تؤكد الدراسات و الابحاث العلمية ان القوة تعد من اهم عناصر اللياقة البدنية في تطوير وتحقيق انجازات و ارقام قياسية عالمية ، وان مستوى تنمية القوة مرتبط ايضا بوزن الجسم ، فالابطال ثقيلوا الوزن يحققون قوة اكبر مقارنة بمن هم اخف وزنا ، لهذا السبب قسمت العاب القوة و القتالية ” رفع الاثقال ، المصارعة ، الملاكمة ، الكاراتية ، الجودو ، التايكواندو ، الكيك بوكسينغ ، الجوجتسو ، الايكيدو وغيرها ” حسب الاوزان .. وعلى الرغم من العلاقة بين حجم العضلة و القوة ، ولكن اية زيادة للقوة لا تعني ضرورة زيادة حجم العضلة او حدوث ” التضخم العضلي ” حيث نشاهد رباعين ذوي الانجاز العالي لا يملكون عضلات ضخمة في حين ابطال ” بناء الاجسام ” يمتازون بتضخم عضلي كبير لكن قوتهم العضلية بشكل اقل ، و يحتاج لاعب الجمباز وفعاليات القفز والوثب و عداء المسافات القصيرة الى قوة نسبية الذي يحققه قياسيا لوزن جسمه ، ولاجل تحقيق زيادة القوة النسبية من الضروري التدريب المتواصل بمقاومة متوسطة مع زيادة سرعة الانقباض العضلي .. من جانب آخر فان ” ظاهرة السمنه ” الزيادة في الوزن بسبب ” القشره الشحمية الزائدة في الجسم ” تؤدي الى ضعف و فقدان القدرة الحركية ، حيث يشكل هذا الوزن عبئا ثقيلا مما يحتاج الجسم الى قوة كبيرة للاداء الحركي ، فضلا عن التاثير السلبي لتراكم الدهون في العضلات حيث تؤدي الى عرقلة الانقباض العضلي ، كما ان زيادة الدهون ” الكولسترول ” في الجسم ، وعلى الرغم من اهميتها كمصدر للطاقة الا انها تعرض حياة الانسان للخطر حيث تعرقل حركة الدم في الشرايين والتي تؤدي الى جلطة قلبية او دماغية او ذبحة صدرية ، ويؤكد اطباء علم التشريح ان طول العظم يمثل احد الصفات الوراثية التي تؤثر بشكل كبير في انتاج القوة ، فاللاعب الذي يتميز بذراع طويل نسبيا يعاني من صعوبة اداء تمارين القوة ، وتدل الدراسات ان القوة العضلية تكون متشابهة ومتساوية بين الذكور و الاناث في مرحلة الطفولة ، وبعد سن المراهقة الذكور اكثر قوة من الاناث واكثر استجابة لتنميتها ، ويؤكد خبراء المدرسة الامريكية بان اعلى قوة عضلية لدى الذكور في عمر 20 الى 30 سنة ، بينما اعلى قوة يمكن ان تحققها الفتاة في عمر 22 سنة وتستمر القوة في الزيادة لديها لغاية سن 25 سنة و يمكن المحافظة على القوة العضلية لغاية سن 30 الى 35 سنة ومن عمر 40 سنة تبدا القوة بالانخفاض ويكون معدل الانخفاض للاطراف السفلى اكبر منه في الاطراف العليا … اما بالنسبة للعوامل العصبية ، وبالدرجة الاولى ” التوافق العضلي – العصبي ” فالدراسات الفسلجية تؤكد ان درجة الانقباض العضلي تتغير بتاثير القدرة الوظيفية للجهاز العصبي المركزي ، فالعضلات ترتبط باعصاب يعمل على انقباضها وانبساطها فضلا عن الاوعية الدموية و اللمفاوية المنتشرة فيها ، بقصد تغذيتها ، وتزداد القوة بشكل كبير نتيجة تحسين التوافق الداخلي للعضلة ” كعامل اساس ” وقد وجد ان اللاعب الذي يتدرب وبشكل منتظم وطبقا لخطط تدريبية مبرمجة يستطيع استخدام 95 بالمائة من المجموع الكلي للالياف العضلية اثناء التقلص ، وتتاثر هذا الجانب بالعوامل النفسية ايضا ، مثل ” قوة التركيز و التحفيز والانتباه و الاخبار السارة او العكس وغيرها ” ، فالعوامل النفسية تؤثر وبشكل كبيرعلى انتاج القوة حيث الانفعالات السارة و المفرحة من خلال التشجيع المعنوي و الدعم والاغراء المادي تقوي الارادة والرغبة والثقة بالنفس وجميع تلك العوامل تؤثر وتزيد من انتاج القوة العضلية و العكس خلال الانفعالات المحزنة و المزعجة مثل ” القلق و الخوف و التوتر والاخبار غير السارة وغيرها ” تؤدي الى ضعف الرغبة وفقدان الثقة بالنفس وتؤثر سلبا في انتاج القوة العضلية ، ويؤكد خبراء علم النفس الرياضي ان القوة العضلية يمكن ان تزيد بفعل اي حدث خارجي مفاجئ او اي مؤثر مستفز ، و يلاحظ ذلك بوضوح من خلال تغيرات لون الوجه ” كاحمرار او اصفرار الوجه ” او حركات اللا ارادية لمقاطع الوجه و الشفتين والعين وخاصة لدى لاعبي دفع الكرة الحديدية ” قذف الثقل ” ورمي الرمح والقرص و المطرقة وكذلك لدى الرباعين وهناك مدربون يقومون على استفزاز لاعبيهم قبل بدئهم بمحلولة القفز او رفع الاثقال او قبل المشاركة في السباق بهدف التركيز المطلوب ، ويؤكد خبراء التدريب ان مثل هذه الاثارات و المؤثرات المفاجئة من شانها وضع الجهاز العصبي المركزي في حالة يقظة وتاهب افضل مما يؤدي الى تقوية الوحدات الحركية بشكل اكبر مقارنة بالظروف الاعتيادية ، فيوصل اللاعب الى ذروة قوته الحقيقية او اكبر ، كذلك للمرونة العضلية تاثير ايجابي على انتاج القوة ، فالعضلة التي تمتاز بالمرونة و المطاطية و الرشاقة و التوازن و التوافق وغيرها تستطيع انتاج كمية اكبر من القوة مقارنة بالتي لا تتميز بهذه الصفات ، ومن الضروري استخدام تمارين المرونة والرشاقة في بداية التدريب وقبل اداء تمارين معقدة وصعبة ، وهناك ايضا علاقة كبيرة بين قوة السرعة وعمر اللاعب ، حيث تزداد السرعة وتصل الى قمتها في عمر 18 الى 24 سنة في المسافات القصيرة ” 50 م و100 م و200 م ” وتعتمد قوة السرعة ايضا على كمية انتاج الطاقة المخزنة في العضلات حيث تعد مادة الفوسفو كرياتين المخزنة في العضلات المصدر الاول والاساس لتحرير الطاقة والحفاظ على السرعة القصوية لفترة 30 – 35 ثانية ” فضلا عن عوامل تدريبية و جسدية الاخرى التي تعتمد عليها السرعة مثل ” قوة العضلات ، طول الجسم ، و قدرة التنفس اللاهوائي وغيرها ” وتزداد قوة السرعة لدى الذكور في عمر 17 سنه وتصل الى قمتها بين 20 – 21 سنة في المسافات 100 م الى 200 م ويمكن المحافظة عليها لمدة 3 – 4 سنوات اخرى ، وبعدها تبدا بالانخفاض مع التقدم في العمر، بينما ترتفع قوة السرعة لدى الاناث لتصل الى اعلى قمة في عمر 17 – 22 سنة .. وحسب راي علماء التدريب الرياضي ان افضل فترة للبدا في تدريب السرعة ” للجنسين – ذكور واناث ” في عمر ” 10 – 12 سنة ” .
2 Comments on “القوة العضلية واهميتها في الانجاز الرياضي – ا . د . قاسم المندلاوي — القسم الاخير — ”
Comments are closed.
الدكتور قاسم شكرا جزيلا لكم على هذا العرض الشيق الذي تفضلتم بتقديمه عن دور القوة العضلية في بناء الجسم والتي هي الاساس في تحقيق النجاحات في الميادين الرياضية ” حلقة 1 و 2 ” واتمنى على القائمين في الشأن الرياضي ان يجعلوا من هذا العرض الشيق منهج عمل لهم في توجيه الرياضيين وخاصة في الحقول التي تعتمد الجهد العضلي سواء في العراق او في دول المنطقة الاخرى … كما اود ان اعبر عن اعجابي بتوضيح المدارس الرياضية المنتشرة في العالم … مع تمنياتنا ان نقرأ لكم المزيد استاذنا العزيز .
الشكر و التقدير للكاتب العزيز عبد الرسول علي المندلاوي على مرورك الكريم .. و تعليقك الهادف والمهم .. الموضوع مفيد لجميع المدربين وخاصة لمدرب ” الالعاب الفردية ” نامل الاستفاد منه …. مرة اخرى شكرا لمعلقنا الكريم عبد الرسول الله يوفقك .