في الكثير من المراحل لم تعارض الحكومات العراقية المتعاقبة على الاعتراف بالحق الكوردي في العراق بشرط التنازل عن كركوك و عدم ضمها الى كوردستان و لكن القوى الكوردية رفضت ذلك رفضا قاطعا و أختاروا لها مسميات براقة من أن كركوك قلب كوردستان أو كركوك قدس كوردستان و ماشابه ذلك من المسميات التي تم زرعوها في عقول الكورد الصغير منهم و حتى الكبير و هم مستمرن في هذه السياسة.
القوى الكوردية قبل سقوط صدام و حتى بعد سقوطة بفترة رفضوا جميع الحلول بصدد القضية الكوردية في العراق ما لم تكن كركوك ضمن المناطق الكوردية و بسبب السياسة التي فرضوها على أنفسهم و على الكورد قامت العديد من الحروب و تعرض الكورد الى الانفالات و الى الكيمياوي. و أبتعدت القوى السياسة الكوردية كل البعد عن الواقعية في التفكير و التعامل و أتخذوا من سياسة (أما كركوك أو لا شئ) مسارا يمشون عليه الى اخر يوم في تأريخ الكورد.
الان و بعد سقوط صدام حسين و بعد تثبيت كوردستان كأقليم فدرالي في الدستور العراقي و تقبل ذلك الاقليم دوليا. نرى القوى الكوردية في أقليم كوردستان قد تنازلوا بشكل غير مباشر عن كركوك و باتوا حتى لا يطالبون بأجراء أستفتاء حول ضمها الى أقليم كوردستان لا بل حتى أدارتها لم تعد تحت الادارة الكوردية و الصمت بات سيد الموقف حول كركوك و صار حالها حال الموصل أو تكريت حيث فيها الاحزاب الكوردية و لكن جميع المناطق الكوردستانية خارج الاقليم بقت خارجها لا بل تابعة بشكل رسمي الى المحافظات و ليس أقليم كوردستان و بدلا من أن تقوم القوى الكوردية بتطبيق أو حتى المطالبة بتطبيق المواد الدستورية الخاصة بالاراضي الكوردستانية خارج الاقليم فأنهم باتوا يطالبون بالرواتب التي صارت الشغل الشاغل للشارع الكوردستاني و للقوى الكوردستانية. لو كان الكورد قد قبلوا بهذا سنة 1974 لكانوا قد تجنبوا الكثير من الويلات و لكنهم يقبلون بها ضمنا الان.
السياسات الكوردية بعيدة كل البعد عن الواقعية و الظروف الموضوعية و العواطف هي الغالبة على الكورد فهم كما يصفهم اعداء الكورد ذوي عقل متحجر و لديهم خط واحد و سياسة واضحة معورفة لدى الاصدقاء و المحتلين. تحليل الظروف و الاستناد على الممكنات غير موجود في السياسة الكوردية على الرغم من أنهم ملتزمون بسياسة الامر الواقع و بالمد و الجزر الدولي و العالمي. أي أنهم جزء من الموجة شاؤوا أم أبوا و الشعارات البراقية التي يرفعونها هي دوما حبر على ورق، و مع علمهم بهذا فأنهم لا يقودون قاربهم خلال الموجة كي تصل الى كوردستان و ليس الى بغداد أو دمشق أو أسطنبول أو طهران.
بعد سنة 2016 و هزيمة الاستفتاء و ما تلتها من هزمية في كركوك و باقي الاراضي الكوردستانية خارج الاقليم و أعادة كركوك الى حضن العراق و أخراج البيشمركة منها بأتفاقات مشينة، بعدها نرى القوى الكوردية في أقليم كوردستان تلتزم الصمت حول جميع الاراضي الكوردستانية خارج الاقليم و بالاخص حول كركوك التي كانت قلب و قدس كوردستان. و هذا يعني بأن هذه القوى باتت تتقبل أقليم كوردستان بحدودة الحالية. و هناك مخاطر من أن ينقسم الاقليم أيضا الى أدارتين أحداهما في السليمانية و حلبجة و الاخرى في أربيل و دهوك فالعلاقات بين القوى الكوردية ليست في المكان الصحيح. هنا نرى أن هناك هجمه بغدادية و مخطط بغدادي على الاقليم على الرغم من الخلافات بين القوى العربية و ليست هناك هجمة كوردية لأعادة المناطق الكوردستانية. هذا الانحسار هي نتيجة التعامل الكوردي العاطفي بقضيتة.
سياسة الارض مقابل السلام، سياسة الخطوة خطوة، سياسة أما الموت و أما كوردستان، سياسة الخطوط الحمراء، سياسة القيادة بركوب الموجة، سياسة النضال المشرف حتى التحرير، سياسة التوحد و حتى سياسة التمسكن حتى تتمكن، سياسة التركيز على جزء من كوردستان كخطوة أولى، سياسة حتى معاداة القوى الكوردية لبعضها و لكن من خلال أتفاق أستراتيجي بين القوى الكوردستانية تحت اشراف مؤسسة كوردستانية فيها الاقتتال الكوردي الكوردي محرم، سياسة رفض العمالة للمحتلين بأي شكل من الاشكال، سياسة عدم التضحية بالكل من أجل الجزء و العديد من السياسات الاخرى لا يلتزم بها الكورد و لا يستخدمون أي منها بشكلة الصحيح بل لديهم السياسة ( الشوربة) أو ( الخليط) فهم يستخدمون جميع تلك السياسات في نفس الوقت و نتيجتها التضحية بكل كوردسنتان من أجل مدينة أو قرية ، و التحول الى عميل لأي دولة كانت أو معادات جميع الدول و العالم ، الى أن تتحول الى أداة بيد الدول المحتلة، الى أن تكون مستعدا أن تذهب الى بغداد من أجل أعادة تشكيل حكومة عراقية قوية كي ترفض عودة الاراضي الكوردستانية الى حضن كوردستان، الى أن تستقبل جيوش المحتلين كي يحتلوا كركوك أو اي ارض كوردستانية أخرى.
من هنا نستنتج أن القوى الكوردية فشلت في تحرير قلب و قدس كوردستان و فشلوا حتى في عمالتهم للمحتلين. و لكن يجب الاعتراف أن القوى الكوردستانية نجحوا و بأمتياز في معادات بعضهم البعض و في رسم سياسات و خطط محكمة من أجل أفشال بعضهم البعض و ايقاع بعضهم البعض في الفخوخ و دفع بعضهم البعض الى العمالة من أجل البقاء. و لا يخفى على أحد الاقتتالات الكوردية الكوردية و الحصارات الكوردية الكوردية.
لدى القوى الكوردية الفوز بأسم قائد أو رئيس كوردستان أكبر من تحرير كوردستان نفسها بعكس ما قالة الرئيس الامريكي جون بايدن عندما انسحب من سباق الرئاسة حيث قال: أمريكا أولا و مصلحة شعبي أولى من منصب الرئاسة. بينما القوى الكوردية و حتى قبل تحرير كوردستان و قبل حتى أستقلال مدينة واحدة من كوردستان يعادون بعضهم البعض من أجل الفوز بمنصب قائد كوردستان. افلحت القوى الكوردية في هذا و لكنها لم تفلح في استقلال و لو قرية كوردية و نقول أستقلال و ليس أدارة فدرالية أو ذاتية فهذه قد تزول بزوال أنظمة الحكم في الدول المحتلة لكوردستان بينما الاستقلال المعترف به باق.
أحسنت تحلیلا للسیاسات الكوردیة التی لم تعد تخفی علی أحد، فالموضوع لا یتعدی كون القیادات الكوردیة ماهی إلا إفراز للكفاح المسلح وهم بذلك أشخاص غیر صالحین لقیادة شعب كوردستان فی مرحلة السلم والدبلوماسیة أی السیاسة حسب تعریفها العلمی الصحیح بكونها “فن الممكنات”. إنها قیادة شكاكة ببعضها البعض وذات شخصیة ضعیفة تشعر بعقدة النقص وعدم الثقة بالنفس أو بالكرامة أو بالشعب أو بالوطن، بل تجید فن العمالة للأعداء والعداوة ضد كل من لا یعبدها من الأهل والأقرباء. ولذلك تتمیز هذه المرحلة من تأریخ شعبنا بسیادة الفساد والعمالة والإحتفاظ بالسلطة علی حساب جمیع القیم الأصیلة للشعب الذی یمر فی مرحلة “التطورالإجتماعی السریع” المعروف لدی جمیع الشعوب التی تتحول من مجتمع جماعی مقفل إلی مجتمع فردی منفتح. فللشباب الواعی دور تأریخی كی یستلم السلطة بطرق سلمیة ناضجة بعیدة عن التحزب والعنف بل بالإلتزام بالعلم والثقافة والثقة بالنفس وقبول الرأی المخالف والتعددیة التی هی جمیعها من صفات الشخصیة السلیمة التی تتمیز بها ثورة الشباب الذی بدوره یتجه نحو إستلام القیادة وهو أهل لها.
الاخ الدكتور عبدالباقي المحترم
شكرا على مرورك الكريم و تعقيبك القيم حول الموضوع.. و أتقف معك بأن الفساد و قيمها باتت السائدة أكثر من الوطنية و العدالة الاجتماعية و معادات المحسوبية. و بهذا تكون السلطة قد استطاعت السيطرة حتى على عقول الكثيرين.
تقبل أحترامي
أخوكم هشام عقراوي
لو كنت انت رئيسا للاقليم في نفس الظروف التاريخية التي مر بها الإقليم ومعك القانون الدستوري العراقي المرقم 140 الخاص بكركوك وشبيهاتها من المناطق التي عرفت بالمتنازعة عليها، ماذا كنت تفعل؟
الاخ قاسم المحترم
شكرا على سؤالك، مع علمي بأن حتى لو ليست بالمعقولة بصددي، و لكن ردي هو أنني لم أكن سأقبل بأقليم فدرالي دون أن تكون محافظة كركوك من ضمنها منذ البداية أي عند كتابة الدستور العراقي و التصوبت علية، أقليم كوردستان كان يجب أن يتكون من أربيل، السلميانية، كركوك و دهوك و بعكسها كنت سأرجع الى كوردستان و اترك بغداد و خاصة عندها كانت أمريكا و التحالف هم المسيطرون. و كنت سوف لم و لن أسمع حتى كلام أمريكا بهذا الصدد. الكورد و القيادات الكوردية كانت لديهم تجربة البارزاني الاب و التي فيها لم يقبل بالحكم الذاتي أذا لم تكن كركوك ضمنها حيث أنه كان يدرك لو لم تكن كركوك ضمن قانون الحكم الذاتي فأنها سوف لم تعود بعد الحكم الذاتي.
أشكرك مرة أخرى
أخوكم
هشام
شكرا على الرد الذي اقنعني بالحجة الواقعية المعقولة التي استندت اليه حين اعدت بالقضية الى الايام الأولى من سقوط النظام الصدامي. فعلا كان زعماء الكورد رومانسيون حين صدقوا وعود زعماء الاحزاب الشيعية بانهم سيتفقوا مع الكورد على ضم كركوك الى الاقليم بخطوات قانونية بحسب القانون الدستوري المرقم 140 في الدستور العراقي الجديد. الخداع بدأ اعتبارا منذ اليوم الأول من كتابة ذلك القانون و تم اهماله تماما، ولم يستطع زعماء الحزبين حدك و اوك ان يفعلوا شيئا إزاء ذلك غير الانتظار والانتظار ان تأتي حكومة في المركز توافق على تطبيق مراحل القانون 140.
مع الود والاحترام
** من ألأخر …؟
١: علة الكورد كانت ولازالت قادتهم إذ لا زالو يعيشون في جلباب الحزب أو العشيرة وليس الدولة المستقبلية أو الأمة وكفينا قادة اليكتي والديمقراطي نموذجا ، وكأن الشعب الكوردي الملايين قد خلا من قادة مخلصين أو سياسيين مخضرميين؟
٢: جريمة قادة الحزبين أنهم شاركو خونة العراق ليس فقط فسادتهم بل وحتى إجرامهم بحق الشعب العراقي ، والكارثة ألاكبر أنهم لا زالو على هذا النهج مستمرين معتقدين أن كل الشعب العراقي ساذج أو مغفل ، ناسين أن الساذج والمغفل من يعتقد أنه قادر على أن يجتني من الشوك عنب أو من العوسج تين ، سلام ؟
تحية طيبة
ومع ذلك فنحن نجد عموم الكورد مشتاقون جداً للكوردايةتي والكثير منهم (مسلمين وئيزديين) مستعدون جداً لنبذ دينهم نهائياً في سبيل كورديته فما تعليل ذلك؟
كان لنا سمينار في 17 تموز الجاري حول نضال الكورد في أواخر العهد العثماني كنت أتمنى الإطلاع عليه. إنهم كانوا كورداً ولا يزالون نفس الكورد, لكنهم يسيرون في الإتجاه الخطأ دائماً , أما التعلم من أخطاء الماضي فهذا لم ولن يحدث بين الكورد أبداً حتى لو وقع في نفس الحفرة مئة مرة , هل إختلف ضياع كركوك عن أحداث 1996 في شيء؟ لا أبداً . وشكراً
الاستاذ حاجي علو المحترم
شكرا على مرورك الكريم، بأعتقادي أن الكوردايتي لدى الكورد لم تصل بعد الى حدود الوطنية الكاملة. مبدأ بسيط من مبادئ الكورداتي التي هي مبادئ قومية في أساسها لم تتعدى لحد الان الحدود التي رسمتها الدول المحتلة. حيث تم تقسيم الكوردايتي أيضا الى كوردايتي كوردستاني عراقي و سوري و تركي و ايراني و هذا بحد ذاته ضد مبدأ الكوردايتي الذي يجب أن يشمل كوردستان الكبرى و الكورد أينما كانوا. أما تحويل الكوردايتي الى فكر كوردستاني يحتوي جميع القوميات و الطوائف التي تتواجد في كوردستان فنحن بعيدون عنها كثيرا. الكورداتي الموجودة مبنية على العواطف و بتم استغلالها حسب الوضع و المصالح من قبل القوى السياسة الكوردية. هل أنت كوردي أولا أو مسلم ؟؟ هل أنت كوردي أولا أو أيزدي؟ هل أنت كوردستاني أولا او مسيحي؟ كل هذه الاسئلة هي ليست بالايجاب من قبل حتى 50% من هذه القوميات و الفئات. لذا لا أتفق مع حضرتكم بأن المسلمون و الايزديون الكورد مستعدون لنبذ دينهم نهائيا من أجل فكرة القومي. نعم هي أمنية القوميين الكورد وبعض الفئات المثقفه و لكنها لم تتحول الى واقع.
الا تتفق معي أن الحرب الوحيدة بين القومية العربية هي حرب صدام و الكويت و ليست هناك حرب تركية و لا فارسية, بينما القتال الكوردي الكوردي فحدث و لا حرج. و هذا يعني أننا لم نصل حتى الى مستوى قوميات الدول التي تحتل كوردستان في فكرنا القومي المتمثل بالكوردايتي.
لك مني كل المحبة
أخوكم
هشام عقراوي
تحية طيبة
كلامك صحيح لكن الكورد لا يفهمون مصلحة حليفهم وماذا يريد منهم لقاء الوقوف إلى جانبهم ودعمهم , ألم تر الشاه كيف خلق ثورة أيلول بدعم غير محدود وفي النها ية وفي خمس دقائق رفض الكورد كل طموحاته…….. فسد عليهم الباب وماتوا في الداخل, ونفس الشيء تكرر مع بوش الإبن وكانت النتيجة أسوأ وهكذا سيكون الكورد إلى الأبد