آذان قادة الإدارة الذاتية في غرب كردستان وقيادة قوات “قسد “وكل المهتمين بهذا الشأن ومن ضمنهم الهيئات الإنسانية الدولية وممثلي الأمم المتحدة للتدخل لفك هذا الحصار البربري والمخالف لجميع قوانين وشرعة الأمم المتحدة.

 

06 – 12 – 2022