بزشکيان المعتدل الأکثر تشددا من المحافظ!- محمد حسين المياحي

 

وتبين الخيط الابيض من الاسود وظهر الرئيس الايراني بزشکيان على حقيقته وتبين بأن کل الذي قيل وکتب بشأن کونه معتدل وإصلاحي لم يکن إلا محض هراء وکلام فارغ جملة وتفصيلا، ولاسيما بعد أن صوت مجلس الشورى بالثقة لصالح حکومة بزشکيان المقترحة وهي سابقة لم تتم بهذه السهولة للعديد من أسلافه ولاسيما أحمدي نجاد ومحمد خاتمي وحسن روحاني وحتى رئيسي، مما أعطى ذلك إنطباعا بأن المسألة لم تکن أبدا کما تصورته أوساطا سياسية ومراقبين سياسيين.

تنصيب بزشکيان والمشاورات التي أجراها لتشکيل حکومته وعملية التصويت عليها في مجلس الشورى لم تکن في الحقيقة إلا بمثابة فضيحة للنظام عموما ولخامنئي خصوصا إذ کشفت النظام على حقيقته وأثبتت کذب وزيف مزاعم الاصلاح والاعتدال وإن للنظام وجه واحد هو الوجه القمعي الدموي الرافض للحرية ومبادئ حقوق الانسان، وقد جاء رأي زعيم المقاومة الايرانية السيد مسعود رجوي معبرا ومجسدا للعبة والمسرحية السخيفة التي جرت عندما قال:” مسكين خامنئي، الذي أصبح عملة معدنية في الخطوة الأولى لإعادة بناء وإعادة كتابة السيناريو “الإصلاحي الأصولي” الفاسد. بهذه الطريقة، وعلى عكس جميع أنواع الملالي، يبرز ذيل الديك. يمكن للجميع أن يرى بوضوح أن “الكلب الأصفر هو شقيق ابن آوى” وهو في طوق الولي الفقيه.”!

ومن دون شك فإن الصورة قد توضحت تماما بشأن معدن وماهية بزشکيان ومن إنه مجرد إمتداد فج وماسخ للنظام وهو حلقة بائسة من حلقاته الاخرى وليس في إمکانه أبدا أن يقوم بأية خطوة خلافا لما يريده ويفرضه خامنئي، ولذلك فإن حکومة بزشکيان التي صوت عليها مجلس الشورى ستکون بالضرورة واحدة أخرى من الحکومات الکارتونية المسيرة من قبل خامنئي وهذا تماما ماقد أکدت عليه السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في بيان لها بهذا الصدد عندما قالت: “كل شيء يشير إلى أن حكومة الملالي الجديدة، مثل الحكومات السابقة، هي مجرد أداة في يد خامنئی والحرس، وليس لها أي تغيير في المكونات الرئيسية لسياسة النظام، وخاصة القمع والنهب والمشاريع النووية والإرهاب وإثارة الحروب في الخارج”. وليس من المستغرب أن يقول بزشكيان في جلسة لبرلمان النظام عن نفسه وعن وزرائه، “ثقوا بي، ليس الأمر كما لو أن شخصا ما سيأتي ويقف أمام ولاية الفقيه، وأنا سأتحمله”. وأقسم: “أقسم بالله أننا نريد أن نحقق الرؤية التي وضعها القائد المعظم بقوة”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *