١٢\٢\٢٠٢٤
لقد تعلمنا الكثير من مرض “كورونا” الذي تعرض له الإنسان علی وجه الكرة الأرضية فی جانحة جديدة سببها أحد العوائل فی صنف من أصناف فيروس یسمی ب”كورونا”. وعندما بدأ المرض بالانتشار فی جميع أنحاء العالم خلال فترة وجيزة فی الأشهر الأولى من بداية سنة ٢٠٢٠ عجزت البشرية عن التعرف علی هذا الڤیروس الخطیر اللذی أدی فی بداية انتشاره إلی نسبة عالية من الوفيات، فكانت الأساليب الوحیدة للوقوف أمامه تنحصر فی الوقاية التقلیدیة العامة التي تشمل جميع الأوبئة الڤایروسیة، وهی تتضمن عزل المرضى، و وضع المقتربین فی الحجر الصحي، والإبتعاد عن الازدحام وغسل الیدین بصورة خاصة رابط.
وعندما إزداد إنتشار المرض فی العالم إستطاع العلماء دراسة طبيعة عمل هذا الڤیروس وتوصل الخبراء والسلطات المختصة فی جميع أنحاء العالم إلی الإجماع علی تسمية هدا المرض الجديد ب”كوڤید ١٩” و تم وصف أعراض المرض و عواقبه علی جميع الناس من أطفال و شيوخ و نساء ورجال فتبين بأن المرض عادل فی إصابته لجميع الناس دون تفرقة فی الجنس أو العمر أو السلطة أو النفوذ. وأظهرت الدراسات تدریجیا كیفیة عمل هذا الڤیروس و طرق إنتشاره و تأثيره علی الأجهزة الجسمية والنفسية المختلفة للإنسان، فأصبحت الشركات العالمية تتنافس علی جمع المبالغ من السلطات المختصة لصنع اللقاح المۆثر فی تزوید المناعة الضرورية للواقعة من المرض.
وعندما بدأ المرض ينتشر فی كوردستان أيضا بدأت فی دهوك بالتعاون مع فریق عمل من جامعة دهوك وجامعة زاخو و مركز متدن للصحة النفسية للطفل بوضع خطة لدراسة علمية حول التأثير النفسي لأزمة كورونا علی الأطفال والشباب فی مدينة دهوك. بعد جولات عديدة من التحضير والقيام بإعطاء اللقاح النفسی “سیپكا” لمجموعة تم إختيارها عشوائيا لكی ومقارنتها بمجموعة أخرى فی أنتظار لمدة ٦ أشهر تبين لنا بأن “سیپكا” تمنع أعراض الإنحراف أو ماتسمى بجنوح الأحداث. وقد تم قبول الدراسة لنشرها فی مجلة كلية الطب فی جامعة دهوك.
حينما أصبت بمرض “كورونا” لاول مرة كنت قد حصلت علی الجرعة الأولى من اللقاح فی السويد، فكانت فترة مرضى قصيرة لم تتجاوز الأسبوع، عانیت فيها من أعراض طفيفة كالحمى والصداع والزكام. و تعافیت بعد ذلك دون أن تبقى عندی عواقب أو أعراض تذكرنی بالمرض. وبعد ذلك استلمت الجرعة الثانية من اللقاح فی السويد أيضا. ومنذ رجوعی إلی السويد فی سفرتی الأخيرة من كوردستان أصبت بأعراض حسبتها نوعا من الزكام. ولكن تبين لی تدریجیا بأن الأعراض تتميز بتغییر مزعج لحاستی الذوق والشم لدی منذ یومین. فأصبحت أفكر بهذه الأعراض الجديدة لهذا المرض والتي تذكر أيضا فی دراسات أخرى فی العالم. و من ملاحظتي لهذه الأعراض یتبین السبب طرفیا فی خلایا الشم والذوق أكثر من أن تكون مركزیا فی خلایا الدماغ. أنشر هاذا الخبر وأنا ملئ بالأمل فی عبور هذه الفترة أيضا من هذا المرض دون عواقب. وعسى أن يكون القارئ ذو خبرة شخصية أن یتفضل بالتعليق علی مقالتنا هنا مع الشكر والتقدير.
