البحث عن حلم الوصول إلى أوروبا ينتهي في اغلب الأحيان الى فاجعة مأساوية , الغرق في البحر , أن هذه الحوادث المأساوية تتكرر على الدوام , في غرق المهاجرين في بحر( إيجة ) أو في البحر الأبيض المتوسط , ولا يمكن أن تتوقف مطلقاً رغم فواجعها المأساوية , أن مغامرة الإبحار في قوارب مستهلكة أو مطاطية , لا تصمد مع امواج ورياح البحر , لتنتهي بها المطاف بعواقب وخيمة على المهاجرين في أغلب الأحيان . لأن السبب الأساسي الذي يدفع الى سلوك طريق مغامرة الهجرة , بأن الوطن سد أبوابه في وجه أبنائه , وجعلهم يتجرعون حنظل بالظروف القاسية والصعبة , التي لا تحتمل و لا تطاق , سوى نافذة الهجرة المفتوحة , ليقعوا بعد ذلك تحت رحمة المهربين , الذين لا يمتلكون ذرة من الضمير والانسانية , سوى الجشع والربح من هذه التجارة السوداء ( تجارة البشر ) في زج أكبر عدد من المهاجرين في قوارب الموت , ليكون مصير المهاجرين الغرق في اعماق البحر , ليكونوا شهية لحيتان البحر , وهذه الحادثة المأساوية الاخيرة , انطلقت من مدينة طبرق بعد تجميع المهاجرين من عدة مدن ليبية , لتنطلق الى وجهتها صوب ايطاليا , وكما ذكر من شهادة الناجين , بأن كل واحد منهم دفع حوالي 4000 يورو , ولم يمنح لهم سترات النجاة , يعني بعملية بسيطة ربح المهربون من هذه العملية حوالي من 2 الى 3 مليون دولار . وكما ذكر بأن اغلب المهاجرين من النساء والاطفال من جنسيات متعددة , عربية وافريقية , ومن أفغانستان وباكستان , وعن غرق هذا القارب الذي تقول عنه المصادر بأنه كان محملاً بحوالي 750 مهاجراً , تعرض الى حادثة الغرق في الحدود الدولية بين اليونان وايطاليا , وذكر مصادر البحرية اليونانية تقول : بأنها أنقذت حياة 104 مهاجر , وانتشلت حوالي 79 جثة , وما زالت عمليات البحث جارية , ولكن نفس المصادر تقول : أن الاحتمال ضعيف جداً بوجود احياء من حادثة الغرق , سوى انتشال الجثث من اعماق البحر لهذه الحادثة المأساوية . أن تجارة تهريب البشر اصبحت تجارة سوداء لكنها تدر اموالاً طائلة وهي بمثابة جريمة كبرى بحق الانسانية , في استغلال حلم المهاجرين للوصول الى أوروبا مهما كلف الثمن , وبالتالي تتحول الى مأساة الغرق , في قوارب مستلكة أو مطاطية تلعب بها الأمواج البحرية , ويكون مصير المهاجر بين الحياة والموت , إن هذه الحوادث تتكرر على الدوام , ولا يستطيع أحداً ايقافها , وايقاف جشع المهربين المتوحش على حساب القيمة الانسانية للمهاجرين .