غرق قارب المهاجرين ، هذا هو عنوان الحادث المفجع الذي أودى بحياة عشرات الأبرياء من بينهم ربع العدد أطفال بالإضافة إلى النساء ومن بينهن حوامل ، بالله عليكم هل هؤلاء مهاجرين ؟ لماذا لا يقولون في الأخبار غرق قارب المظلومين الأبرياء الباحثين عن الحياة الهاربين من الموت إلى الموت ؟ يومياً يتكرر هذا السيناريو المرعب ، يهربون من ديارهم لعلهم يصلون إلى ساحل النجاة ثم يبتلعهم البحر بشكل درامي مفجع . من يتحمل مأساة موت هؤلاء ؟ ماهو ذنبهم ؟ هل ذنبهم إنهم أرادوا أن يعيشوا مثل البشر بعد أن يأسوا من حياة الفقر والذل والعبودية في بلدانهم ؟ في سواحل البحر المتوسط مئات القوارب الناقلة للهاربين تحاول يومياً إيجاد منفذ لجوء إلى الدول الأوربية ، في الحدود المكسيكية الأمريكية يتجمع الملايين من مختلف بقاع الأرض ( نساء ورجال وأطفال وعجزة و معاقيين ) لعلهم ينالون مبتغاهم في الحصول على اللجوء إلى أمريكا يسهرون اياماً وأسابيع وأشهر وسنين مفترشين الأرض ولا يغادرون الحدود ، ماكثين ليلاً ونهارا ، لقد سئموا الكذب والفساد والظلم ، أتوا هاربين من دول امريكا اللاتينية ، من الدول الأفريقية ، من الدول الإسلامية ، من دول العالم الثالث المغضوب عليهم ، لو كانت بلدانهم فيها حظ ما هربوا منها . إعلامنا وصحفيينا وكتابنا وقنواتنا التلفزيونية يمجدون بشكل متواصل بأنظمة الحكم عندنا ويتهجمون على اوربا وأمريكا وعلى العالم الغربي كله وعندما تحيين الفرصة هم أنفسهم يهربون اليها ، حتى لو توفرت الفرصة يهربون إلى إسرائيل التي يسبونها ليل نهار . هل جبلت مجتمعاتنا على قول الزور وقول الكذب ؟ والله لم نتعلم منهم غير الكذب ، لماذا الناس لا يهربون إلى دول الجوار الإسلامي او اللاتيني أو الأفريقي؟ لماذا لا يهربون إلى افغانستان قلعة الإسلام التي هزمت أمريكا كما يقولون ؟ يذهبون للمهزوم ولا يذهبون للمنتصر ، لأنهم يعرفون جيداً بأن الأسوأ سينتظرهم أن فكروا باللجوء إلى هذه الدول ، ماذا يعني أن الهارب يفضل الموت على البقاء في بلده ؟ إلا يعني ذلك بأنهم لم يكونوا أحياءاً أصلاً . بماذا نتباهى أمام دول الكفر ؟ لقد فهمنا تفوّقهم التكنلوجي وفهمنا تفوقهم العلمي والرياضي والفني والعسكري ، وها هو تفوقهم الإنساني يضاف فوق كل ذلك . هل سمعتم أوربي أو أمريكي يلجأ لدولنا ؟ رغم أن دولنا ستمنحه إمتيازات رهيبة وكثيرة ، لكنه لا يفعل . الجميل في هذه الفعاليات المحزنة ترى قادتنا يصرون على تصدير أفكارنا وطريقة عيشنا ومفاهيمنا إلى دول أوربا وأمريكا وأستراليا وكندا … والأكثر من ذلك أن طالبي اللجوء الهاربين من بلدانهم بعد أن يحصلون على اللجوء وتستقر أوضاعهم وتشبع بطونهم من المساعدات والصدقات يبدأون بالسعي لنقل أفكار بلدانهم لهذا العالم المتقدم . والسر وراء ذلك السعي هو إنهم غسلت أدمغتهم بشكل كلي ومنذ الطفولة ، وهذا الغسيل لابد أن يظهر تأثيره يوماً ما بعدما تستقر النفوس وتشبع البطون بعدها يبدأ التلاعب بالذيل ، ولكنهم لا يدرون بأنهم مغسولون الأدمغة بل يدرون بأنهم أكتشفوا بأن العالم الغربي تنقصه طريقتنا بالعيش ، تناقضات غريبة وعجيبة ليس لها تفسير .