البارتي.. بحر كبير من المفاهيم النضالية تأسس ليسقي اجيالا واجيال بمفاهيم الحرية والعدالة- لؤي فرنسيس

((اعتذر عن الاطالة فهذا الكيان الثوري المدافع عن الحق والعدل يحتاج الى شرح مفصل ليعرفه الجميع … مع اني على علم ويقين باني لا استطيع ان افي جزء صغير من ما يستحق))

*********** بمناسبة احتفالنا بالذكرى الثامنة  والسبعين لتاسيس حزبنا الحزب الديمقراطي الكوردستاني في السادس عشر من اب 1946 والذي يعتبر أهم وأبرز محطة نضالية في مسيرة نضال شعبنا الكوردي والكوردستاني من أجل رفع الظلم والقهر عنه وانتزاع حقوقه القومية المشروعة وبذلك نتوجه بالتهنئة الخالصة لسيادة الرئيس مسعود بارزاني بميلاده الثامن والسبعين الذي صادف مع يوم تاسيس حزبنا المناضل ، هذا القائد الزعيم الذي استطاع بشجاعة وحنكة لا متناهية ان يقود الحزب في اصعب المراحل ويجعل منه مؤسسة كبيرة محبة بارزة في المجتمع الكوردستاني والعراقي والعالمي .. كما اهنيء جميع الاخوة المناضلين في قيادة البارتي كما الاخوة في مكتب تنظيم نينوى واخص منهم عضو المكتب السياسي الاستاذ الكبير نوزاد هادي والاستاذ مسؤول فرع 14 علي خليل وجميع الاخوة في مكتب تنظيم نينوى وفرع 14 كما لا انسى جميع من عملوا داخل الفرع منذ تاسيسه في  2003 من الذين استطاعوا بهمة كبيرة ان يوحدوا صفوف نينوى بمختلف مشاربها ويعززوا الاخوة بين جميع مكوناتها عربا وكوردا ومسيحيين كلدانا اشوريين سريان وايزدية وشبك وكاكئية دون فرق او تمييز  كما جميع الرجال المتنورين الذين أسسوا هذا الحزب الكبير الذي شكل نقطة تحول ومنعطف سياسي بارز في مسيرة النضال التاريخية لكوردستان، فبعد فترة قصيرة من تاسيسه توسعت قاعدته الجماهيرية حتى شملت كل مدينة وبلدة وقرية في كوردستان العراق والمناطق خارج ادارة الاقليم وبعض الدول الاقليمية كايران وتركيا وسوريا، وهذا ما أدخل الرعب في نفوس الشوفينيين والمتعصبين والخصوم داخل كوردستان وخارجها .

وفي ذكرى ميلاده الثامنة والسبعين نقول عن هذا الكيان السياسي النقي الذي كسر جميع الحواجز والمعوقات العسكرية والسياسية والاجتماعية التي وضعها الخصوم والمنافسين والاعداء الشوفينيين امامه منذ يوم تاسيسه، لمعرفتهم وعلمهم اليقين بان البارتي هو الحزب الجماهيري الاول للكورد والكوردستانيين، ويختلف عن الاحزاب الاخرى بجوهره النظيف ونهجه المعتدل القويم ويعمل من اجل كوردستان حرة مزدهرة وعراق ديمقراطي فدرالي حر ذو سيادة بعيدا عن التدخلات الاقليمية كافة .

لقد  تأسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني من خلال توحيد افكار وتيارات سياسية كوردية لها نفس التوجه الايديولوجي في طلب الحرية والاستقلال، فالاحزاب هيوا ورزكاري وشورش كانوا ذو توجه قومي ولكن نفوذهم وعملهم ونشاطهم كان محدودا انذاك وقد شارك معهم في المؤتمر التاسيسي للحزب شخصيات قومية سياسية وتيارات اخرى منها عشائرية واخرى ليبرالية وجميعهم اتفقوا على انتخاب البارزاني الخالد رئيسا للحزب في السادس عشر من اب 1946 بالعاصمة العراقية بغداد، كما اتفقوا جميعهم على وضع حد للتفرقة الكوردية بنهج وحدوي شامل لكوردستان، وانهاء الظلم الذي وقع عليهم دوليا والمتمثل باتفاقية سايكس بيكو ذات الشأن السيء بتقسيم كوردستان والتي مازلنا الى يومنا هذا ندفع ثمن ذلك الظلم باهضا، اما اقليميا فكان تاسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني  لرد ظلم الحكومات الدكتاتورية التي تم تقسيم كوردستان على دولها المتوحد ضد اي نشاط  سياسي كوردي في المنطقة خوفا من قيام امبراطورية كوردية مستقبلية بحدود ادارية تقود الشرق الاوسط، وما كان تشكيل حلف بغداد في خمسينيات القرن الماضي وتحديدا سنة 1955 الا محاولة اقليمية كبرى لطمس الحلم الكوردي والكوردستاني، كونه كان يشمل العراق وايران وتركيا بالاضافة الى باكستان وبريطانيا، وكان الحلف في ظاهره ضد المد الشيوعي بالمنطقة وتم استغلاله من قبل العراق وتركيا وايران لضرب اي تحرك او نشاط  كوردي قومي فيها .

بلا شك فان مسيرة الحزب الديمقراطي الكوردستاني كانت مسيرة ثورية يسارية في بقعة جغرافية صعبة التضاريس خدمت التوجه الثوري والكفاح المسلح، فثورة ايلول الوطنية بقوتها وفكرها المستنبط من فكر رئيس الحزب ومؤسسه البارزاني الخالد استطاعت ان تجبر اقوى نظام دكتاتوري سلطوي، بان يرذخ لمطالب الشعب الكوردي والكوردستاني بعد كفاح مسلح دام تسعة سنوات اجبر النظام في بغداد ان يعلن اتفاقه الكامل للمطالب الكوردستانية حينها باتفاقية 11 اذار 1970 والتي اجبرت الحكومة العراقية بان تعترف بالوجود الكوردي كثاني قومية عراقية ومنحت حق تعليم اللغة الكوردية ومنحت الحكم الذاتي للكورد كاول انجاز تاريخي حققه الحزب الديمقراطي الكوردستاني منذ نضاله وثورته المباركة وامتدت بعدها الثورات والنضالات التي حققت الانجازات والمكتسبات.

الحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد مؤتمره الثالث الذي عقد في كركوك في السادس عشر من كانون الثاني 1953 تغيرت فيه الكثير من المفاهيم السياسية ايجابيا بما يخدم المصلحة العامة لكوردستان فتغير اسم البارتي من الحزب الديمقراطي الكوردي الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني ادراكا من قيادته بان اخوانهم من القوميات الاخرى في كوردستان هم شركاء حقيقيون، كما بسبب ان البارتي لم يكن يوما حزبا كورديا قوميا متعصبا بل هو حزب جماهيري يضم بثنايا طياته جميع القوميات والمذاهب والاديان ويأوي المضطهدين السياسيين والاحرار ويدعمهم ويساعدهم.

وفي المؤتمر الثالث ايضا وبقرار من رئيس الحزب، البارزاني الخالد، تم الاعتماد على الشباب والطلبة واعطاء دور للمرأة من خلال تأسيس اتحادات نسوية وشبابية وطلابية وهيئات للمعلمين، داعمة ومساندة للنهج القويم للبارتي.

 الحزب الديمقراطي الكوردستاني قوة عسكرية متدربة ومؤمنة بحق تقرير المصير لهذا الشعب ولدت من مخاضات الشعب الكوردستاني العسيرة في الظلم الذي لاقاه على مدى التاريخ “تسمى الپێشمه‌رگة” وتمثل الپێشمه‌رگة جميع العشائر والبيوتات والعوائل الكوردستانية بمختلف اديانها ومعتقداتها وقومياتها ومذاهبها ففيها الكوردي والمسيحي والعربي والايزيدي والتركماني والشبكي والكاكئي، وهؤلاء جميعهم سالت دمائهم وسقت ارض كوردستان واشجارها لتثمر اجيالا جديدة تجدد العهد والوفاء لكوردستان.

 فقوات الپێشمه‌رگة  خليط مختلط من كوردستان مصغرة وهي مؤمنة الى حد الفداء بقضية تقرير مصير كوردستان ويقع على عاتقها حماية كوردستان من كل خطر، حيث استلمت زمام الامور والقيادة في الثورات المباركة وفي الانتفاضة الاذارية وضد داعش الارهابي المجرم على خط 1050 كيلومتر،  فبعد الانتفاضة الاذارية المباركة عام 1991 وحصول كوردستان الجنوبية على فسحة صغيرة من الاستقلال الذاتي  استطاع الحزب الديمقراطي الكوردستاني  منذ اول انتخابات في كوردستان عام 1992 ان يشكل حكومة وبرلمان في الاقليم ليحقق اكبر انجازات ومكتسبات للاقليم .

اما بعد 2003 والتغيير الحاصل في العراق حيث فاز الحزب الديمقراطي الكوردستاني بجدارة بجميع الانتخابات الكوردستانية والعراقية التي اجريت بفضل حكمة قيادته والتفاف الجماهير حوله .

وفي حربه ضد داعش الارهابي قدمت بيشمركته الاف الشهداء والجرحى، وملحمة تحرير تللسقف وشنكال وبعشيقة والملاحم الاخرى هي قصص واقعية حقيقية تعتبر خير دليل على تلك البطولات والملاحم.

بلا شك وبشهادة الغريب قبل الصديق اعتبر الحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد 2003 عصى التوازن لحل جميع الاختلافات العراقية بفكر وحكمة رئيسه سيادة الزعيم مسعود بارزاني، هذا القائد الذي تراه حاضرا في جميع محافل السياسة العراقية ليعدل المسارات الملتوية في المسيرة السياسية العراقية وينصف المظلومين ويعمل على ارجاع الحق لاصحابه بالطرق الدبلوماسية .

حارب الحزب الديمقراطي الكوردستاني ضد داعش الارهابي المجرم على خطين متوازيين الخط الاول معروف من خلال پێشمه‌رگته الابطال على خطوط الجبهات وسطروا اروع ملاحم البطولة خلال الاعوام الخمس الماضية،  اما الخط الثاني فكان يحارب فكر داعش الارهابي من خلال اقلام كوادره ومؤسساته الاعلامية ورجاله من خريجي معهد الكوادر الخاص بالحزب بالندوات والمؤتمرات والتوجيهات القيادية .

الديمقراطي الكوردستاني وبتنفيذ ورعاية واشراف قائده سيادة الزعيم مسعود بارزاني في الخامس والعشرين من ايلول 2017 حقق الانجاز الكبير لكوردستان باعلانه عن الاستفتاء العام لتقرير المصير للشعب الكوردي والكوردستاني بافضل رسالة حضارية الى العالم المتمدن في حق الشعوب بالاستقلال .

وكانت نتائج الاستفتاء الضربة القاتلة لجميع الاعداء الذين راهنوا على فشله وعندما جاءت نتائج الريفراندوم ناجحة فوق الامتياز دفع بالمراهنين على فشله بان يجيشوا الجيوش ويدفعوا بترساناتهم العسكرية ودباباتهم وحشودهم لاسقاط  كوردستان، لكن كوردستان تحت ظل البارتي وپێشمه‌رگته وجماهيره الابية يبقى شامخا في القمة دائما .

فوز الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الانتخابات البرلمانية العراقية ومشاركته بالحكومة الاتحادية وتفاوضه مع الحكومة الاتحادية بقوة تواجده في البرلمان والحكومة كان رسالة الى جميع الخصوم والاعداء بان الديمقراطي الكوردستاني كلما جاءته مصيبة، وازداد تكالب المبغضين والشوفينيين عليه يزداد قوة وجماهيرية،

اما بالنسبة لفوزه الساحق في الانتخابات البرلمانية  لكوردستان والاتفاق مع جميع الاحزاب والتيارات الفائزة وتشكيل حكومة كوردستانية توافقية تمثل جميع اطياف كوردستان فيعطي رسالة اخرى مفادها “البارتي يبقى ثابتا على مبادئه دون تغيير قيد انملة خصوصا بموضوع الوحدة الداخلية لكوردستان”.  وكانت هاتان الرسالتان اكثر مايغيض اعدائه ، واليوم نحن مقبلين على انتخابات برلمانية كوردستانية ضمن القائة 190 والتي بعون الله سوف تكون سيفا بتارا ضد اعدائه في الداخل والخارج .

من المؤكد وغير قابل للشك ومن خلال اطلاعنا العميق على تصريحات رؤساء وسفراء غالبية دول العالم الذين يؤكدون على الاحترام الكبير والتقدير العالي لرئيس الحزب “سيادة الزعيم مسعود بارزاني” ولجميع كوادره القيادية كون الحزب يسير وفق النهج الديمقراطي المسالم والمتحرر ويطالب بحقوق شعبه وفق المواثيق الدولية وبنود حقوق الانسان الواردة في المواثيق التي اصدرتها  المنظمات الدولية، ويعطي للمرأة والطفل حقوقهما كاملة، كما يضمن حقوق القوميات والمكونات الصغيرة اسوة بالغالبية، ويكفل حق التعبير عن الراي ضمن نظامه الداخلي ومنهاجه القويمة ويعتمد الكفاءة والاكاديمية في تحقيق المناصب ضمن النطاق الهرمي في قيادة الحزب ويرفض جميع انواع التمييز بين البشر .

في الختام يعتبر الديمقراطي الكوردستاني من اكثر الاحزاب (ربما عالميا)  يمتلك كوادر شابة مع ان عمره 78 عاما وهذا يدل على التجدد والانفتاح ومسايرة التطورات الحاصلة في العالم بجميع المستويات ومختلف الاختصاصات …….

والخلاصة فالبارتي لغة حق لايعرف الباطل وهو درع لمناصريه ودوما في محل الدفاع من اجل السلام والتعايش .

المجد والخلود للبارزاني الخالد وادريس الفقيد  في هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا

تحية لمناضلي البارتي في كل بقاع العالم ولجميع المناضلين من اجل حقوق شعوبهم.

تحية عز وافتخار لارواح شهداء الپێشمه‌رگة والحزب الابطال وشهداء الحرية جميعا.