من سرق النفط (السوري) العلويين والسنة أم الشعب الكردي؟؟ – الجزء الأول – بيار روباري

 

Gelo kê pitrola (Sûrî) dizî Elewî û Siniyan an Kurdan??

 

منذ حوالي (5) أعوام والنظام الأسدي العلوي الفاشي الحاكم في دمشق، ومعه المعارضة الإخوانية – القومجية الإرهابية، يشنون حملة إعلامية جد قذرة ورخيصة، ضد الشعب الكردي في غرب كردستان وإدارته الذاتية، وهي حملة ممنهجة ومدروسة من قبلهم يتهمون فيها الكرد والإدارة الذاتية: بالإنفصالية، العنصرية المعادية للعرب وثالثآ سرقة النفط والغاز.

قبل الدخول في تفاصيل موضوع سرقة النفط والغاز والرد على هذه الأكاذيب والخزبلات التي يسوقها لها النظام الأسدي الطائفي الفاسد والقاتل، والمعارضة السوركية الإرهابية والعنصرية، دعونا أولآ نلقي الضوء على واقع النفط  أساسآ في الكيان السوري اللقيط منذ تصديره أول مرة في عام (1968 حتى 2014) العام الذي سيطر تنظيم داعش على حقول النفط. أما تهمتي والعنصرية الكردية أسخف من أن يرد عليها.

بعد انقلاب حزب البعث الفاشي في 8 آذار عام 1963 ووصوله للسلطة، بدء بتأميم مختلف الشركات والصناعات ومنها قطاع النفط، حيث أمم سلطات البعث أولآ شركات النفط في 22 كانون الأول عام 1964، وافتتح البعث التأميم بشركات (إسو وشل وسوكوني فاكوم) التي أصبح إسمها فيما بعد “موبيل”، ومع توالي الأيام مضى البعث في تأميم كل الشركات النفطية الموجودة في البلد والتي بلغ عددها حينذاك (9) تسعة شركات. وبدأ تصدير النفط بشكل رسمي في العام 1968 من حقول محافظة الهسكه ودرزور وتعتبران أهم محافظتين في إنتاج مادة النفط.

أهم حقول محافظة درزور:

1- حقل الإصبع: يقع شرق مدينة درزور.

2- حقل العمر النفطي: يقع 15 كم شرقي بلدة البصيرة شمال مدينة الميادين.

3- حقل التنك: يقع في منطقة الشعيطات بريف مدينة درزور الشرقي.

4- حقل الورد: يقع بالقرب من قرية الدوير بريف مدينة درزور الشرقي.

5- حقل التيم: يقع على بعد 10 كم بالقرب جنوب مدينة درزور.

6- حقل الجفرة: تقع على بعد 25 كم شرق مدينة درزور.

7- حقل الطابية: يقع شرق مدينة درزور.

8- حقل المحاش: يقع غرب مدينة درزور.

حقل النيشان: يقع غرب مدينة درزور.

 

إلى جانب أبار النفط التي تشتهر محافظ “درزور” بإنتاج مادة الغاز، حيث يوجد معامل لضغط وتعبئة الغاز مثل معمل “غاز كونيكو” الذي يقع على نحو (20) كم شرق المدينة، إضافة إلى محطات لضخ وتخزين النفط مثل محطة (نفط الخراطة) التي تقع على بعد (20) كم جنوب غرب مدينة “درزور”،  ومحطة (تي تو).” “ت2” الواقعة على خط النفط العراقي – السوري

أهم حقول محافظة هسكه:

1- حقل رميلان.

2- حقل السويدية.

غالبية النفط الخام (السوري) من النوع الثقيل أي زيت منخفض الكثافة وفيه نسبة عالية من الكبريت، مما يجعل معالجة وتكرير هذا النفط أمر مكلف. في الحقيقة لا توجد وثائق رسمية حقيقية كي نعلم بالضبط كما كان إنتاج سوريا من النفط والغاز طوال حكم الأسدين اللصين، وهذا يعود إلى سياسة حافظ الوحش الخبيثة، التي منع النشر في قضايا والغاز ولم يشرك أحدآ في هذا الشأن. لقد إستفرد هو وشقيق زوجته في قطاع هاتين المادتين الحيويتين بالنسبة لإقتصاد البلد وحياة سكانه. بعض المصادر تؤكد، أن إنتاج سوريا من النفط بلغ حوالي (400.000) الف برميل يوميآ، وفي بعض الفترات إنخفض الإنتاج إلى (150.000) الف برميل في اليوم هذا حتى العام 2014.

وهناك مصادر أخرى تؤكد بأن إنتاج النفط ‏الحقيقي وصل في منتصف الثمانينيات وحتى العام (2008) إلى ما يقارب (1400.000 – 1600.000) مليون برميل يوميآ أدخل رأس النظام ثلاثمئة ألف برميل منها إلى خزينة الدولة والباقي كان يقوم بسرقته هو ومحمد مخلوف شقيق زوجته. جزء من النفط كان يكرر في مصافي حمص ومشتقاته كانت تباع في السوق المحلية، والباقي كان يصدر للخارج، ولم تدخل مداخيل بيع النفط إلى ميزانية الدولة العامة قط، بعد تسلم حافظ الأسد السلطة في العام (1969).

أما في قطاع الغاز، فقد بلغ إنتاج سوريا قبل العام 2011 نحو (30.000.000) مليون متر مكعب يومياً، وهي كمية تكفي حاجة البلد وتزيد لو لم تهرب للخارج، ويستخرج معظم الغاز من حقول الهسكه وتدمر، قبل أن يتراجع خلال السنوات الماضية بسبب الحرب.

وللتأكيد على صحة ما أوردناه أنفآ، فقد أعلنت وزارة الخارجية الأسدية نفسها بتاريخ (2022.08.29) من أن خسائر النظام من النفط منذ نهاية العام (2011) وحتى منتصف العام (2022) بلغت أكثر من (107) مليار دولار، وهذا يعني أن مداخيل الصادرات النفطية بلغت حوالي (9) تسعة مليارات دولار سنويآ، وهو رقم أكبر بكثير من الأرقام التي كان يتم الإعلان عنها من قبل العصابة الأسدية. بعض الشركات البترولية الغربية والمعاهد المتخصصة تقدر الإحتياطي النفطي في سوريا بحوالي (300) مليار برميل. لم يكن يعلن نظام حافظ النعجة أي معلومات وأرقام عن إنتاج النفط ومداخيله منذ العام 1973 حيث كان المقبور يعتبر ذلك من أسرار الأمن القومي السوري، لكن مع حكم إبنه بشار بدأ بالتصريح عن بعض الأرقام كجزء من سياسة الشفافية التي إنتهجها في بداية حكمه، ومع ذلك لم يكن يعلن الأرقام الحقيقة الكاملة وأوجه صرفها.

إذا حسبنا إنتاج النفط على مدى خمسين عامآ بمعدل (500.000) الف برميل يوميآ، هذا يعني سنويآ (180.000.000) مليون برميل نفط سنويآ قد يبيعها النظام العلوي والسني شركاء الحكم. وإذا ضربنا الرقم (180.000.000) مليون برميل في (50) سنة سنحصل على نتيجة مقدارها: (9000.000.000) تسع مليارات برميل وفي الواقع هم أكثر، ولكن نحن سنعتمد هذا الرقم الذي يتوافق عليه معظم المهتمين والمتابعين للشأن النفط السوري.

وإذا حسبنا سعر البرميل الواحد بمعدل (40) دولار، فهذا يعني إن دخل البلد من من النفط على مدى خمسين عامآ ما يقارب (360.000.000.000) مليار دولار أمريكي، وإذا إحتسبنا مداخيل الغاز على مدى خمسين عام بحوالي (140.000.000.000)، المجموع يصل إلى (500.000.000.000) مليار دولار أي نصف ترليون، وهو مبلغ هائل للغاية لبلد مثل سوريا، وهذا المبلغ الضخم يمكن له إعادة بناء سوريا من جديد بعد هذه المدمرة، وبحسب معلوماتي الشخصية وبخلفيتي الإقتصادية أعتقد أن إعادة بناء سوريا سيحتاج إلى مثل هذا المبلغ، وهنا أتحدث عن بناء الحجر وليس البشر. فإن التعايش بين مكونات الشعب السوري (علويين، سنة، دروز، اسماعليين، شيعة، مسيحيين) صعبة للغاية، فما بالكم التعايش بين هؤلاء والشعب الكردي، فذاك بات من المستحيل بعد سياسة الإقصاء العلوية والسنية والتركمانية تجاه الشعب الكردي وإحتلال مناطق من غرب بمساعدة المحتل التركي وتهجير أبناء الشعب الكردي منها وخاصة من منطقة أفرين، سريه كانية وغريه سبي وشاد-با ورفضوا هؤلاء العنصريين الأوغاد الإعتراف بوجود الشعب الكردي والإقرار بحقوقه القومية والدستورية والسياسية، ويحتاج الأمر لعدة أجيال قادمة أو تقسيم الكيان السوري المصطنع. هنا لا بد من طرح تساؤلين أساسيين هما:

1- هل هذا النفط والغاز كردي أم سوري؟

2- من الذي سرق دخل النفط والغاز الكرد أم العلويين وشركائهم السنة؟؟

 

أولآ:

هل هذا النفط والغاز كردي أم سوري؟؟

 

لمعرفة ملكية الثروات الطبيعية في منطقة الجزيره أو أي منطقة أخرى لمن ومن ضمنها النفط والغاز، علينا العودة إلى ملكية الأرض. فإذا كانت هذه الأرض كردية فمعناها جميع الثروات التي فيها تعود ملكيتها للشعب الكردي. وإذا كانت هذه الأرض علوية أو عربية، فمعناها ملكية جميع الثروات الطبيعية فيها تعود للعلويين والعربان هذا ما يقوله المنطق. وإن كان الثلاثة يعيشون قسرآ في كيان مصطنع لقيط إسمه سوريا فعليهم توزيع كافة الثروات الموجودة في البلد بشكل عادل بينهم أي بين الشعب الكردي والعربان والعلويين، ولكن هذا لم يحدث نهائيآ على مدى عمر هذا الكيان الغير شرعي والشعب الكردي لم يستفيد من تلك الثروات نهائيآ!!!

المستفيد الوحيد من ثروتي النفط والغاز كانوا العلويين، وهم ليسوا بشعب وإنما طائفة دينية لا تملك أرضآ خاصآ بها ولا تاريخ لها ولا لغة ولا سخام. من هنا لا يمكن النظر إليها كصاحبة حق ولا حصة من الثروات الطبيعية إلا ضمن إطار المواطنة، ولا يوجود إقليم علوي في البلد على الإطلاق. وبالمناسبة العلويين ليسوا عربآ ولا مسلمين وإسمهم الحقيقي “الهلويين” وهم من إصول كردية مع علويي تركيا وهم فرقة منشقة عن الديانة اليزدانية – الكاكائية بجنوب كردستان.

وبمأن أنه لا يمكن سرد كل تاريخ الكيان السوري في معرض هذا المقال ولا تاريخ المحافظات الثلاثة وهن: “درزور، رقا، هسكه”، لقد كتبت دراسة تاريخية حول هوية الكيان السوري والعراقي، ودراسة تاريخية عن كل مدينة من هذه المدن لوحدها وجميع هذه الدراسات منشورة في صفحتي على الفيسبوك وموقع “صوت كوردستان” باللغة العربية. يمكن العودة إليها لمن يرغب في معرفة تفاصيل تاريخ الكيان السوري والمدن الثلاثة وغيرها من مدن الجزيره، سأكتفي هنا فقط بعرض معنى إسم “سوريا” وأصله، ومعنى وأصل أسماء المدن الثلاثة “درزور، رقا، هسكه” إضافة لمعنى وأصل تسمية “الجزيرة” ونهر “الفرات”. ولتسهيل الوصول لتلك الدراسات سأضع روابطها على موقع “صوت كوردستان” في نهاية هذه المقالة. لأن الحديث في المواضيع التاريخية وحق الملكية يجب أن يكون بالدلائل والوثائق التاريخية المادية، وإلا كل شخص يمكن له إدعاء ما يشاء.

 

معنى تسمية سوريا وأصلها:

Koka navê Sûriyê û wateya wî

العرب المستعربة مؤيدوا الاحتلال العربي الإسلامي لكردستان ومن ضمنها غرب كردستان ما تسمى اليوم “سوريا” وهي جزء أصيل من كردستان، الذين يسمون أنفسم أشوريين وسريان، لوا وجدوا (ربع) دليل فقط يثبت أن إسم سوريا عربي أو أشوري كما يدعون لقدموه لنا منذ أمدٍ بعيد. وإليكم تفسيراتهم عن معنى وأصل هذه التسمية:

1- سوريا اسم سرياني قديم أصله كلمة “سَر” وتعني السيد ومؤنثها سارة، وبهذا المعنى سوريا تعني “الأرض السيدة”!!

2- كلمة يونانية تعني الشمس وإسمها القديم (خيت) وقيل كذلك نسبة للأراميين السريان.

3- سميت بهذا الإسم نسبة الى مدينة “صور” وتحول الاسم الى صوريا ثم سوريا.

4- مصدر إسم سوريا هو “أشور”، ثم تم تبديل حرف (الشين) بحرف (السين) وأصبحت أسور ومنها إشتق إسم سوريا.

وفي الجانب الأخر، عندما تنظر كيف يفسر الذين يسمون أنفسهم  سريان معنى كلمة (سريان)، ينتابك نوبة ضحك وسخرية. يفسرونها على أن اليونانيين أطلقوا هذه التسمية على الأراميين الذين تنصروا ومن هنا جاءت تسمية سريان ومنها ولد إسم ىسوريا. لكن في السنوات الأخيرة تقريبآ الغالبية العظمة أخذ يقر بأن معنى إسم سوريا الحالية تعني “الشمس”، وهو معنى قريب من الحقيقة سنأتي إليه لاحقآ، ويستندون في ذلك إلى قاموس: عربي – سنسكريتي الذي فسر معنى كلمة سوريا على أنها تعني الشمس.

هنا لا بد من تسجيل ثلاثة ملاحظات هي:

الأولى: الكرد أيضآ إستخدموا في فترة من الفترات الأبجدية السنسكريتية، وبالتالي الكلمة التي وجدها العرب في السنسكريتية هي مفردة كردية وليست عربية.

الثانية: لا ننسى أن الأبجدية السنسكريتية هي مأخوذة بالأصل عن الأبجدية (الخورية) وهذه الأبجدية وضعت في مللكة اوگاريت 1500 عام قبل الميلاد وكل العالم أخذوا عن هذه الأبجدية الكردية.

الثالثة: مفردة “القاموس” ذاتها مفردة كردية رصينة، وليست لها أي علاقة باللغة العربية بعكس ما يعتقده الكثيرين من الكرد والعرب.

إذا كان الوجود العربي في المنطقة يعود إلى 1400 عام خلت أثر الغزو الإستيطاني العربي الإسلامي الوحشي، فإن وجود أسلاف الكرد في هذه المنطقة يعود إلى عشرة ألاف سنة موثقة بالأثار العريقة وتحديدآ الخورية (الهورية) منها. ولم تكن مملكة اوگاريت يومآ عربية كما يدعي المزورين العرب و المستعربين للحقائق التاريخية. ليتكم تأخذون صورة لأثار “اوگاريت” وتقارنوها مع الأثار “الخورية” في منطقة أفرين من حيث شكل وطريقة البناء، وشكل الحجارة وعرض الحيطان، وترصيف أرضية البيوت والشوارع، وثم تقارونها بالأثار العربية الموجودة في الحجاز ونجد، لتتأكدوا بأنفسكم من مدى كذب هؤلاء الناس ودجلهم.

معنى تسمية “سوريا” في الأصل تعني الشمس وسوف نوضح ذلك بعد قليل كيف. ولكن قبل ذلك علينا أن نقول بأن كلمة الشمس ذاتها مأخوذة عن الكلمة السومرية – الكردية “شمش”. التي أخذها اليهود عن السومرية والعديد من المفردات الأخرى والعرب أخذوا المفردة عن اليهود وبدلوا حرف (الشين) الثانية بحرف (السين) لتسهيل النطق.

الشمس في اللغة الكردية القديمة كانت تسمى “خور”. والخور كانت ترمز للإله “خور” أي إله الشمس وكان يرمز له بإنسان مجنح، والخوريين الكرد إشتقوا من كلمة خور مفردة (سور) وتعني أحمر وإتخذ الملك (أسور) من هذه التسمية لقبآآ له بإضافة حرف (أ) الكردية و”أسور” الأحمر. ولا نعرف إسمه الحقيقي، وحتى الشعار اليزداني الخوري. والديانة الشمية ديانة كردية رصينية وصلت إلى مصر عن طريق الأميرة الميتانية “نفرتيتي” التي تزوجت بأحد ملوك مصر، وهذا ليس إسمها الحقيقي وإنما لقب أطلق عليها المصريين لجمالها وحسنها. بنى هذا الملك دولة قوية وكبيرة سميت بإسمه أسور التي عرفت في الغرب تحت مسمى “أسيريان”، ومنها إشتق اسم البلد وكان اليونانيين أول من أطلقوا هذه التسمية على هذه المنطقة، ونفس الشيئ هم من أطلقوا تسمية فينيقا نسبة إلى التجار الهيتين الذين كانوا يبيعون الصبغة البرتقالية المستخرجة من المحار في اليونان وقبرص.

Têgîna (Xor) di kurdiya kevin de tê wetaya Xwedayê royê. Û bi demê re (Xor) bûyî (Hor). Û ew kevneşopên li herêma Çiyayê Kurmênc (Efrînê) hemî yê wanin û di serî de gora peyxember (Horî). Herwisa peyva Ahora ya Zaredeşt ew jî ji wir hatî.

Dipêre peyva (Xor -> axor -> Ahor) dibe (Sor -> Asor) û navê Sûriya jixwe ji wir hatî û ew navê Xwedayê (Xorê ye), ya ku hîro em jêre dibêjn (ro). Û Xor û Ro herdû mêne.

ختامآ إن تسمية (الخوري – الهوري – السوري) تعني معنآ واحد فقط وهو: “الإنسان المؤمن بالعقيدة الشمسانية” وهي عقيدة كردية قديمة سبقت الديانة الزاردشتية بزمن طويل، ويطلق عليها أيضآ تمسية “اليزدانية” نسبة إلى “يزدان” أي الإله. ومن هنا يتضح أن إسم “سوريا” مأخوذ من المصطلح الكردي الخوري (خور).

معنى تسمية مدينة هسكه وأصلها:

Koka navê bajarê Hesekê û wateya wî

العرب المستعربة وبعض المهاجرين السريان، جاهدو وحاولوا بكل السبل لأن يجدوا ضالة ما يستندوا إليها لنسب المدينة لأنفسهم، ولكنهم لم يفلحوا في ذلك، رغم أن الجميع يعلم حق العلم أن العرب محتلين وغزاة، ومثلهم ما يسمون أنفسهم سريان وأشوريين، ولا ينتمون لهذه المنطقة والأرض والمدينة لا من قريب ولا من بعيد.

فعندما لم يعثروا على لفظة شبيهة من حيث النطق في اللغات السامية، قريبة من نطق إسم مدينة الهسكه، فتارةً قالوا: أنها مأخوذة عن إسم نوع من الشوك يسمى (حسج). وتارة قالوا: أنها تعني قارب، لوكانا الناس يستخدمونها لعبور النهر. وكلا المعنيين غير صحيحة على الإطلاق، ولا يعتمدان على أي أساس علمية ومنطقية ولا تاريخية ولا جغرافية خاصة بالمنطقة المقام عليها المدينة.

البعض من الكرد شطح به الخيال، وإدعى أن إسم المدينة يعود لعشيرة تحمل إسم “هسكيه”، وأن إسمها وردت في السجل العقاري العثماني في القرنيين (16-17) السادس والسابع عشر ميلادي. ممكن أن يكون هناك عشيرة كردية بهذه التسمية، وعلى الأرجح هذا صحيح، حسب المؤرخ “شتيفان فينتر”، ولكن الغير صحيح هو تفسير هؤلاء للتسمية. وسوف أوضح كيف ولماذا، وسأضرب مثلين على ذلك من باب التوضيح.

عادة القبائل والعشائر تأخذ إسمها من أشخاص معينين من القبيلة (ذكر أو أنثى)، وفي بعض الحالات تأخذ القبيلة أو العشيرة إسمها من جغرافية المكان الذي تعيش فيه وليس العكس. فمثلآ الروباريين سميوا بهذه التسمية لأنهم كانوا يقطنون على ضفاف روبار “أفرين”، وأفرين ليس نهرآ وإنما روبارآ، وهو أقل من النهر.

المثال الثاني، العشيرة الزيبارية في جنوب كردستان، سميت بهذه الإسم لسكانهم بمحاذاة الزيبار، وهو أصغر من الروبار. ولذلك هذا الإدعاء غير صحيح وغير علمي، وأنا واثق هذه القبيلة أو العشيرة الكردية “هسكيه”، أخذت إسمها من الموقع الجغرافي للمدينة الخورية الأثرية ألا وهي مدينة “هسكه”، وليس العكس، هذا إن صحة المعلومة.

سوف نشرح معنى التسمية باللغتين الكردية والعربية لتوضيح الأمر، لنثبت للجميع أن التسمية كردية

خالصة، وبحكم عدم معرفة العرب باللغة الكردية، ورفضهم المسبق لأسباب سياسية وعنصرية مقيتة، لا يكفرون فيما إذا كانت لتسمية “هسكه”، لها علاقة باللغة الكردية أم لا، كون الكرد يعيشون في المنطقة!!

الحقيقة إن تسمية مدينة “هسكه” بهذه التسمية، لها علاقة بجغرافية موقعها المميز، حيث أنها بُنيت داخل إلتقاء نهري الخابور وهرماس، وشكل الموقع يبدو كإناء أو وعاء نسميه باللغة الكردية القديمة “هسك”

وتعني القصعة بالعربي، وهذا المصطلح لليوم موجود في اللغة الكردية ويستخدمونه الكرد يوميآ، من الشمال للجنوب ومن الشرق لغرب كردستان. وهذه المفردة ليست يتيمة في اللغة الكردية، حيث إشتق منها الكرد مفردات عديدة منها مثل (هسكو)، والتي تعني المغرفة، و(هسكيڤ) إسم مدينة “حسنكيف” بشمال كردستان التي طمرها الأتراك تحت الماء، رغم أهميتها التاريخية، وهذا دليل على أصل التسمية واللغة التي تنتمي إليها هذه التسمية، وهي اللغة الكردية دون أدنى شك.

Bi gotinek tenê, ti têkeliya navê bajarê “Heskê” bi zimanê erebî re nîne û ew du navên kû nivîskarên Ereban binavkirinî (Strî û kelex) û gotinî kû navê bajêr ji wan hatî, ew ji bin de derwin û ti têkeliya xwe bizanistî, heşrêzî (mentêq) û peyvsaziyê re tune.

Navê bajêr pir kevne û Xoriyan kal û babên kurdan, ev nav ji erdnîgeriya bajêr birinî û lêkirinî. Jiber bajarê “Heskê” dikeve navbera çema Xabor û Hermas, li nuqta kû dighînin hev. Ciyê wê tam wekî heskê ye, jiber wê kurdên Xorî ev nav lêkirin. Piştî bajarê dîrokî hat rûxandin jiber erdhejînê, ev war demek dirêj bê mirov ma, lê gelê li derdora bajêr bicî bû û dûr neçû. Û navê vî ciyî her Hesk ma û dema kurdan ev bajarê nû avakirin, her li ciyî bajarê kevn avakirin û jiber wê navê Heska kevn lêkirin û ta roja hîro wisa navê xwe mayî.

Hesk: القصعة                                Heskû:  المغرفة                Heskîf:  إسم مدينة حسنكيف التاريخية

معنى تسمية مدينة رقه وأصلها:

Koka navê bajarê Reqê û wateya wî

توضيح قصير، هنا نتحدث عن إسم مدينة “رقه” الأصلية التي بناها الخوريين أسلاف الكرد قبل الميلاد بألاف السنين. وهذه التسمية لا علاقة لها بتسمية مدينة “كالينيكوس” التي بناها الرومان على أنقاض المدينة الخورية، ولا بمدينة “الرافقة”، التي بناها الخليفة العباسي “منصور” بجوار المدينة القديمة.

أصل هذه التسمية يعود إلى المصطلح الكردي (رق)، وتعني صلب. وفي اللغة الكردية هناك أربعة مفردات، يخلط البعض بين معانيها ويستخدمها بشكل خاطئ، وهذه المفردات هي:

1- رق: تعني صلب، السلحفة المائية 2- مكن: تعني قوي. 3- سرت: تعني قاسي. 4- هيز: تعني القوة والطاقة.

ولولا صلابة أرض المنطقة، لما تم إختيارها لبناء مدينة في الموقع، وهذا أمر طبيعي حيث أن الناس كانوا قديمآ يبحثون عن مكانٍ صلب، لبناء المدن والقرى عليها، لأنها لم تكن تملك الخبرة والمعدات الضرورية لخلق أرضية صلبة لبناء المدنها عليها، ومدينة الرقه بُنيت أصلآ على صخرة صلبة.

وبهدف طمس الهوية القومية للمدينة، لجأ المحتالين العرب الذين يسمون أنفسهم كتابآ ومؤرخين كذبآ، إلى إعطاء معنآ مخالفآ لإسم مدينة الرقه وقالوا: تعني الأرض اللينة. وقال أخرون إنها سميت “الرقة” لأنها على شاطئ الفرات، وكل أرض تكون على الشط ملساء، مستوية فهي رقة.

تعالوا لنفكك هذا الكلام الخارج عن كل منطق وبعيد كل البعد عن المنطق العلمي والعقل السليم. سؤال بديهي: كيف يمكن بناع قلعة على أرض لينة؟ مدينة أسوراها تمتد لمئات الأمتار وعرضها من 5 إلى 8 أمتار، وعلوها عشرات الأمتار، وأبراجها لوحدها تزن مئات الأطنان، هذا ما عدا الأبواب الضخمة والقصور والأبنية العديدة الضخمة. هذا الكلام يتعارض كليآ مع المنطق والبديهيات العلمية، ولهذا لا يعتد به وأقل ما يقال عنه أنه هراء وكلام فارغ.

وبالنسبة للتفسير الثاني، في هذه الحالة كان علينا تسمية جميع المدن الواقعة على ضفاف الأنهار بالرقة، وهذا كلام غير مقبول وغير علمي على الإطلاق. كما نعلم ليست كل الشواطئ النهري مستوية ولا ناعمة. فالأنهر عادة تأخذ من الوديان مجاري لها، أو المناطق المنخفضة عن البقية لكي تستطيع شق طريها إلى المصب أينما كان ذاك المصب. نعم يوجد مواقع مستوية عند ضفاف الأنهار، ولكن ذلك لا علاقة له بالنهر ذاته، وإنما بجغرافية المنطقة المحددة، مثلها مثل ضفاف البحار.

لا يمكن مناقشة أسماء المدن والمواقع والأنهار والجبال والوديان، خارج نطاق لغة أهل المنطقة، لأنهم هم من يعطون الأسماء للأشياء أيآ كانت، أنهرآ، جبالآ، أو وديان أو مناطق بعينها، ونحن نعلم علم اليقين بأن الشعب الخوري هو صاحب الأرض وعاش فيها منذ عشرات ألاف السنيين قبل الميلاد. ولا يمكن لأ باحث جدي وموضوعي، أن يقوم بتفسير أسماء المدن التاريخية دون معرفة اللغة الخورية – الميتانية -السومرية – الكاشية – الإيلامية – الحثية – الميدية – الكردية، من دون معرفة جيدة باللغة الكردية القديمة والحالية، فهذا محال.

 

Li vir em tenê li ser navê bajarê “Reqê”, yê kû Xoriyan avakirî berî zayînê bi hezar salan. Û ti têkeliya xwe bi navê bajarê kû Romaniyan avakirî “Kolîkînos” re nîne û nejî bi bajarê Abasiyan avakirî  “Rafîqa”.

Û heger ciyê bajêr ne reqbûya, Xoriyan bajar li vî ciyî ne digirtin û ava ne dikirin. Wek em hîro dizanin kû bajarê Reqê li ser tehtek req û mezin hatî avakirin, jiber wê ev nav hat lêkirin.

Koka navê bajarê Reqê, vedigere têgîna kurdî “Req” û wateya vî navî gelekin. Yek jê tiştê pir hişk. Numîne dema em tehetekê bi qêzme dikolin û bi me re netê kolan em dibêjin ev teht req e. Duyemîn wate (Kusiyên avî) û sêyemîn dengên mekin. Di zimanê kurdî de, çar têgîn hene û pir kes wan tevehev dikin û bi çewtî bikar tînin. Ew têgînan ev in:

1/ Req:صلب

2- Mekin: قوي

3- Sert:  قاسي

4- Hêz:  قوة، طاقة

نهاية الجزء الأول وإلى اللقاء في الجزء الثاني من هذه المقالة.

نحن في إنتظار أرائكم وملاحظاتكم ومنكم نستفيد.