بعد متابعة دقيقة و قراءة متمحصة لنية و سلوك رئيس الوزراء العراقي و القرارات التي صدرت و التوجهات العامة له في رئاسة الوزراء و ادارة دولة العراق، و بعد تاكد اي من المتابعين لما يعانيه العراق من المشاكل العويصة المزمنة و منها تجذرت و اصبحت امراضا سياسية و اجتماعية و توريث التعقيدات التي فرضت نفسها منذ سقوط الدكتاتورية، و من خلال التحليل المحايد و العادل لمسيرة السوداني خلال هذه الفترة، يتبين لدى الجميع انه نجح نجاحا كبيرا مقارنة لما سبقوه و ما بدر منهم خلال نفس الفترة لحكمهم و تعاملاتهم مع القضايا الانية و الدائمية، فهذا يفرض على المتتبع سؤالا على نفسه لبيان سبب النجاح، هل هو ذاتي نابع عن فكر و توحهات و اخلاق و فلسفة و سياسة السوداني ذاته ام انه نابع عن الاسباب الموضوعية و التي فرضت نفسها على ان تواكب مع المرحلة و تلصق بها، و استفاد السوداني شخصيا من هذه العوامل المساعدة في نجاح مهامه اولا، و من ثم اتعض هو بنفسه مما حدث لمن سبقوه و ادى الى فشلهم و سار هو بدقة متناهية لحد الساعة و تسبب نجاحه المتميز، ومن ثم هناك امور يمكن ان يعتقد الجميع بانها حاءت مع تسنم السوداني لزمام الامور، من التوازنات السياسية و التغييرات التي حدثت في المنطقة موازيا لما افادته داخليا من التغييرات المضوعية سياسيا، و خارجيا بالاخص تقارب ايران و السعودية و تاثيرات هذا التقارب على ما يجري في جميع المنطقة بما فيها العراق، هذا ان لم نحسب ما هو عليه البلد من الوفرة المالية و الاريحية في وجود السيولة و انتعاش الاقتصاد العراقي بشل ملحوظ في هذه المرحلة بالذات لو قورنت مع بعض الفترات البائسة لما كان عليه العراق في بعض الفترات من قبل من نصل الى ما نحن عليه.
مهما كانت الاسباب، الا انه يحسب للسيد السوداني كل خطواته الجريئة التي اتخذها لحد الساعة و تاتي داعما لنفسه اولا و دافعا كبيرا لنجاح مهامه الصعبة.
الخطوات البارزة لحركة السوداني تبرز لنا نياته السليمة في عمله في كل خطواته و ما يعمل عليه وهدوءه المشجع و تعامله الناجح مع ادق القضايا التي يعتبر الخوض فيها مفتاح النجاح في مسيرته السياسية. من الملاحظ ان المرحلة الاحالية فرضت حتى التباطؤ في التدخلات الدولية للعراق مما اتاح للسوداني فرصة مشجعة على ان يركز على العمل الداخلي. و لابد ان نذكرمدى وضوح الطريق التي يتبعها في الحكم في جو يبرز فيه التصالح المفروض داخليا بشكل تلقائي او طبيعي و ان اعتقد البعض بانه مؤقت، نتيجة انسحاب الصدر و مؤيديه من العملية السياسية، مما اتاح فرصة ذهبية للسوداني دون غيره من اجل التركيز على مهامه الخدمي قبل اي عمل سياسي يمكن ان تبعده عنة المسار الصحيح له.
و لابد ان نذكر ان السيد السوداني لايزال على طريق تنفيذ ما يمكن ان نمسيه بعملية تصريف الاعمال لما وصلت اليه مما كانت السلطة عليه سابقا دون الخوض في الامور الستراتيجية التي تفرض الاستقرار النهائي للعراق، و منها امور تاجلت او فرضت المستجدات السياسية على تاجيلها، و لا يمكن التاكيد على بقاءها منكمشة و مؤجلة للنهاية و منها الاتفاقات النهائية مع اقليم كوردستان و القوانين المهمة الضرورية التي لم تصدر من قبل البرلمان لحد الساعة و المشاكل الكبيرة للاقليم التي يمكن ان تنعكس على العراق لو لم يشارك في حلها و استغلها القومجية كنا يفعلون ازاء كل قضية تهم العراق قبل اقليم كوردستان ايضا، نتيجة تربيتهم الايديولوجية التي اعتادوا عليها و لم يدخلوا مرحلة ما تفرضه الانسانية و الليبرالية و العولمة لحد اليوم.
ما يجب ان يحذر منه السيد السوداني هو الحذر ممن يلعب على مجموعة من القضايا العالقة بين الاقليم و المركز لصالح القوى التي لا يهمها ما يقع فيه العراق مستقبلا و ما يمكن ان يستفاد منه بعض القوى البعيدة عن ما يهم مصلحة العراق، و لابد ان يستغل السوداني المرحلة الجيدة المناسبة من كل الزوايا لانهاء المشاكل و القضايا التي لا يمكن ان يجد مرحلة مناسبة اخرى اكثر مما هو عليه اليوم و ربما تتعقد الامور اكثر في وقت لا يمكن ان يجد الحل المناسب له اكثر من ملائمة الظرف الراهن. و عليه نعتقد بان حكم السوداني بدات بداية موفقة لحد اللحظة و لابد ان ننتظر لما ياتي و ما يحل، و اننا نعتقد فان النية السليمة للسيد السوداني تساعده من ثم تدعمه في تحقيق مهامه اكثر من اي شيء اخرلان ما ينتظره هو تحقيق الاهداف العظيمة جدا.