Dîrok û nasnameya bajarê Resten
هذا إلى جانب وجود دير قديم بالقرب من مدينة “رستن” وتحديدآ في خربة “البللور” الواقعة بالقرب من محطة الكهرباء القديمة، التي بنته فرنسا في مطلع القرن العشرين، على الطرف الشرقي – الجنوبي من بحيرة المدينة. وإلى الجنوب الغربي من الدير، يوجد جسر أثري على نهر العاصي، مبني من الحجارة البازلتية السوداء بطريقة معمارية وهندسية مميزة، ويقع بين قرية “كفرنان” و”الغجر” التي عليها تسمية (غرناطة) حالياً، ويوجد بجانبه أعمدة أثرية ضخمة مبنية أيضا من الحجارة السوداء، التي تشتهر بها محافظة حمص، وفوق هذه الأعمدة الأثرية، توجد قناة مائية حجرية، لنقل مياه الري من ناعورة “الرستن”، التي كانت موجودة على نهر العاصي قبل نحو 100 عام، إلى الأراضي الزراعية في قرى “غجر، أمير، وتسنين وكفرنان، وبحسب المؤرخيين كان يقيم في دير المدينة الذي يطلق عليه تسمية “مار مارون” مئات الرهبان.
هناك خلاف شديد بين المؤرخيين المسيحيين على مكان دفن الناسك والراهب “مار مارون” فمن جهة يقول المطران يوسف الدبس في كتابه (تاريخ سورية) أن “مار مارون” دفن في منطقة الرستن على شاطىء نهر العاصي في منطقة غير محددة بدقة. بينما يقول “تيودور يطس” في كتابه (تاريخ أصفياء الله) الصادر في عام (440) ميلادي، أنه دفن قرب حلب إثر تعرضه لمرض بسيط مفاجئ لكنه أودى بحياته بسرعة. وقد ورد في كتابه ما يلي:
“مار مارون إختار أن يعيش في العراء وإختار قمة فيها “معبد وثني” بنى عليها كوخآ صغيرآ من الجلود قلّأن يلجأ اليه، وإستطاع ان يشفي المرضى بالدعاء لهم، وعند وفاته قام سكان بلدة مجاورة ببناء ضريح فخم له دون تحديد المكان الدقيق لهذا الضريح”.
لكن أكثرية الباحثين أجمعوا على أن “مار مارون” تنسك في أحد قمم جبل قورش (جبل ليلون) وبالبحث عن القمة التي توجد في هذا الجبل التي يوجد عليها معبد وثني قديم، إستنتج الباحثون انها تلة “كالوتا”
والتي تعني قلعة، التي تقع قرب قرية “براد” التي تبعد (30) كيلومتر عن حلب، وتوجد على التلة بقايا كنيسة مبنية فوق بقايا غير واضحة المعالم لهيكل وثني، وإفترض الباحثون أن الأهالي بنوا الكنيسة في المكان الذي عاش فيه “مار مارون”. ووفقا لكتاب أصفياء الله فإن أهالي القرية القريبة من تلك الكنيسة، والتي إسمها “براد”، حملوا الجثمان الى كنيستهم وبنوا فيها ضريحاً فخماً لجثمانه.
هنا لا بد من عدة ملاحظات:
الملاحظة الأولى:
إن إسم “كورش” الذي أطلق على مدينة قلعة “خوري” ليس فارسيآ، وإنما هو إسم كردي ويعني راعي باللغة الكردية القديمة وهذه التسمية تعود إلى أيام الدولة الإيلامية الكردية في جنوب كردستان. وهذه التسمية أطلقها الكتاب العرب عليها نسبة إلى الملك الفارسي (كورش). وإسم “براد” أيضآ إسم كردي، ولا علاقة باللغة السريانية نهائيآ، والذين إدعوا ذلك مجرد مجموعة من الكذابين ومزوري التاريخ، الذين يطلقون على أنفسهم (مارونيين) وهم طائفية مسيحية وليسوا بعرق.
إسم قرية “براد” التي دفن فيها الكاهن “مار مارون” مأخوذة عن المصطلح الكردي (برات)، وإستبدل العرب حرف (التاء) بحرف (الدال) والكلمة تعني الزكاة، وأقول لأولئك الكذابين ومزوري التاريخ، إن كلمة “الزكاة” نفسها، مأخوذة عن المفردة الكردية (زكوت) القديمة. بالتالي إسم قرية “برات” تعني قرية (الزكاة). وأذكرهم بأن اليهودية والمسيحية والإسلام هذه الديانات المعتة الثلاثة، هي عمليآ نسخ مشوهة عن الديانات الكردية(اليزدانية، والزاردشتية). كما أخذوا عنها طقوس: (الصلاة، الصيام، الحج، الزكاة، الشهادة، الوضوء، ..) من هذين الدينين الكرديين. وبالتالي الإدعاء أن إسم قرية (براد) تعني البرد، هذا مجرد هراء ومدعاة للسخرية، ولا يدعم هذا التفسير أي ممتسكات لغوية، لأن هناك قمم في نفس جبل ليلون أبرد من قرية “براد” بكثير.
Ber: موسم، ذوج
Ber + at ——> Berat: الزكاة
Berat ——> Berad.
الملاحظة الثانية:
بدلآ من هذه الأكاذيب التي يسوقها بعض مزوري التاريخ، ممن يطلقون على أنفسهم مسيحيين- مارونيين
كان الأجدى بهم أن يقولوا لنا: ما هو أصل الكاهن “مار مارون”؟ وما هو إسمه الحقيقي؟ ومن أين قدم إلى هذا الجبل الكردي؟ وكيف فرض الرومان والبيزنطيين دينهم المسيحي على الشعب الكردي بهمجية، وكم الجرائم إرتكبها الأوغاد الرومان والبيزنطيين بحق الشعب الخوري طوال (700) عام الفترة التي حكموا فيها الكرد ووطنهم كردستان.
الملاحظة الثالثة:
أنفسكم أيها الدجالين قلتم ذاك المعتوه “مار مارون”، بنى كوخآ على أنقاض معبد (وثني)، هذا معناه أن المنطقة كان يسكنها شعب أخر ويدين بديانة أخرى مختلفة، وهذا الشعب أيها المزورين والمدلسين، كان
الشعب الخوري، ومن هنا قلعة الإله خور (قلعة نبي هوري) بأفرين ومئات المعابد اليزدانية تكتز بها المنطقة وخاصة جبل “ليلون”. ثم هذا المعبد لم يكن معبدآ وثنيآ كما كذبتم. إنه معبد يزداني كان أسلاف الشعب الكردي يعبدون ألهتهم وفي مقدمتهم الإله “خور” أي إله الشمس فيه. والشعب الوحيد في الكون الذي لم يعبد الأصنام والأوثان يومآ هو الشعب الكردي وأسلافه.
أحيلكم أيها المزورينن وأحيل معكم كل من يريد معرفة حقيقة المارونيين وأصلهم، إلى الدراسة التاريخية التي تناولنا فيها هوية وتاريخ مدينة “دارازه”، التي لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن قرية “براد”، والدراسة منشورة على الإنترنيت، ويمكن لكل إنسان الإطلاع عليها. هذا إضافة إلى دراسات أخرى تتناول هوية وتاريخ كل من مدينة: “ألالاخ، دلبين (إدلب) وپاتين”، كون جميع هذه المدن تقع في نفس المنطقة الجغرافية، وتعود لنفس الثقافة ولذات القوم ألا وهو الشعب الخوري سلف الشعب الكردي.
الملاحظة الرابعة:
إذا كان إسم قرية “براد” سرياني، فكان من المفروض أسماء جميع القرى المحيطة بها تكون سريانية أم لا؟ الحقيقة ليست كذلك فأسماء جميع القرى في جبل ليلون أسماء كردية خالصة. فكيف لقرية واحدة إسمها سرياني وبقية القرى وهن بالمئات يحملون أسماء كردية!!! ثم هذه البلاد ليست بلاد سرياني نهائيآ وأنا أقصد بذلك كل الكيان المصطنع الذي إسمه (سوريا). ألا تعلمون أن الأشوريين (السريان) مجرد محتلين لبلاد الخوريين مثلهم مثل الكنعانيين، والفرس، والرومان والبيزنطيين والعرب المسلمين، والتتر والمغول إضافة للعثمانيين وقبلهم شعوب البحر؟؟؟
قرية براد – جبل ليلون – منطقة أفرين – غرب كردستان
رابعآ، تاريخ مدينة رستن:
Dîroka bajarê Resten
الكتابات الهيروغلافية المكتشفة في مدينة “رستن” وعدد الطبقات التي يتألف منها المدينة الأثرية، يؤكد أن تاريخها يعود إلى (3200) الألف الثالث قبل الميلاد وهذا يعني أنها بنيت في عهد الدولة الخورية – الكردية. هذا إلى إكتشاف: القبور، اللوحات الفسيفسائية، القنوات المائية، اللقى، والأدوات الحجرية التي عثر عليها الباحث والعالم “فان لير” في مجرى نهر العاصي في شرق موقع السد، أي على السفح الأعلى لوادي العاصي مقابل بلدة الرستن، ويعود تاريخ هذه الأدوات إلى عصر الفيليفرانشي المتأخر (أوائل البلايستوسين الأوسط).
وهذا يتماشى مع الإنتشار الخوري في كل هذه المنطقة، حيث أن مدينة قطنا، ودمشق، حوران كلها مدن خورية، وتاريخها يعود لألاف السنين قبل الميلاد، والدليل على خورية المدينة هو الأمر الذي أصدره الإمبراطور الروماني “قسطنطينوس الثاني”، الذي حكم بين الأعوام (337-361) ميلادية، والذي تم تفويض أسقف المدينة ماركوس (مرقس) بموجبه، بعد أن أصبح للمدينة أسقفية بإستبدال المعبد (الوثني) في المدينة بكنيسة مسيحية. والحقيقة أن المعبد لم يكن وثنيآ قط، بل كان “يزدانيآ” خوريآ، لأن الخوريين – أسلاف الكرد لم يعبدوا الأصنام يومآ، وإنما كانوا يعبدون الإله “خور” أي إله الشمس.
أي أن المدينة بنيت قبل الإحتلال الروماني بألاف السنين، والمدينة الرومانية أقيمت على أنقاض المدينة الخورية. العلماء الذين درسوا تاريخ المدينة، يعتقدون أن المدينة الأولى والتي يعنى بها الطبقة الأولى قد بنيت قبل الألف الثالث للميلاد بقليل أي حوالي (3200) قبل الميلاد، وأنا أميل أيضآ لهذا الرأي، بالتالي فإنها تعود للعهد الخوري. وللفصل في هذا نحتاج إلى عملية تنقيب شاملة حتى لو تطلبت إزالة العديد من البيوت المقامة فوق أنقاض المدينة الأثرية بكل أسف، وإجراء دراسة شاملة عن طبقات المدينة وأثارها الغير مكتشفة حتى الأن.
ومر على المدينة عدة حضارات قبل أن تخضع مدينة “رستن” للإحتلال الروماني وذلك في العام (64) قبل الميلاد، حالها حال العديد من المدن الخورية – الميتانية – الهيتية القديمة مثل مدينة: شمأل، ألالاخ، پاتين، دلبين (دلبين)، أگرو (جنديرس) أوگاريت، گرگام (مراش) وغيرها من المدن الكثيرة.
إضافة للخوريين والهيتيين الكرد مؤسسي المدينة الأولى والثانية، مر على مدينة “رستن” حضارات عدة منها الحضارة التدمرية، المقدونية، اليونانية والتي في عهدها أطلق عليها تسمية (أريتوزا) وهو إسم ربة المياه حسب الإسطورة الميثولوجية اليونانية، ثم حكمها المحتلين الرومان والبيزنطيين، وثم حل محلهم المحتلين العرب المسلمين الهمج، وخلفهم المحتلين العثمانيين الأكثر همجآ ووحشية. وعندما سيطر السلوقيين على غرب بلاد الخوريين أي غرب كردستان (سوريا الحالية) قسموها إلى عدة مقطاعات إدراية منها:
1- مقاطعة أنطاكيا وكانت تشمل عدة مدن.
2- مقاطعة أفاميا، وكانت تضم كلآ من مدينة حمص والرستن وحماه وشيرز (لاريسا).
3- لاتاكيا (اللاذقية) ويتبعها عدة مدن هي الأخرى.
كما ذكرنا أنفآ إسست مدينة “رستن” الأثرية على في عهد الدولة الخورية حوالي (3000) الألف الثالث قبل الميلاد على شكل قلعة، فوق تلة صخرية محصنة من ثلاثة جهات وتطل على نهر العاصي، حيث يسهل الدفاع عنها، ويحيط بها من الجهات الثلاثة: الشمال، الغرب والجنوب أراضي خصبة صالحة للزراعة، وواقعة على مفترق الطرق التجارية، من هنا جاء إختيار الخوريين – الكرد لهذا الموقع لبناء مدينتهم هذه التي سموها “رستن”.
إمتاز الغزو المقدوني بتسمياته المختلفة، والغزو الروماني – البيزنطي بالغزو الإستيطاني، ومن هنا كان
إهتمامهم كبيرآ ببناء المدن الخاصة بهم، بهدف طبع المنطقة بصبغتهم الحضارية، وكان من عادتهم إطلاق أسماء مدنهم الأصلية على المدن التي قاموا ببنائها، وأحيانآ أخرى يطلقون أسماء الملوك والقادة
العسكريين على المدن أو أسماء بعض النساء والألهة. ولا شك أن اليونانيين والرومان والبيزنطيين كانوا مهرة في بناء المدن والقصور والمسارح الضخمة والجسور ولاحقآ الكنائس، بعد تبني الديانة المسيحية بشكل رسمي كدين للدولة.
هنا لا بد لي من تدوين من ملاحظة، حول بناء المدن من قبل الغزات المقدونيين، اليونانيين، الرومانيين – البيزنطيين في بلاد الخوريين أسلاف الشعب الكردي أي كردستان. الملاحظة هي أن هؤلاء الغزات المجرميين كانوا يبنون مدنهم وفق منهجين هما:
المنهج الأول: بناء مدنهم على أنقاض المدن الخورية بعد هدمها وتدميرها، وهذا شمل ضمنآ المعابد اليزدانية، التي حولوها إلى كنائس وهي لا تعد وتحصى في الواقع.
المنهج الثاني: البناء بجوار المدن الخورية القديمة أو القرى، لأنهم كانوا يجهلون بطبيعة المنطقة. ثم إن أصحاب الأرض الأصليين كانوا قد إختاروا المناطقة السكنية التي أقاموا فيها مدنهم بعناية وقراهم، وكانوا يبحثون عن أماكن يتوفر فيها المياه والأراضية الزرعية لتأمين قوة عيشهم منها. والغزاة كانوا على دراية بذلك، ولهذا كانوا يبنون فوق مدنهم أو بجوارها مباشرة. ولا يوجد مدينة واحدة بناها هؤلاء الغزاة خارج هذا النطاق، ويمكن لأي باحث أن يبحث في الأمر، وأنا واثق سيصل إلى نفس النتيجة.
وعندما سيطرالمقدونيين على المنطقة بعد حملة الإسكندر المقدوني عام (323) قبل الميلاد، بنى الملك
“سلوقس نيكاتورا” مدينتي (أريثوزا) على أنقاض مدينة “رستن” ومدينة “أفاميا” على أنقاض بلدة قديمة إسمها “فارماك” في سنة واحدة. وعند وصول الإسكندر المقدوني إلي البلدة بدل إسمها إلى “بيلا” تيمناً بمسقط رأس والده في مقدونية، هكذا حتى عام (301) قبل الميلاد، وفي عهد “سلوقس الأول”، وهو أحد جنرالات الإسكندر الأكبر، وأول ملوك السلوقيين في غرب كردستان، الذي قام بتحصين وتوسيع المدينة وبدل إسمها إلى “أفاميا” تكريمآ لزوجته. تقع مدينة “أفاميا” القديمة على أطراف نهر العاصي (سهل الغاب) حالياً، وإرتفاعها يصل نحو (100) متر عن مستوى الوادي، وتقع على مسافة قريبة من الطريق العام الواصل بين مدينة دمشق وحلب، المواجهة لسلسلة جبال اللاذقية.
قلعة رستن
كما ذكرنا بأن المدينة الأولى، التي يطلق عليها تسمية الطبقى الأولى أي الطبقة الأعمق، تم تشيدها في عهد الدولة الخورية والطبقة الثانية في عهد الدولة الهيتية، وكانت عاصمتها حيناها مدينة “گرگاميش” أي جرابلس الحالية. وكتبنا دراسة تاريخية عنها وتناولنا تاريخها وهويتها القومية، وهي منشورة على صفحات الإنترنيت لمن يرغب في دراستها والإطلاع عليها. للأسف لا نملك معلومات عن الطبقة الأولى
من مدينة رستن، التي بناها الخوريين – الكرد، بسبب عدم قيام علماء الأثار بالتنقيب فيها، نظرآ لعمقها وبناء البيوت السكنية عليها.
وبعد سيطرة المقدونيين عليها بقيادة القائد المقدوني “سلوقس الأول” في العام 64 بعد الميلاد، وسلوقس هو أحد كبار جنرالات الإسكندر المقدوني، قام ببناء مدينة جديدة على أنقاض المدينة الهيتية أي الطبقة الثانية، بعد تدميرها أثناء محاولة الإستيلاء عليها، كونها كانت محصنة بشكل جيد. وفيما يتعلق بتسميتها اليونانية، معظم المصادر التاريخية تتفق على أن “سلوقس” هو من أطلق عليها تسمية “أريثوزا” وهي إسم مدينة في مقدونيا اليونانية، ولكن هناك من قال أنها سميت على إسم نبع موجود في صقلية يحمل نفس الاسم. وقد ورد ذكر إسم مدينة “رستن” في المجلس المسيحي الأول في نيقيا عام (325) ميلادي تحت إسم “أراستان“. وظل هذا الإسم يستخدم من قبل السكان الأصليين إلى جانب “أريثوزا”. سنتوقف عند كلا الإسمين (رستن، أراستان)، في محور خاص ومنفصل لاحقآ ونتحدث عن معانيهما وأصلهما.
ونتيجة إزدهار المدينة تحولت إلى مركز حضاري لوسط غرب كردستان، في ظل الدولة الرومانية في منتصف القرن الأول قبل الميلاد. وفي هذا المجال ذكر المؤرخ الروماني المشهور “سترابو” أن المدينة كانت محكومة من قبل “الفيلارك سامبايسيروس الأول” وذلك من العام (64-63)، بعدها إستولى عليها الجنرال الروماني “بومبي”. ثم سيطر عليها “إيميساني” بحلول العام (46) قبل الميلاد. وخلال الحرب الأهلية الرومانية التي أعقبت وفاة “يوليوس قيصر”، إنحاز سكان مدينة “رستن” إلى جانب “مارك أنطونيوس” ضد “أوكتافيان”. ومع هذا أصبحت أريثوزا دولة – مدينة مستقلة بعد انتصار أوكتافيان في معركة “أكتيوم” في العام (31) قبل الميلاد، لكنها عادت إلى سيطرة “إميساني” بعد أحد عشر عامآ.
لكن بعد ذلك تدهور وضعها مع صعود نفوذ إمارة “إميسا” القريبة من مدينة حمص الحديثة، كمركز ديني وسياسي. وفي القرن الثالث بعد الميلاد، أقام الإمبراطور الروماني “أوريليان” في المدينة أثناء حملته ضد “زنوبيا”.
في بداية القرن الرابع الميلادي (400) أصبحت مدينة “رستن” أي (أريثوزا) بحسب التسمية المقدونية أسقفية مسيحية، وأسقفها السيد “استاثيوس” كان في عداد المشاركين في مجمع نيقيا الذي إنعقد في العام (325). الإمبراطور الروماني “قسطنطينوس الثاني” الذي حكم بين الأعوام (337 – 361)، ميلادية أصدر أمرآ للأسقف ماركوس (مرقس) أسقف مدينة “رستن” أي (أريثوزا) بتحويل المعبد (الوثني) ويقصد به “اليزداني- الخوري” في المدينة إلى كنيسة مسيحية!!! إجرام ما بعده إجرام وحقارة وهذا بين مدى الحقد الرومان تجاه أديان وثقافة الأخرين.
ومن أساقفة مدينة “رستن” الذين عرفوا في العصر الروماني – البيزنطني بي “أريثوزا” التالية أسماؤهم: 1- مرقس الثاني، وشارك في مجمع خلقيدونية عام (451) ميلادي.
2- الأسقف “يوسابيوس”، وكان واحد من الموقعين على الرسالة التي كتبها أساقفة “سيكوندا” ورفعوها إلى الإمبراطور “ليو الأول التراقي” بعد مقتل البطريرك “بروتريوس الإسكندري”.
3- الأسقف “سيفريانوس” في بداية القرن السادس.
4- الأسقف أبرااميوس، الذي رسم القس قسطنطينوس من أفاميا، الذي كان متهمآ بالوحدة في مجمع القسطنطينية الثالث (680-681).
وأثناء الحملات الصليبية على المنطقة، كانت مدينة رستن – أريثوزا، التي كانت تُدعى (أرطاسيا) لفترة من الزمن وخاصة أثناء أداء الطقوس اللاتينية، لأن المدينة لم تعد أسقفية سكنية، واليوم هي مدرجة أيضآ كأسقفية غير سكنية من قبل الكنيسة الكاثوليكية.
خلف الإحتلال الروماني- البيزنطي الهمجي والذي دام مئات السنين، الإحتلال العربي الإسلامي الأكثر همجية ووحشية من الإحتلال الروماني والبيزنطي، كل ذلك تحت شعار نشر الإسلام، ذاك الدين الشرير والبغيض. طبعآ قصة نشر الدين، مجرد كذبة لا يصدقها إلا مخبول ومن لا يملك عقلآ سليمآ. الهدف كان هو الإحتلال والسيطرة والإستيطان، ولهذا لم يعودوا إلى ديارهم أي الحجاز، بعد نشر دينهم البربري في البلدان المختلفة ومنها كردستان. وقبل الحديث عن فترة الحكم الإسلامي لمدينة “رستن”، دعونا نتوقف ولو سريعآ عند أهم الهجرات العربية من شبه الجزيرة، إلى بلاد الخوريين – أسلاف الكرد، وذلك حسب التاريخي لتلك الهجرات، التي بدأت قبل ظهور المجرم “محمد” بكثير، وإليكم تلك الهجرات:
مدينة الرستن – صورة من الأعلى
الهجرة الأولى:
كانت هجرة الأكديين إلى جنوب كردستان وتحديدآ شمال سهل “شنگار” السومرية، وكان ذلك حوالي العام (3500) قبل الميلاد وإتخذوا من مدينة “أكد” مقرآ لهم، ولليوم لم يتمكن علماء الأثار من تحديد موقعها. وأول مرة أشير إلى مدينة “أكاد” في الكتاب المقدس في “سفر التكوين” بسبب تدوين هذا السفر
في بابل. وأكاد كانت إحدى المدن التي بناها “نمرود” في أرض شنگار. كما وأشير إلى مدينة أكاد في النصوص السومرية، الخورية واللولبية باسم أساگادي أو أوري إلا أن الكلمة الاصلية هي أگادي من اللغة الخورية.
الهجرة الثانية:
كانت هجرة الأمورين وكانت حوالي (3000) الألف الثالث قبل الميلاد، إلى جنوب بلاد الخوريين، حيث كان يعيش الإيلاميين، السومريين والكاشيين الكرد، وجزء منهم إلى ذهب إلى المنطقة المتاخمة لغرب كردستان من الجنوب، والتي يطلق عليها اليوم (بادية الشام).
الهجرة الثالثة:
كانت هجرة الكنعانيين وكانت حوالي (3000) الألف الثالث قبل الميلاد، قسم منهم قدم من اليمن وقسم من إريتريا حسب المؤرخ اليوناني “هيرودوت” وتوجهوا إلى جنوب غرب بلاد الخوريين، والتي يطلق
عليها اليوم (فلسطين وإسرائيل) وجزء من لبنان الحالي، وسكنوا فيها واليهود فرع من الكنعانيين.
الهجرة الرابعة:
كانت هجرة الأنباط وكانت حوالي (500) قبل الميلاد وإستوطنوا في منطقة ما يسمى وادي العربة وإتخذوا من مدينة البتراء مقامآ لهم أي الأردن الحالي.
الهجرة الخامسة:
كانت هجرة المناذرة والغساسنة بعد إنهيار سد مأرب في اليمن، وكانت حوالي (150) ميلادي. حيث إستوطن المناذرة جنوب بلاد سومر، والغساسنة سكنوا جنوب مدينة دمشق. وإتخذوا من مدينة بصرى مقامآ لهم، وكانوا على خلاف وصراع دائم مع المناذرة حول المراعي ومنابع المياه.
الهجرة السادسة:
كانت هجرة العرب المسلمين، وكانت أكبر هجرة، وفي الواقع كانت أشرسها أيضآ وأكثر عنفآ ودموية، وتسلطآ على الشعوب التي إستعمروها العرب المسلمين وإحتلوا بلدانهم، وكانت حوالي العام (635) ميلادية.
إحتل العرب المسلمين الهمج مدينة “رستن” حوالي العام (634) ميلادي بعد إحتلال مدينة حمص من قبل القائد العسكري “أبي عبيدة بن الجراح” وللإستيلاء عليها قام بتدميرها هذا الغازي والمجرم القادم من الصحراء التي لم تعرف يومآ الحضارة. ودام الإحتلال العربي الإسلامي السرطاني لكردستان ومن ضمنها مدينة الرستن مئات الأعوام، ومن ثم حل محلهم المحتلين (المغول والتتر) الدمويين ومن بعدهم أحتلها العثمانيين وها هي اليوم محتلة من قبل العربان مرة أخرى.
قلعة مدينة الرستن
خامسآ، معتقدات سكان الرستن الأصليين:
Bîrûbaweriyên xelkê Resten yên nijad
كما أثبتنا في المحور السابق كيف أن مدينة “رستن” يعود تاريخها إلى ما قبل الألف الثالث قبل الميلاد، وأنها كانت تضم معبدآ يزدانيآ – خوريآ، وجرى تحويله إلى كنيسة مسيحية، بأمر رسمي من الإمبراطور الروماني “قسطنطينوس الثاني” الذي حكم بين الأعوام (337-361)، ميلادية، فوض من خلاله أسقف المدينة “ماركوس” وبالعربي (مرقس)، بتحويل المعبد اليزداني- الخوري في المدينة إلى كنيسة مسيحية! وهذا ليس المعبد اليزداني – الخوري الوحيد، الذي حوله المجرمين الرومان – البيزنطيين المسيحيين إلى كنيسة مسيحية، ولعل أبرز المعابد اليزدانية التي تم تحويلها إلى كنائس هي:
1- معبد دو- مشك (دمشق)، الذي دفن فيه (يوحنا المعمدان)، والمحتلين العرب عندما إحتلوا دو- مشك (دمشق) حولوه إلى جامع، وأطلقوا عليه تسمية (الجامع الأموي) نسبة إلى العائلة الأموية الإجرامية.
2- معبد دلبين (إدلب)، حوله المحتلين الرومان – البيزنطيين المتوحشين إلى كنيسة مسيحية هو الأخر، وعندما إحتل الغزاة العرب المتوحشين المدينة، حولوا الكنيسة إلى جامع وأطلقوا عليه تسمية “الجامع العمري” نسبة إلى المجرم عمر بن الخطاب.
3- معبد دارزاه (دارة عزة)، أيضآ حوله المحتلين الرومان – البيزنطيين البرابرة، إلى كنيسة مسيحية، وعندما إحتل الغزاة العرب المسلمين منطقة “أفرين وألالاخ” حولها إلى جامع وسموه جامع الكبير.
أخذ المسيحيين هذا الفعل الإجرامي أي تحويل معابد الأخرين إلى كنائس عن اليهود، لأنهم هم أول من حولوا معابد اليزدانيين – الخوريين إلى كنائيس يهودية، والمسلمين أخذوا هذا العفعل الإجرامي القذر عن المسيحيين بدورهم، وبالتالي ثلاثتهم أسوأ من بعضهم البعض، وما قاموا به هو عمل شرير وخسيس نابعٌ عن الحقد الأعمى والفكر الإلغائي. ولا ننسى أن اليهودية والإسلام والمسيحة نسخة واحدة تقريبآ. هدفهم من هذا العمل الإجرامي والقذر، هو تغير طباع المدن الخورية وصبغها بلون أديانهم الإجرامية الشمولية ومحو هويتها القومية الكردية وهذا يشمل كافة الجوانب:
الحضارية، الثقافية، المعمارية، الدينية وغير ذلك. والعثمانيين أخذوا هذا الفعل الإجرامي القذر بدورهم عن العرب وحولوا كافة المعابد التابعة للأديان الأخرى إلى مساجد وجوامع وأهمها كنيسة “أيا صوفيا” في إسطنبول. في المقابل لم يقم الكرد ولا نبيهم زرادشت ولا أتباعه بهكذا أفعال شنيعة، ولا أتباع أي دين أخر. ولم تعرف مثل هذه الأعمال الإجرامية الإلغائية، إلا بعد ظهور اليهودية الشمولية الشريرة بكل معنى الكلمة والمسيحية والإسلام هي نسخ مشوهة عن اليهودية لا أكثر.
وكما تأكد لنا في المحور السابق من خلال الإكتشافات الأثرية المتعددة، كالكتابات الهيروغليفية وطبقات المدينة المتعددة، واللوحات الفسيفسائية تعود لعهد الدولة الخورية، أي أن مدينة “رستن” الأثرية، مدينة خورية – هيتية، وخير دليل على ذلك وجود معبد يزداني – خوري فيها.
ومن المعلوم فإن الشعب الخوري ومعه كل تفرعاته من السومريين، الإيلاميين، الكاشيين، الهكسوس، الميتانيين، الهيتيين والكرد الحاليين، لم يعتنقوا يومآ دينآ أخر، سوى هذا الدين لعشرات ألاف السنين، قبل الميلاد ولم يعبدوا الأصنام قط، وذلك بخلاف كل شعوب الأرض. وبقيوا على دينهم اليزداني رغم كل ما تعرضوا له من غزوات وإحتلالات مختلفة، وحتى النبي الكردي “زاردشت” عندما جاء بدينه الجديد الذي أطلق عليه تسمية (الزاردشتية) نسبة إلى إسم زاردشت، لاقى رفضآ من قبل الأكثرية الساحقة من أبناء الشعب الكردي، ولهذا لم تلقى الزاردشتية إنتشارآ واسعآ بين أبناء هذا الشعب، إلا في حدود ضيقة للغاية، وذلك بسبب تعلق الشعب الخوري – الكردي بدينه اليزداني السمح والمسالم والذي لم يعرف نبيآ.
الديانة اليزدانية لمن لا يعرف تتمحور حول عبادة الإله “خور” أساسآ، ولهذا سميوا (بالخوريين) كونهم كانوا يعبدون الإله “خور”، أي إله الشمس، ونفس هذه التسمية كانت تطلق على الشمس باللغة الكوردية
القديمة. ومفردة الشمس باللغة العربية، هي الأخرى مأخوذة عن اللغة السومرية – الكردية، حيث كان السومريين الكرد يطلقون تسمية “شمش” على الخور، وأخذ اليهود هذه التسمية عن السومريين الكرد أثناء وجودهم في كردستان بعد سبيهم من قبل البابليين والأشوريين كعبيد، والعرب بدورهم أخذوا التسمية عن العبرية، وبدلوا حرف (الشين) الثانية بحرف (السين).
إلا أن هذا الوضع أخذ بالتغير مع الإحتلال الروماني والبيزنطييني الإجرامي لبلاد الخوريين بدءً من عام (323) قبل الميلاد والذي إستمر حتى العام (634) ميلادية، بفرض الديانة المسيحية على جزء كبير من أبناء الشعب الكردي بالقوة، أما الغزاة العرب الهمج عندما إحتلوا كردستان، فلم يكتفوا بفرض دينهم الشرير والإجرامي، بل فرضوا إلى جانب دينهم الإسلامي لغتهم العربية على الإمة الكردية برمتها وذلك بحد السيف، وكلا الإحتلالين كانا إستيطانيين، ومن هنا كانت خطورتهم وبدليل تحويل قسم كبير من أبناء الكرد إلى سريان وعرب، وإقتطاع أجزاء كبيرة من تراب كردستان، وتحويلها إلى بلدان عربية، ونفس الشيئ فعل الأتراك والفرس مع أبناء الشعب الكردي.
هنا جرى التحول الكبير والعميق في حياة وتاريخ الشعب الكردي برمته وديانته اليزدانية، ولكن للأسوأ مع الأسف، ومنذ ذلك الحين تحول الكرد إلى عبيد عند هؤلاء القتلة والبرابرة المتوحشين، ومازال الكرد يعانون من ذلك حتى يومنا هذا، وبفضل ذلك تغرب الأكثرية الساحقة منهم عن دينهم اليزداني، والقلة القليلة هي التي بقيت على دينها اليزداني، ولكنهم تعرضوا لمأسي ومذابح كثيرة على مدى (1500) عام.
أهالي وسكان مدينة “رستن” الأثرية، كانوا يتمتعون بنفس الثقافة والدين مثل بقية الشعب الخوري، الذي ينتمون إليه، ويتحدثون ذات اللغة الخورية أم اللغة الكردية الحالية، وكانوا يعبدون نفس الألهة، مثل سكان بقية مدن منطقة غرب كردستان.
ومن ضمن الألهة التي كان يعبدها سكان مدينة “رستن” إله العاصفة (تيشوب)، الذي كان يعتبر ملك الآلهة هذا إضافة إلى إلهة الأم (هيبات)، التي كانت إلهة الشمس عند الهيتيين (الحثيين)، وكانت زوجة لإله العاصفة (تيشوب). وإلى جواهما، كان يوجد الإله (شاروما)، وهو إبن كل من إله العاصفة وإلهة الأم، الإله (كوماربي) وهو بدوره سلف إله العاصفة، وكانت مدينة “أوركيش” التي يطلق البعض عليها تسمية (گريه موزان)، المركز الرئيس لعبادة هذا الإله. وكان هناك إلهآ أخر، هو إلهة الخصوبة والحرب والشفاء ويسمة بي (شاوشكا)، التي كان مركزها في نينوى. وإلى جانب كل هذه الألهة، كان هناك إله الشمس (شيميگي)، وإله القمر (كوشوه).
المعبد اليزداني الذي كان يتعبد فيه سكان المدينة من الخوريين ويتوسلون لألهتهم، كما قلنا تم تحويله إلى كنيسة مسيحية وفرض المحتلين الرومان الديانة المسيحية على سكان المدينة من الخوريين – الهيتيين وحتى فرضوا لغتهم عليهم. وعندما إحتل العرب المسلمين المدينة، منعوا المسيحية عمليآ وفرضوا محله الديانة الإسلامية واللغة العربية، ومع الزمن تم تعريب السكان عبر الدين واللغة، ومع توافد الكثيرين من العرب وخاصة البدو بحكم قرب البادية منها، تم تعريب سكان المدينة والمنطقة بأسرها.
قبل قدوم المحتلين الرومان للمنطقة، وإحتلاهم أجزاء كبيرة من بلاد الخوريين، وتبنيهم الديانة المسيحية بشكل رسمي، وجعلها الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية ثم البيزنطية، إنتشرت المسيحية في وطن الخوريين والمشرق في حدود ضيقة للغاية، بعد تبني الرومان والبيزنطيين الديانة المسيحية فرضوها على قسم كبير من الكرد في غرب كردستان وشمالها بالقوة، ومن هنا كان إنتشار دور العبادة المسيحية في المناطق الخورية – الكردية بكثافة.
في ختام هذا المحور لا بد من ملاحظة هي: جميع الكتاب العرب المستعربة الذين كتبوا عن تاريخ مدينة “رستن”، لم يتطرقوا نهائيآ إلى المعابد التي كانت تزخر بها المدينة قبل الإحتلال الروماني – البيزنطي، ولا ألهة سكانها الأصليين وهويتهم القومية ولا لغتهم، ولا عبادتهم وطقوسهم الدينية، ولا طريقة دفن موتاهم، ولا شكل القبور، ولا معنى إسمها ومصدره اللغوي، لا من بعيد ولا من قريب، وهذا أمر غريب جدآ على أناس يدعون أنهم باحثين ومؤرخين!!!
يتبع …
نهاية الحلقة الثانية وإلى اللقاء في الحلقة القادمة.
ونحن في إنتظار أرائكم وملاحظاتكم ومنكم نستفيد.
الاستاذ بيار روباري تحياتي وتقديري
دمت بهذه الدراسات التاريخية والبحوث القيمة وفق القول ( لاعقيدة أسمى من الحقيقة)
من أحدى أقوى المنقلبات التأريخية هي توسيع الثقافة اليونانية بفعل حملات الاسكندر المقدوني التي طالت الاناضول ،مصر ، بلاد الشام ، بلاد فارس ، وبلاد الرافدين ٠ كون سوريا منطقة ستراتيجية تحدها الفرات من الشرق البحر المتوسط من الغرب وبلاد أقدم الحضارات المتتابعة ٠ وددت الاشارة الى عنوان هذه الصفحة ربما تدر بالفائدة ٠
معابر Maaber ( الف عام من التأريخ ) ، تأريخ سورية (بلاد الشام ) من الفتح الاغريقي حتى الفتح العربي الاسلامي ( 333 ق م – 635 م ) دمتم بصحة وتوفيق
عزيزتي خديجة مسعود كتاني،
أولآ، شكرآ لك على تفضلك بقراءة هذه الحلقة وهذا التعليق المفيد. ثانيآ، شخصيآ لا أرى فرقآ بين الإحتلال اليوناني – المقدوني والإحتلال الروماني – البيزنطي الإستيطاني الإستحلالي من جهة، والإحتلالات السامية (الكنعانيين، البابليين، الأكديين، الأموريين، العرب المسلمين) من جهة أخرى. والإحتلال العربي الإسلامي كان الأكثر شراسة وإجرامآ بحق الشعب الكردي وأجداده. كليهما أي الإحتلال الغربي والسامي أسوء من بعضهما البعض وكانا إحتلالآ إستيطانيآ سرطانيآ إلغائيآ، سعيا إلى تغير هوية المنطقة القومية والثقافية والدينية والهوية التي نتحدث عنها هي هوية الشعب الكردي ووطنه كردستان. وكردستان تضم: (تركيا الحالية، ايران، سوريا، لبنان، فلسطين واسرائيل، العراق، الكويت، أذربيجان وأرمينا).
لا شك أن الفارسي البغيض والمغولي والتتاري (العثمو- تركي) لكردستان، لم يكونا أقل وحشية وإجرامآ من الإحتلال الغربي والسامي. وللمعلومات اليونانيين والرومان والبيزنطيين حكموا كردستان والشعب الكردي (700) عام، والذي قضى عليهم وحل محلهم العرب المسلمين وكانوا أوسخ وأنذل من الغربين، والنتائج واضحة للعيان، حيث عربوا كل المنطقة هؤلاء الهمج وبما في ذلك شمال أفريقيا.
أنا لا أقر بالتسميات التالية: “بلاد الشام، الأناضول، بلاد ما بين النهرين”، لأنها غير صحيحة وفيها تزوير للحقائق التاريخية. كما هناك كذبة كبرى سوق لها العربان بأن الدولة الساسانية دولة فارسية، وهذا محض كذب وتزوير للحقائق التاريخية المادية على الأرض التي زودتنا بها الأثار المكتشفة، مثل كذبة أن السومريين عرب وأتراك!!!!
في الختام مرة أخرى شكرآ على إهتمامك بالتاريخ لأنه ليس في العادة أن تهتم المرأة الشرقية بالتاريخ وخاصة القديم منه. وتمنياتي لك بدوام الصحة والعمر المديد.
تحياتي – بيار.