تجمع إيران الحرة ألقم النظام الايراني حجرا- محمد حسين المياحي

 

في وقت يبذل النظام الايراني فيه أقصى ما في وسعه من أجل تحسين أوضاعه والعمل على مواجهة الازمة الخانقة التي يواجهها والتخفيف من آثارها وتداعياتها، وفي وقت لازال النظام فيه يعاني کثثەرا من جراء مصرع ابراهيم رئيسي الذي کان ينظر إليه بإعتباره منقذ النظام من الازمة والاوضاع المزرية التي يواجهها، فإن إقامة تجمع إيران الحرة 2024 خلال الايام 29 يونيو الى 1 يوليو2024، قد کان للنظام الايراني بمثابة ضربة في الصميم.

النظام الايراني وهو يقوم ببذل الجهود الحثيثة من أجل إنجاح إنتخابات الرئاسة الصورية بعد مصرع رئيسي، فقد جاء هذا التجمع ليکشف للشعب الايراني وللعالم أجمع کذب وزيف هذه الانتخابات ومن إنها لايمکن أن تغير من الواقع الوخيم شيئا ذلك إن هذا النظام مبني على نهج قمعي إستبدادي ليس بإمکان أي رئيس أن يغيره وإنما يکون مجرد دمية في خدمته کما کان الحال مع ابراهيم رئيسي، والذي أصاب النظام بالصدمة هو تلك التظاهرة الکبرى التي قام بها عشرات الالاف من الايرانيين في العاصمة الالمانية برلين عشية اليوم الاول لتمع إيران الحرة، وأعلنوا فيها رفضهم الکامل للإنتخابات وللنظام وإصرارهم على مواصلة النضال حتى إسقاطه، والذي صدم النظام أکثر وحتى ألقمه حجرا إن السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية قد قالت في کلمتها أمام تجمع إيران الحرة فيما يتعلق بهذه الانتخابات:” “الانتخابات المزيفة هي نتيجة المأزق والإخفاقات الكبيرة التي حلت بالنظام الإيراني، لأن الشعب الإيراني أعلن مرارا وتكرارا بوضوح أن تصويتنا هو لإسقاط النظام، لا مكان للانتخابات في هذا النظام، حان وقت الثورة”، وهذا الکلام خطير وحساس جدا لأنه يعبر قلبا وقالبا عن صوت وإرادة الشعب الايراني ويجسده أيما تجسيد.

تجمع إيران الحرة 2024، إضافة الى فضحه وکشفه لزيف وصورية إنتخابات الرئاسة ومن إنها لاتعبر عن الشعب الايراني أبدا، فإنه وفي نفس الوقت فإن جلسة اليوم الثالث من هذا التجمع والذي کان مخصصا لتسليط الاضواء على الجرائم والمجازر والانتهاکات التي قام بها هذا النظام طوال ال45 عاما المنصرمة، قد أعادت الى الاذهان صورة الوجه البشع لهذا النظام ولاسيما مجازره وجرائمه التي إرتکبها بحق أبناء الشعب الايراني عموما وبحق المعارضين السياسيين في عام 1988، من خلال مجزرة صيف ذلك العام والذي أعدم فيه قرابة 30 ألفا من السجناء السياسيين لمجرد کونهم منتمين لمنظمة مجاهدي خلق خصوصا وإن الذين شارکوا في هذه الجلسة کانوا رجال مختصون بالقانون الدولي وبجرائم الابادة الجمعية والجرائم ضد الانسانية ومن دون شك فإن النظام الايراني لايحسد أبدا على الوضع الذي آله إليه من جراء التجمع عموما وجلسة اليوم الثالث خصوصا.