الحقيقة لا يمكن قتلها أو إغتيالها مهما توهم القاتل بأنه فعلاً اغتال الحقيقة وطمر وجودها ، فكم من حقيقة تم قتلها إلا إنها عادت لتظهر ولتثبت نفسها بأنها لم تمت ، هذا يذكرني بما أعتقده المسلمون لمئات السنين حول صلب المسيح ع ، عندما أعتقد المسلمون بأن المسيح ع لم يصلب ولكن شبه لليهود بأنهم قتلوه بشخص آخر شبيه للمسيح ع بينما الحقيقة التأريخية عند أتباع المسيح ع بأنه تم صلبه ولكنه لم يمت تماماً كما تصور اليهود بدليل خروجه من بعد دفنه والقصة معروفة عند المسيحيين ، المسلمون استندوا في اعتقادهم على قوله تعالى في النص القرآني ( شبه لهم ) فذهبت التفاسير إلى مفردة شبه لهم شخص المسيح ع بشخص يشبهه ، ومفردة شبه لهم تتقبل أكثر من تفسير ، تتقبل بأن المصلوب لم يكن عيسى أبن مريم ع بل شخص آخر شبيه للمسيح وتتقبل أيضاً بأنهم شبه لهم قتله أي توهموا بأنه قد قتل ومات ولكن بالحقيقة لم يقتل ولم يمت ، وما يدعم الرأي الثاني أن اليهود توهموا بأن المسيح ع قد قتل اثناء الصلب ولكنه لم يمت حقيقة هو ما ذكره الله في ختام الآية ( وما قتلوه يقيناً ) بمعنى لم يكن اليهود على يقين بأن المسيح قد قتل بالصلب ولكنهم اعلنوا قتله ( لأنه شبه لهم بأنه مات ) وسحبوه من الصلب ثم تم دفنه . إذاً تفسير كلام الله في القرآن هو شبه لهم قتله حين صلبوه هي حالة القتل وليست ذات الشخص وهذا يوافق تماماً الرواية المسيحية بأنهم فعلاً قتلوه صلباً ولكنه بالحقيقة لم يمت عندما تم صلبه ، فكان لا يزال ينبض بالحياة ، وهذه الحالة حدثت لكثير من الناس الذين تم قتلهم شنقاً وتبين لاحقاً بعد الشنق أنه لازال حياً لذلك اعتادت دوائر السجون إحضار طبيب متخصص في أماكن الشنق يعاين ويتفحص المعدوم بعد الشنق ليتأكد من مفارقة المعدوم للحياة من خلال جس النبض وفحص القلب . لكن قديماً لم يكن لديهم هذه الخبرة الموجودة اليوم ، فلا أدري من أين جاء المفسرون المسلمون بمفردة شخص شبيه للمسيح ليفسروا مفردة شبه لهم دون أن يعرجوا بأن المقصود هي الحالة ( أي شبه لهم قتله )، مئات السنين ونحن نطعن بالرواية المسيحية ونكذبها والقرآن بكل وضوح يؤيد الرواية المسيحية ، ومفردة الصلب قديماً تعني القتل بالإعدام كما عندنا اليوم الشنق . هذه الإشكالية التي خلقت الكراهية والتنافر بين المسلمين والمسيحين لم يكن سببها القرآن الكريم بل كان سببها المفسرون للقرآن لأن القرآن الكريم لم يذكر شيء حول شخص آخر شبيه للمسيح ع . الحقيقة الثانية التي تذكرني بهذا المقام ما فعلته الكنيسة مع العالم غاليلو في القرون الوسطى عندما ادعى هذا العالم بأن الأرض كروية فتم تعنيفه و إيداعه السجن واعتبروا ادعاءاته منافية للكتاب المقدس ونوع من أنواع الهرطقة مع العلم أن الكتاب المقدس لم يتطرق إلى خلاف كروية الأرض بل هي اجتهادات رجال الدين ، تلك الحقيقة التي ذكرها غاليلو عادت لتظهر من جديد ولتثبت بإنها لم تمت ، فبالرغم من موت غاليلو إلا أن الحقيقة التي أعلنها غاليلو بقيت حية ناصعة لم يمسها الموت . الشيء الذي لا يعرفه قتلة الحقيقة بأن الحقيقة عندما تعود من جديد تعود بقوة اكبر وتخزي من كان يقف ضدها .
Related Posts
2 Comments on “إغتيال الحقيقة- كامل سلمان”
Comments are closed.
تحياتي لك يا اخي الكريم. رجال الدين المسلمين كذابين و أغبياء يصدقون نهم. و أليس هناك كثير من آيات مفقودا من القرآن و أليس حرفو كلام اللة من القرآن و يحللون و يحرمون كما يريدون و أليس قال الله تعالى لقد خلقنا الإنسان بأحسن تقوية و فضلنا بني آدم على كثير من الخلق. لكن هنا المسلمين يقولون ان اليد اليسرة حرام ان يستخدمونة و القدم اليسرة حرام إذا يمشون بة و هذا يعني نصف انسان حرام.
السيد Marvin
تحياتي لك ولمتابعاتك المستمرة الجميلة ، دائماً اشعر بأن احاسيسك تسبق كلماتك ، وهذا نابع من حرصك الشديد لإيصال الكلمة الصادقة إلى مسامع الناس ، كل التقدير