عن التجمع العالمي لإيران الحرة- محمد حسين المياحي

 

عندما حاول النظام الايراني عام 2018، أن يقوم بتفجير المکان الذي سيقام فيه التجمع السنوي العام لإيران الحرة والذي کان قد حضره قرابة ال100 ألف من الحضور، وجند لذلك خلية يقودها ويوجهها أسدالله أسدي، السکرتير الثالث في السفارة الايرانية في النمسا، وتم إعتقاله بالجرم المشهود مع خليته الارهابية، فإن ذلك أثبت وبکل وضوح مدى تأثير هذا التجمع السنوي على النظام ومن إنه يشکل تهديد وتحدي حيوي بالنسبة له.

وقد يتساءل البعض عن السبب الذي يدفع بالنظام الايراني للتخوف من هذا التجمع ويقوم بمغامرة أشبه بالمخاطرة بسمعته وإعتباره على الصعيد الدولي عندما يجعل أحد أعضاء سلکه الدبلوماسي قائدا لخلية إرهابية تسعى لتفجير تجمع يضم 100 ألفا من الحضور، لکن، ولاسيما لأولئك الذين لايمیلکون معلومات کافية عن هذا التجمع، الحقيقة إنه وفي کل عام ومع إقامة هذا التجمع، فإنه يطرح فيه کم هائل من المعلومات الصادمة عن واقع الحياة في إيران في ظل هذا النظام ومقدار الظلم والاجرام والفساد الملموس فيه، الى جانب فضح ماضيه الاسود وکشفه على حقيقته.

تخوف النظام من هذا التجمع جاء لأن المعلومات الصادمة المعلنة فيه، هي معلومات موثقة لايمکن دحضها وقد تم الحصول عليها من داخل النظام، والاهم من ذلك إنه جرى ويجري إعتمادها والرکون إليها من جانب الاوساط والشخصيات الدولية المعتبرة والمرموقة في فضح وإدانة وشجب ممارسات وأعمال النظام الاجرامية بحق الشعب الايراني وشعوب المنطقة ولاسيما وإن هذا التجمع قد فضح بما فيه الکفاية الدور المشبوه للنظام الايراني من حيث تدخلاته في بلدان المنطقة وعبثه بالامن والاستقرار هناك.

التجمع السنوي العام القادم الذي سيعقد في ال29 من الشهر الجاري، سيتم عقده في ضوء أوضاع وتطورات ومستجدات غير مسبوقة ولاسيما وإن النظام قد تلقى خلال الاشهر الاخيرة العديد من الضربات الموجعة والانتکاسات والتي کان من أبرزها مصرع ابراهيم رئيسي الذي کان النظام وخمانئي يعولون عليه الکثير من أجل إخراج النظام من مأزقه وأزمته الحادة، ولذلك فإن هذا التجمع قد يکون تجمعا غير عاديا وقد يتسبب بالکثير من التأثير للنظام وبشکل خاص من حيث تأثيراته على الداخل الايراني إذ أن الشعب الايراني تابع ويتابع عن کثب هذا التجمع ويأخذ بما يرد فيه وکيف لا وهو يعيش واقع المحنة التي يعاني منها من جراء الحکم الثيوقراطي القائم والضريبة الکبرى التي يدفعها من جراء إستمراره.

التجمع العالمي لإيران الحرة، وإن کان يهدف للعمل من أجل تحقيق وإنجاز الکثير من الامور، لکن لايوجد هناك من هدف يمکن أن يعلو على هدف إسقاط النظام ولعل هذا هو السر الاکبر لتخوف النظام من هذا التجمع ولاسيما وإنه وفي ظل مايجري خلال المرحلة الحالية، تبدو الکثير من المٶشرات تٶکد على إن الارضية مهيأة وجاهزة للتغيير في إيران.

One Comment on “عن التجمع العالمي لإيران الحرة- محمد حسين المياحي”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *