ربما تفوح رائحة الساسانية الإيرانية الجديدة!- جان آريان-ألمانيا 

إن تقليد الرئيس الايراني الجديد د. مسعود بزشكيان بدأ يذكرنا بمراحل الممالك الميدية الفارسية البارثية والساسانية عندما كان ملوكهم يتبادلون العروش مثال دياكو الميدي وكيخسرو، كورش الفارسي، داريوس الميدي، اردشير الساساني وأخيرا خسرو برويز الثاني الساساني والكل كانوا يمثلون مصالح الشعوب الإيرانية الآرية وقتها ويصدون الغزوات التورانية من شمال شرق المملكة/الحروب الايرانية-التورانية مثالا، وكذلك التمدد غربا في مواجهة الرومان والبيزنطيين المحتلين لآسيا الصغرى وبلاد الشام، وفي النهاية ورغم الكارثة الكبرى ٦٢٢/٦٢٨ م عندما تمكنت بيزنطى بمساعدة السريان والعرب النصرانيين الانتصار على المملكة الساسانية وفق فرضية باحث الأديان الألماني كارل هاينتس اوليغ، ليقود لاحقا منذ ٧٥٠م ابا مسلم الخورساني وعبدالله ابراهيم عباس/نسبة له دعيت لاحقا بالعباسية/ أخو السفاح واخو ابو جعفر منصور الساسانيين الدعوة العباسية والانتفاض على حكم الاسرة الأموية والمروانية النصرانية الساسانية ايضا والتي نشأت عقب الفراغ الذي شكله إهمال بيزنطى الحكم في الشرق الأوسط من عدا غرب آسيا الصغرى للتفرغ لصد خطر وهجمات الآفاريين والبلغار والسلافيين من الشمال البيزنطي، وليتم تدريجيا تأسيس وتنظيم عقيدة معدلة على أيادي هؤلا الساسانيين بدءا من اواسط القرن الثامن الميلادي وفق الأبحاث الغربية المعاصرة المادية الدقيقة بعد أن أدمجو أفكار الزردشتية/المانوية والمندائية واليهودية الابيونية والنصرانية مع بعضها البعض/حيث كان وقتها الكثير من الساسانيين قد تنصروا أيضا/ وأطلقوا على المنتج: الاسلام، يعني الكمال او العقيدة السليمة لعزله كليا عن المسيحية أو النصرانية النسطورية أو الأبيونية اليهودية النصرانية/ خلال ما سميت بالحقبة الاموية/ التي سادت في الشرق الأوسط عقب تلك الصدمة الكبرى للامبراطورية الساسانية على يد بيزنطى المؤلهة لعيسى، ولئلا تعود بيزنطى تستغل مسيحية سكان الشرق الأوسط ثانية ولإلغاء دفع الجزية والخراج واللوجستيك المفروضة على سكان الشرق الأوسط من قبل بيزنطى نهائيا وكذلك لحسم وتصفية الخلافات المذهبية الدينية النصرانية والمانوية، وليتم تحديد مكان حج لكعبة مكة وذلك للفصل الكلي عن القدس بحيث تم إختيارها في تلك المنطقة المحايدة بدلا من كعبة نوبهار في خورسان مثلا وذلك لإبعاد الشبهات والشكوك ولئلا يتم ادعاء البعض بأن تلك العقيدة المعدلة هي خدعة سياسية او ما شابه ينادي بها الايرانيون/أحفاد الساسانيين لغايات معينة!
حيث يذكر عالم المسكوكات الالماني البروفيسور Volker Popp, بأن الاسلام نشأ في مرو الساسانية ويذكر الجزيرة/دجلة والفرات/ في شمال بلاد الرافدين من جزيرة ابن عمرو(جزيرة بوطا الحالية) والى الرها وحمص والشام وليس شبه الجزيرة العربية الصحراوية.
هكذا، وبنجاح الدعوة الاسلامية التدريجي بدأ تسارع التدوين والترجمة والازدهار الممكن حتى القرن الحادي عشر وذلك قبل أن يتفرمل ويتأزم بفعل الغزوات السلجوقية والمغولية لاحقا.
و في الختام، حبذا أن تكون انطلاقة مهام الرئيس مسعود بزشكيان انعطافا جديا نحو إعادة تلاحم الشعوب الإيرانية باحفادهم من الكورد والآزريين والفرس والبلوش أحفاد الميديين والفرس والبارثيين والساسانيين في الشرق الاوسط عموما والتفاهم والتنسيق فيما بينهم لأجل مصالحهم  وللتآخي مع الشعوب الأخرى ايضا والتي تتفاهم وتنسق مع بعضها البعض كالشعوب الناطقين بالعربية من شمال أفريقيا إلى الخليج وكذلك كالشعوب الناطقين بالتركية من اواسط آسيا إلى تركيا الحالية رغم اختلاف الأصول والأعراق لديها، بينما أحفاد الساسانيين الحاليين هم ذوي أصل آري ولغات ولهجات وثقافات متقاربة جدا وهكذا ذوي جغرافية ممتدة واسعة متكاملة!