تمر علينا هذه الأيام ذكرى انعطافة كبرى في مسيرة حركة التحرر الكوردستاني وصفحة ناصعة مهمة في التأريخ الكوردي المعاصر، الا وهي الذكرى (78) لتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني على يد الأب الروحي مصطفى بارزاني ورفاقه المناضلين من الرعيل الأول.
لم يكن تشكيل الحزب كما يدعي البعض ردة فعل على الإحباط الذي خيم على الأمة الكوردستانية بعد انهيار جمهورية كوردستان في مهاباد بفعل مؤامرة اقليمية دولية ، وانما جاء بعد دراسة مستفيضة لمتطلبات مرحلة ما بعد الجمهورية،وتداعيات الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والأتحاد السوفيتي السابق التي القت بظلالها على مجمل الأوضاع والأحداث الأقليمية و الدولية.
حدد الحزب منذ أن عقد مؤتمره الأول في بغداد في 16/8/1946 اهدافه العامة وستراتيجيته طويلة الأمد في الدفاع عن القضية القومية وتحقيق الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لشعب كوردستان عبر النضال السلمي والحوار الحضاري البناء مع الدولة المركزية ونبذ العنف بوصفه وسيلة لنيل اهدافه، والنقطة المهمة التي لابد من الإشارة اليها وهي ان الكفاح المسلح الذي اتخذه الحزب في اداةً للردع كان مفروضاً عليه من الطرف الآخر ولم يبادر الحزب على مدى عقود من النضال باللجوء الى السلاح الا للدفاع عن النفس.
كما حدد الحزب في المؤتمر الأول موقفه من الحركات السياسية في اجزاء كوردستان الأخرى، مؤكداً ضرورة التواصل والتحاور والتشاور المستمرلأتخاذ القرارات المصيرية في كل جزء من الوطن المقسم وفق اتفاقية سايكس بيكو (1916) و وفقاً لظروف كل جزء نظراً لحساسية القضية وضرورات التعامل مع الأنظمة في المنطقة التي تختلف مع بعضها ، وتتفق معاً لقمع الشعب الكوردي و وأد تطلعاته المشروعة في بناء كيانه في المنطقة.
وعلى مستوى المنطقة والعالم حدد الحزب مواقفه الثابتة في نشر روح التآخي والتعايش السلمي بين الشعوب والدفاع عن نضال وقضاياها العادلة في الشرق الأوسط والعالم، لا سيما موقفه الثابت من قضية الشعب الفلسطيني ببناء دولته المستقلة على ارضه.
و وفقا لمتطلبات كل مرحلة، جدد الحزب اساليبه النضالية وادواته لنيل اهدافه النبيلة، فبعد ان حدد اولوياته واهدافه في المؤتمر الأول لغرض تحقيق الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان،استمر الحزب على نهجه مع تغيير اسلوب النضال بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار الأتحاد السوفيتي وظهور قوى عالمية جديدة لمنافسة الولايات المتحدة،حيث اتخذ قراره بعد انتصار الأنتفاضة الشعبية في ربيع عام 1990 بتشكيل اول برلمان وحكومة اقليمية والتعامل مع الحكومة العراقية على اساس النظام الفدرالي بقرار من قبل برلمان كوردستان الذي يمثل صوت المجتمع الكوردستاني.
وبعد سقوط النظام الدكتاتوري و مشاركة الحزب في العملية السياسية، كان له اسهام فاعل في كتابة الدستور وبناء مؤسسات الدولة من خلال مشاركته في مجلس النواب والحكومة من اجل بناء مؤسسات حكومية جديدة قادرة على ادارة دفة الأمور وتحقيق الحرية و العدالة الأجتماعية وتوزيع ثروة البلاد على الجميع بشكل عادل،لكن هذه الأرادة الوطنية للحزب جوبهت بشكل سلبي من بعض القوى السياسية المتنفذة في الحكومة والبرلمان وحاولوا بشتى السبل تحجيم دور الحزب في العملية السياسية نظراً لأهميته في حسم اهم الملفات والقضايا الشائكة التي واجهت العراق بعد سقوط الدكتاتورية.
لذلك واجه الحزب خلال السنوات الأخيرة تحديات كبيرة على مستوى كوردستان والعراق والمنطقة ،لكن كل تلك التحديات،لم تحقق اهدافها الشريرة فحسب، بل زادت من قوة و صلابة وصمود وعزيمة الجماهير الكوردستانية والألتفاف اكثر من السابق حول الحزب الديمقراطي الكوردستاني ،بصفته الممثل والصوت الحقيقي لهم والمدافع عن حقوقهم ومصالحهم من دون المساومة عليها مقابل امتيازات معينة كما فعل الآخرون.
ونحن على اعتاب انتخابات برلمانية في اقليم كوردستان، يمكن تسميتها بالمصيرية للحزب،بسبب تكالب القوى المحلية والإقليمية عليه، ومحاولاتها اليائسة لتحجيم دوره وانحسار قوته الجماهيرية،ينبغي للجماهيرالكوردستانية الواعية وجماهير الحزب على وجه الخصوص ان يكونوا بمستوى المسؤولية والوقوف بوجه التحديات الكبيرة بأرادة قوية وعزيمة كوردستانية وذلك بالمشاركة الفاعلة في الأنتخابات المقبلة والتصويت لمرشحي حزبنا الديمقراطي الكوردستاني وحصد اكبر عدد من المقاعد البرلمانية ودق المسمارالأخير في نعش من يراهن على تراجع جماهير الحزب واصواته في انتخابات تشرين الثاني المقبل.
هل تصحك علينا أم تتكلم بجد؟!!! عن اي مسيرة و أي ثبات تتحدث؟؟؟!
بصراحة على طول تاريخهم ثبتوا وبلا شك على العمالة والارتزاق واكدوا على انهم فرسانها
وضد كل ما هو كردي و في كل اجزاء كوردستان
و اتعجب ان مازال هناك من لم ير كل هذه الحقائق الصارخة التي يتجدد أمامنا كل يوم؟؟؟!!!