الحديث حول إستقلال كوردستان حديث فيه شجون لا ينتهي حتى تحين الساعة التي يرفع فيها علم كوردستان بين أعلام الأمم ، نفكر ونفكر ونفكر ولا يهدأ لنا بال مادامت ارض كوردستان تصرخ من ظلم الزمان ، فأي فكرة أو رأي يطرح عن كيفية تحرير كوردستان يجب معاينته ودراسته وبالجدية المطلقة ، فلا مزاح مع مصير أمة نالت من الآلام مالم تنله أمة من الأمم في التأريخ ، هذه قضية لا يمكن إسدال الستار عنها ، فيجب التذكير بها كل حين ، لتبقى شاخصة في قلوب الناس وضمائرهم ، هنالك ثلاثة طرق لتحقيق الهدف المنشود في إعلان الإستقلال وتأسيس دولة كوردستان ، وهذه الطرق الثلاثة يقع حملها على عاتق أبناء الشعب الكوردي أنفسهم طالما أن المجتمع الدولي قد تخلى أو غض الطرف عن حق الكورد في تقرير المصير ، الطريق الأول : هو حمل السلاح وتعبئة الشباب ثم القتال من أجل التحرير والإستقلال ، وهذا الطريق هو الطريق المفضل عند أصحاب الحس الثوري وعند اصحاب الحماسة والمندفعين بقوة لبلوغ الهدف ، هذا الطريق محفوف بالمخاطر وبالتأكيد لا يؤدي إلى تحرير كوردستان ولا يؤدي إلى تحقيق الهدف ، حمل السلاح بالنسبة للكورد سيؤدي إلى الفشل ، لأن أعداء الكورد مشهورون تأريخياً بأنهم الأكثر دموية على وجه الأرض ، ففي هذه الحالة سيتمتع الأعداء ويتسلون بدماء الشعب الكوردي وبإغتصاب النساء الكورديات وبحرق ديار الكورد ، ولا نحتاج إلى شواهد أكثر مما حصل خلال العقود الخمسة الأخيرة من إستخدام أنواع الأسلحة الفتاكة ومن ضمنها السلاح الكيمياوي ضد الشعب الكوردي ، إذاً هي فكرة غير مجدية أن تسعى لنيل الاستقلال عن الطريق الكفاح المسلح خاصة وأن أراضي كوردستان مغلقة جغرافياً بأعداء كوردستان من كل الجهات . الطريق الثاني : هو الطريق السياسي الدبلوماسي ، لقد استطاعت الكثير من الشعوب نيل استقلالها من خلال سياسيها الذين يجيدون الدهاء السياسي و المكر والحيلة والخديعة ، وهذه الطريقة ايضا لا تنجح في الواقع الكوردي ولا تنجح مع اعداء الكورد ، فهؤلاء الأقوام الذين يحيطون بكوردستان متمرسين بالحيلة والمكر والدهاء ، هم شياطين الأرض ، فهم أهل المكر والخديعة والدهاء ، فأي رهان على الطرق السياسية هي طرق عقيمة فاشلة ومضيعة للوقت . الطريق الثالث : طريق بناء الذات ، هذه الطريقة هي التي تجبر أعداء الكورد في قبول الكورد كشريك مستقل لا كتابع خاضع ، يمكن للإنسان او الشعب أو الأمة التي تمتلك الإرادة أن تحقق المستحيل من خلال تفجير طاقاتها الكامنة وإعلان نفسها كأمة متفوقة عقلياً على غريماتها ، الحقيقة هذه هي الطريقة التي أنا شخصياً أؤمن بها في حياتي الشخصية ولطالما جعلت من تفوقي على اعدائي هو السبيل الأنسب لدحرهم نفسياً وإثبات وجودي أمامهم ، وأظن هي طريقة العقلاء الذين لا يريدون سفك الدماء ، وهي طريقة حضارية إنسانية مضمونة النجاح وبلا مجازفات ، أن تتفرغ لبناء ذاتك وتطوير قدراتك في جميع مجالات الحياة صناعياً وزراعياً وثقافياً ورياضياً وعلمياً واقتصادياً وغيرها ، وبناء جيل متفوق ، تكون في هذه الحالة قد أجبرت عدوك أن ينظر إليك بإحترام ، العقول الكوردية عقول متفوقة ، وقد حابانا الله بهذه المقدرة لتكون لنا منهاجاً في بسط إرادتنا ، فلو نظرنا إلى الوراء قليلاً لتبين لنا إنه بمجرد أن حصل الكورد على فسحة من الحرية أستطاعوا أن يبهروا العالم اجمع ببناء كيان يشار إليه بالبنان وهو إقليم كوردستان ، وقد أدركت شعوب الأرض بأن هناك شعب حي يخرج من تحت الأنقاض التي ردمتها الايادي القذرة لتغييبه ، وهذا الشعب متحضر يؤمن بالعلم والمعرفة وله كيان علمي يواكب مستجدات الحياة العصرية ، ويحترم الإنسان وكرامة الإنسان ، وهذا دليل التفوق العقلي للكورد ، فقد عجزت دول الجوار لكوردستان أن تحترم حق الإنسان ، فهم بعيدون عنها بعد السماء عن الأرض ، ففي هذه الحالة ليس امام أعداء الكورد إلا منفذ واحد عندما يشعرون بأن الكورد قد سبقوهم عقلياً وإنسانياً وابداعياً وتفوقوا عليهم ، فليس امامهم سوى وضع العراقيل لكيلا يذهب الكورد بعيداً في بناء إنفسهم ، وعراقيل الاعداء أسلوب فاشل بدائي لا يمكن أن يقف عائقاً امام التطور ، تنمية الذات رهان أصحاب الإرادة ، ومن عجائب القدر أن الجهات الدموية العدوانية الماكرة الخادعة التي تكن العداء للكورد ينقصها التفوق العقلي والا لما لجأت إلى الأساليب الخبيثة في محاربة شعب أعزل مسالم ، ولو كانت عقولهم راقية لأصبحت دول العداء تلك دول عظمى استناداً على ما تملك من تأريخ طويل وعمق جغرافي وثروات هائلة وقوة بشرية كبيرة ولكنها بقيت ذليلة أمام الدول القوية التي هي احياناً أقل منها نفوساً ومساحة ومقدرة مثل بريطانيا واسرائيل وغيرها من الدول الصغيرة قياساً بتركيا أو إيران ، فهذا الجانب يجعلنا على إطمئنان أن نركز كل قوتنا على بناء الذات بشكل متسارع عندها سيدرك الاعداء بأن الكورد قادمون لا محالة . نعم نحتاج إلى القوة العسكرية ونحتاج إلى السياسة ولكن ليست البديل الأوحد للوصول إلى أهداف عظيمة ، تطوير الذات ثم تطوير الذات ثم تطوير الذات تجعل رؤوس الاعداء تطأطأ عند ساعة القرار . التطوير الاقتصادي والتطوير العلمي هما جناحا النجاح في عالم اليوم ، فليكن جل تركيز الكورد على هاذان الجانبان، والكورد قادرون على ذلك بل هو في متناول ايديهم . المطلوب منا جميعاً الاهتمام ببناء كوردستان والاهتمام ببناء الإنسان الكوردي والاهتمام برعاية الأطفال الكورد فإنهم طاقة كبيرة ستفرض كلمتها في المستقبل ، فإن عجز هذا الجيل من تحقيق الحلم الكوردي فسيكون للجيل القادم كلمته ، أنا اؤمن بأن الإنسان يستطيع أن يقهر عدوه بتطوير نفسه فكلما تفوق على عدوه بعقله وحكمته سيكون قادراً على فرض إرادته أكثر وسحق عدوه أكثر وتشتيت قدرات عدوه أكثر في حال المواجهة ، فالقضية بالنسبة للكورد قضية مصيرية قضية وجود ولا مجال للتراجع عنها ، فالمطلوب بذل أقصى الجهود وسهر الليالي لتسلق المعالي واثبات علو كعب كوردستان وأحقيتها في تأسيس كيانها المستقل في عالم لم يعد فيه للضعيف مكانة ، فالقوي اليوم وحده في الساحة ، وقوة البناء العقلي هي خير وسيلة لإثبات الذات وإعادة الحقوق . فقد طال الظلم والألم ولابد للكورد أن يعودوا للوجود غصباً على كل الأمم ورغماً على من أراد للكورد سوءاً . وصدق من قال :
فرط السكوت على فرط الأذى سقم
قد يسكت الجرح لكن ينطق الألم
ومعقل الظلم أياً كان صاحبه
لابد يوماً على أهليه ينهدم
تحياتي لك يا استاذ الكريم و كل ما تفضلت بة صحيح و لكن السؤال هل القادة الكورد و أحزاب الكورد يتحركون بشكل صحيح و هل القادة الكورد و أحزاب الكورد يريدون استقلال كوردستان و هل القادة الكورد و أحزاب الكورد و وصلو صوتهم إلى المم المتحدة ويطلبون بستقلال كوردستان و هل القادة الكورد و أحزاب الكورد يصنعون اسلحه و صواريخ و الدرون و هل القادة الكورد و أحزاب الكورد يناضلون من أجل استقلال كوردستان و هل القادة الكورد و أحزاب الكورد يجعلون مصلحت الوطن و الشعب فوق مصالحهم الحزبية و الشخصية و أليس الشعب الكورد هم من يناضلون من أجل تحرير كوردستان و ليس الشعب هم من يحملون السلاح و يحاربون المحتلين و أليس الشعب هم محاربين و هنا يجب على القادة الكورد و أحزاب الكورد يتحركو و يتوحدو و يطالبو بستقلال كوردستان او يرحلو ويتركو الشعب و أيضا يجب على الشعب ان يتوحدو و يوحدو صفوفهم و كلمتهم و شعارهم بقل فوات الأوان .
الاخ Marvin المحترم
شكراً لتواصلك واهتمامك بالمواضيع التي تخص كوردستان وشكراً لحضورك الدائم في التعليقات ، كل الحب والاحترام لجنابك الكريم