قصيدتان
(1)
مُستيقِظاً في عَتْمَةِ الغَبَشِ
في الضفة الأخرى من الوادي
ثلج السماء يغمرُ ذرى الجِبال،
والروابي وبُطونِ الأَوْدية
ثلجٌ ناصعُ البياض متحجّر
هناك.. عشُّ طيورٍ جبليّة
تستنشقُ نَسِيماً عَلِيلاً مع الألم
……
مُستيقِظاً في عَتْمَةِ الغَبَشِ
انحدر من القِمَّة ِ الشَّمَّاءِ
قندل في طريق النفق
في نهار سماؤه مُتّشِحة بالغيوم.
بروح حالمة ومتوهجة،
اختار الطريق
معلقاً ما بين الأرضِ والسماء
وفي دَيجورِ دَهره
طفحَ لونُ الشمسِ على مستقبله!
(2)
ها قدْ خلت السَّمَاء،
من السحبِ الغبراء
فانْهَالَ الْمَطَرُ فِي لَيْلَةٍ ليلاء
تطغى عليها عاصفةُ العَماء
تتهدّده العاصفة الهوجاء
بالتهامِهِ؛
فهاجتْ ذاكرةُ حلمِهِ:
– لمْ تقهرني في الزنازين
مكابداتُ ليالي الزمهرير
حيثُ كان يتفجّرُ أنينُ الملائكة
ولمْ تتضعضعْ عزيمتي،
مُتَمَنْطِقًا بِخِنْجَرٍ
وأحملُ (زاگروژ) على أكتافي
إلى حلمٍ زاهي التخوم!