وإنکشف الوجه البشع للنظام الايراني- منى سالم الجبوري

 

في منتصف ليلة السبت 14 أبريل 2024، وعندما قام النظام الايراني بإرسال أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، والذي جاء بناء على تهديد ووعيد بما سماه ب”الانتقام الصعب” حيث طبلت وزمرت له وسائل الإعلام الحكومية، ولاسيما وإن خامنئي قد وعد عدة مرات، بما في ذلك في خطب صلاة عيد الفطر يوم الأربعاء 11 أبريل/نيسان، فإن هذا التصرف قد أزاح الستار عن الوجه الحقيقي للنظام وکشف عن معدنه الحقيقي بعد أن سعى لأکثر من ثلاثة عقود على إنکار ذلك.

لسنا في معرض الدفاع عن إسرائيل أو ماشابه وإنما نحن في معرض الحديث عن کذب وزيف هذا النظام العدواني ومن إنه وقف ويقف خلف معظم المصائب التي مرت على المنطقة ولاسيما وکما قال بعض المسؤولين الحكوميين والمحللين إنه لو أردنا “الانتقام الصعب” من العدو، لكان بإمكاننا القيام بهذا الإجراء من مسافة أقرب (أي لبنان وسوريا)، وهو مايٶکد بأن الهجمات العدوانية التي يرغب هذا النظام بالقيام بها سواءا من داخل إيران أو من قبل أذرعه في بلدان المنطقة، فإنه المسٶول المباشر والرئيسي عنها وليس غيره.

من المهم جدا هنا أن ننتبه الى إن هذا النظام عمل ويعمل من أجل زيادة مناطق التوتر والحروب في المنطقة فهو لم يکتفي بما قد جره من مآس ودمار وبلاء على غزة إذ وتزامنا مع مايجري في غزة فإنه تشير تقارير إلى أن النظام الإيراني يقوم عبر قواته بنقل أسلحة وذخائر ومعدات إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية من أجل السيطرة على هذه المنطقة وإنشاء “غزة” أخرى في الوقت المناسب والتحول إلى “غزة” أخرى!

المثير للسخرية والتهکم البالغين إنه و منذ بدء حرب غزة في 7 أكتوبر 2023، يحاول نظام ولاية الفقيه سحب حضوره ومشاركته الرسميين من هذه الحرب.

وفي حين رفض خامنئي التدخل بشكل مباشر وتظاهر بأنه لم يكن له أي دور في حرب غزة وأن العملية كانت من تدبير فصائل المقاومة الفلسطينة، فقد استخدم باستمرار القوات التابعة له، بما في ذلك حزب الله في المناطق المجاورة لإسرائيل والحوثيين في اليمن في البحر الأحمر.

والآن، بعد 7 أشهر من بدء الحرب المدمرة في غزة، وصل الأمر إلى نقطة دخل فيها خامنئي إلى المشهد علنا، ومن موقع المرشد الأعلى، أصدر حتما أمر الهجوم بهذه الأبعاد. وبهذه الطريقة، لم ينكشف “رأس الأفعى” فحسب، بل “ثعبان ولاية الفقيه” برمته بأوضح طريقة ممكنة، ولا يترك مجالا للشك لدى أحد.