كثير من الكتاب ذوي الاقلام الحرة تطرقوا مشكورين الى تاريخ و آثار مندلي و للثروة المعدنية و الزراعية و الحيوانية والتعليم و التركيب الاجتماعي منذ العهود الماضية و قدموا وصفا دقيقا وعميقا لما جرى و تجري لتدمير هذه المدينة الكوردية من قبل الحكومات العراقية السنية ” القومية والبعثية ” قبل التغيير ، وحتى الشيعية بعد التغيير 2003 ” والتي تميزت بالعنصرية و الشوفينية و الدموية .. في هذا المقال نقدم ونؤكد على نواحية اخرى من المعاناة والظلم والتهميش المقصود لارياف وقرى مندلي الكوردية المتاخمة للحدود مع ايران وفي المقدمة قرى ” عشيرة قره لوس ” اكبر العشائر الكوردية في مندلي والجريمة البشعة التي ادت بحياة رئيس العشيرة المرحوم الشهيد الحاج يوسف شفي و جميع الشهداء من افراد عائلته صغارا وكبارا عام 2007 من قبل جماعة دخلو القرية بزي حكومي و نفذوا جريمتهم البشعة نتيجة لغدر و خيانة و اهمال متعمد من قبل حكومة بغداد الشيعية فضلا عن حرمان تلك القرى من ابسط الخدمات الصحية و التعليمية والامن و الحماية الضرورية ، وعلى الرغم من مرور 20 عاما على زوال نظام البعث الارهابي الا ان الحكومات الشيعية الجديدة تسيرعلى نفس خطى نظام البعث في تعاملها مع الكورد ، وتقوم بنفس الاعمال والادوار الشريرة في مندلي ولا تريد اعادتها الى سابق عهدها ” قضاء ” ولا تشجع ولا تساعد عودة الكورد النازحين و المرحلين قسرا الى ارضهم و بيوتهم ومزارعهم و تجارتهم ، بل العكس تماما ، وخاصة بعد استفتاء عام 2017 حيث تم احتلال هذه المدينة الكوردية المتنازع عليها بين اربيل و بغداد و تم تطويق النفوذ الكوردي و اجتثاث وجودهم على ارضهم وممتلكاتهم و بدأ تعريب ممنهج بهدف التغيير الديمغرافي – السكاني – وطمس هوية مندلي الكوردية والتي تمتد تاريخها وتراثها الى اكثر من 6000 سنة .. ان اكثر من 70 بالمائة من سكان مندلي تم تهجيرهم ، وقسم من العوائل هاجر الى بغداد في فترة الخمسينات من القرن الماضي بسبب شحة المياه ، لان غالبية السكان كانوا يعملون في الزراعة و تربية المواشي و البستنة ، ولم تسعى حكومة بغداد انذاك جلب المياة للمدينة علما كان المرحوم عزالدين النقيب نائبا عن مندلي في مجلس النواب العراقي في العهد الملكي ولم يقدم هذا النائب اية خدمة لقضاء مندلي انذاك ، ونتيجة لسوء ظروف السكان المعيشية و الخدمية هاجر قسم من اهالي مندلي الى بغداد لكسب العيش … القسم الاكبر من سكان مندلي و الغالبية من الكورد تم تسفيرهم قسريا من قبل الطاغية صدام وتحولت مندلي من قضاء الى ناحية في ثمانينات القرن الماضي حسب قرار مجلس قيادة الثورة المنحل المرقمين ” 489 و 617 ” لسنة 1981 المتعلقين بمصادرة البساتين والاراضي الزراعية وبقيت مدينة مندلي ناحية دون اي تغيير للافضل ولم تلغى تلك القرار المجحف والى يومنا ، ولايزال اهالي مندلي يعانون من اثار الخراب والهدم و الدمار للاسواق والمحلات والدوائر والمدارس بسبب الحرب العراقية الايرانية ، ولا وجود لمراكز صحية ولا مستشفى ولا بناء مدارس ولا دوائر حكومية ولا تعويض للاهالي عن ممتلكاتهم وبيوتهم وبساتينهم المهدومة وحتى شوارع مندلي اصبح لا يصلح لسير المواشي ، وهناك غياب مقصود لخدمات الماء والكهرباء ومكافحة الاوبئة والامراض وغيرها … ان اهالي مندلي لم يسكتوا عن الظلم و التهميش مطلقا بل وعبر مظاهرات واحتجاجات سلمية طالبوا من حكومة بغداد الاتحادية استجابة سريعة لحقوقهم العادلة ، وقدم ممثل مندلي السيد ” عمر عادل ” مشكورا مطاليبهم للجهات الحكومية و نشر ايضا في شفق نيوز بتاريخ 4 / 11 / 2022 و تحت عنوان ” اهالي مندلي يشكون غياب المشاريع الخدمية ويجددون مطالبهم ” الغاء قرار بعثي ” .. نذكر ما جاء من مطاليبهم بالنقاط التالية : 1– الغاء ” قرار بعثي ” 2 – شمولهم بمشاريع الاعمار ومعالجة التراكمات الخدمية و الاجتماعية منذ 17 عاما ، مشددين في ذات الوقت بالغاء قرار فرضه نظام حزب البعث المحظور بتحويل مندلي الى ناحية بعد ان كانت قضاء . 3 – ان اكثر من 40 مشروعا خصص لمندلي منذ 6 سنوات ولم ينفذ ايا منها حتى الان بسبب غياب التمثيل السياسي والاداري للناحية في ديالى و البرلمان و الحكومة الاتحادية . 4 – ان مندلي حرمت من مشاريع اكساء شوارع في 8 احياء ومناطق سكنية وحرمت من مشاريع تحلية في 7 مناطق ومشروع مجمع ماء ومشروع مهم بانشاء ممر ثاني لطريق بلدروز – مندلي الدولي والذي لا يزال مهملا 5 – عدم موافقة وزارتي المالية و التتخطيط لانشاء ” مدينة للزائرين في مندلي – لاستيعاب الزائرين والوافدين ” بعد موافقة 15 وزارة بكافة اجرائاتها ” 6 – ان اهالي مندلي يطلبون الحكومة الى الغاء قرار 617 الذي نص حجز اراضي العائدين من التهجير القسري رغم مرور 17 عاما على سقوط النظام السابق .7 – ان ابرز مطلب شرعي لاهالي مندلي ” الغاء قرار نظام البعث السابق ” باعادة ناحيتهم الى قضاء كما كانت عليه قبل الثمانينات من القرن الماضي واعادة الاراضي و العقارات المسلوبة من الكورد و المتضررين وانهاء اثار التهميش والتغيير الديمغرافي الذي طمس هوية ومعالم المدينة وحولها الى وحدة مهملة ومتهالكة .. ولا زالت اراضي وعقارات الكورد في مندلي تتارجح بين دعاوي نزاعات الملكية المعطلة وبين الاهمال الحكومي بالرغم من مرور نحو 17 عاما على سقوط النظام السابق ” انتهى الاقتباس ” .
الخلاصة : لا تزال معانات وتهميش اهالي مندلي و التعريب الممنهج مستمرة حتى اصبحت هذه المدينة ونتيجة للاهمال و التهميش المتعمد موقعا مثاليا للحشرات السامة كالحيايا و العقارب و الجرار والحيوانات المفترسة ، بعد ان كانت جنة من جنات الدنيا ، هل من مجيب ومنقذ وفاعل الخير يا حكام العراق ؟؟؟ . .
الدكتور قاسم المحترم احيي فيك موقفك الشجاع على الدوام في الدفاع عن مدينتنا المنكوبة بظلم الحكام السابقين واللاحقين وما يؤكد وفاؤك وحبك هو اصرارك الداءم ودفاعك المستميت عن هذه المدينة منذ سبعينات القرن الماضي ولحد الان خلال المؤتمرات و الندوات التي كانت تعقد في حينها اضافة الى كتاباتك في جريدة التاخي الغراء والتي كانت تلهب فينا روح الحماس للحرص على مدينتنا وتراثها وتاريخها الذي كان يتعرض الى غزو شوفيني ممنهج والباقية آثاره لحد الان ، ويتجلى ذلك في موقف الكثير من السياسيين و الشوفينيين الذين يحاولون الابقاء على السياسة العنصرية التي اتبعها النظام البعثي والدليل هو عدم الغاء القرارات التي تم اصدارها بعد سقوط النظام مثل اعادت الحقوق الى المواطنين الكورد في قرى قره لوس وكبرات وغيرها .. مرة اخرى اشد على ايديكم متمنيا لكم كل التوفيق .
شكرا للاخ العزيز استاذ عبد الرسول لمرورك الكريم ، وقوة احساسك و ضميرك القومي و الوطني ، ودفاعك عن مسقط راسك مندلي الجميلة وستبقى في نظرنا جميلة ، وسندافع عنها وعن جميع اجزاء كوردستان الحبيبة ، وان الاعداء والظلام مهما بلغ حقدهم وجام غضبهم على الكورد وكوردستان ، سيكون مصيرهم خزي وعار ومزبلة التاريخ في الدنيا ، وفي الاخرة عذاب جهنم .. مرة اخرى كل التقدير والاحترام لك .
حكام العراق وعلى مر الزمن ومنذ تاسيس العراق الحديث وضم كوردستان الجنوبيه الى الكيان المستحدث من قبل الانكليز هم السبب فيما حصل فى العراق من تدهور وتخلف وخراب ودمار وخاصة فى اعقاب استلام العسكر وتنازع الاحزاب فيما بينهم والتناحر والتصارع الدموى الذى حصل فيما بينهم على السلطة والنفوذ وزاد الطين بلة بعد الاحتلال وسقوط الطاغية وسيطرة الاكثرية الطائفية احتدم الصراع وبرزت الخلافات بصورة اشد واقسى وكادت ان تتحول الى حرب اهلية ولا زالت اثار هذه الصراعات والخلافات ماثلة فى المناطق ذات الاغلبية الكوردية او ما يعرف وكما جاء فى الدستور بالمناطق المتنازع عليها من ضمنها مندلى وسنجار وكركوك وحواضر كوردية اخرى كثيرة مهددة من قبل داعش والطائفيون والشوفيونيون والعنصريون بعد ان عطلوا المادة 140 من الدستور الذى صوت عليه الشعب العراقى بنسبة كبيرة وافتخرت النائبة حنان الفتلاوى وحزبها بدورهم المخجل فى تعطيل تنفيذ هذه الفقرة الحيوية من الدستور وسكتت المحكمه العليا عن هذا الخرق الفاضح للدستور والى اليوم وباقى القصة معروفة ولا زال الحبل على الجرار وكل ما ذكرته من معاناة اهالى مندلى الكرام الكورد الاصلاء وما لحق بهم من ظلم وجور وقمع واضطهاد وترحيل وتهجير وانتهاكات لكل القيم والاعراف والشرائع عين الحقيقة والصواب وغيض من فيض ما اصابهم من محن وكوارث وفواجع ادامكم الله ووفقكم لفضح وتعرية اعداء الانسانية والحرية والتعايش والسلام