ربما لاتزال الأغلبية الصامتة في العراق في نقطة التشاؤل من ردود أفعالها تِجاه حكومة محمد شياع السوداني بالرغم من ذلك التقافُز والتذبّذب بين التشاؤم والتفاؤل ونِسب تفوق إحداهما على الأخرى.
حكومة الفُرصة الأخيرة ذلك العنوان الذي بدأ يُحاكي توقّعات أغلب قيادات الإطار التنسيقي ويدفعهم بإتجاه عدم إفشال حكومة السوداني لكي لايُحسب هذا الفشل إلى جهة واحدة ويتوزّع على باقي القبائل كما كان يحدث في السابق.
لكن يبدو أن عادات حليمة القديمة التي عادت بعد تصاعد الخلافات إثر محاولات أطراف شيعية في الإطار التنسيقي الحصول على مناصب ومراكز حكومية أوسع وأكثر مُستغلين علاقتهم الوطيدة مع السوداني، إضافة إلى تصاعد الأصوات من أطراف سُنيّة بضرورة إقالة رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي وتضامن بعض الأطراف الشيعية مع هذا المُقترح خصوصاً بعد وصفه المُغيبين من أبناء المناطق السُنيّة الذين إختُطِفوا من قِبل مليشيات مُسلّحة وتغيير إسمهم إلى مغدورين في وصف يعتبره البعض أنها مُحاولة من مُحاولات الإبتزاز السياسي للحصول على مكاسب أكثر في السُلطة مما قد يُسبّب فوضى وإرباك في المشهد السياسي قد يُطيح بِحكومة السوداني.
محاولات التهدئة التي يعمل عليها الإطار التنسيقي داخل التكتّل الشيعي وعدم التصعيد وإعادة النظر بإقالة رئيس البرلمان التي يراها البعض أنها تُربِك العملية السياسية المُرتبكة أصلاً والتي ينتظر فشلها التيار الصدري وزعيمه مُقتدى الصدر ويتوقّعها خلال الفترة القادمة.
ما تسرّب من خِلافات بين قيادات الإطار وصلت إلى تهديد بعض الأطراف إلى سحب الثقة من السوداني خلال أيام، ربما يكون هو العنوان الكبير لتلك الفرصة الأخيرة لهذه الحكومة التي جاء تشكيلها بعد مخاض سياسي عسير وضرورة التهدئة السياسية وتطبيع الأوضاع خُصوصاً وأن البلد مُقبل على إنتخابات محليّة في شهر تشرين الأول من العام المُقبل، في حين لم تُسعِف هذه الحكومة المواطن البسيط في إنعاش حياته المعيشية وتوفير فُرص عمل للعاطلين وتحسين الوضع المعاشي للشعب، وكان جُلّ إهتمامها هو الإقالات والإعفاءات وتغيير في المناصب الأمنية والإدارية بأشخاص مُقرّبين للسُلطة وحكايات فساد وقُصص سَرِقات يقف أمامها النظام السياسي بأكمله عاجزاً عن وأدها، أو على الأقل وقف نزيف الفساد في صورة تتكرّر مشاهدها من حكومة إلى أخرى.
الوقت الضائع الذي تبتغي السُلطة اللعب فيه وتحقيق الفوز بات لايُسعفها، فتشكيل الحكومة جاء وفق مُعطيات وتوافق خارجي وداخلي وإقليمي وسياسات دوليّة إرتضت بما هو موجود لِحين إنجلاء الضباب وليس نتيجة إنتخابات نزيهة أفرزت مشهداً سياسياً واضح المعالم، وبالتالي فما كان مَن أساسه باطل حتماً سيُنتج الباطل، لكنها مسألة وقت ليس أكثر.
لم يعد المواطن يُميّز بين التفاؤل والتشاؤم حين ضاعت ألوان حياته وأغرقتها تفاهات ولصوصيّة بعض رجال السُلطة وصِراعات حزبيّة لا ناقة له ولا جمل وأيام وسنوات مُجرّد أرقام ترحل من زمنه ولحظات ندم في أنّه جاء في الزمن والمكان الخطأ ليس أكثر.