استكمالا للمقالات عن قُدسية الملائكة والشمس والقمر والارض نعاود لكوكبنا ونتحدث قليلا عن قيمة ماخلق الله بطبيعته عليها فالصعود للاعالي مُحال بالفنون الارضية ناهيك عن فكرة الايمان بالاديان لرؤاها في خطف الاضواء والاجواء .
وحتى نقرب لما تقديس الشجر والحجر والبحر واردا عند الحضارات والاديان القديمة كونه رمز الخصوبة والطهارة عند الانسان الاول .ولايعني التقديس هنا العبادة لغير الله .
ومن حسن الصدف وتقوية فكرة ألمقال ان تجد نفسك في دولة نباتية مثل كندا جعلت رمز عَلمُها نبات ارضي ، لا فيه آيه ولا اصحاح ولا سبقة اي لاهو سياسي ولاايدولوجي ، وكل شئ في كندا ملفت للنظر والتأمل ومقيد بقوانيين سارية على الكل وعلى الرغم من النظام الرأسمالي هنا ولكن باستطاعتك العيش وشراء اي سيارة بالتقسيط وحتى البيوت لكنها غالية جدا . ..
ولفت نظرى الروح الرحبة للشعب الكندي اضافة الى العمران والتطور الشاهق والغابات الكثيفة والبحيرات الكثيرة فوجدت نبات الاسفندان او القيقب *هو رمز لعَلم دولة كندا ومغزى قيمة الدولة وعلمها وهي مُستلة من نبات ارضي وتتساقط اوراقه على الارض ولاتهتز اركان الدولة بل العبرة في استمرارسعادة الشعب الذي تعيش فيه ناس من كل دول واديان والوان العالم المختلفة، ويذكر ايضا ان لبنان رمز عَلمها شجرة الارز التي ترمز الى القداسة والخلود والصمود ، وحال لبنان اليوم يُرثى له قياسا لدولة عظمى مثل كندا .
وكما معروف بان الله اول ماخلق على الارض بعد ان كانت بحور ومياه هو الاشجار والنبات ليعيش عليها الحيوان والذي خُلق بعد النبات ، ثم خلق الله المِجرات والكواكب واخيرا خلق الانسان ليدير ويعيش على الارض ونجده طرد الحيوان من الغابة ليحل محله ويعيش في غابة !! ربما لكونه حيوان ناطق رغم تفضيله وحسن تقويمه بروح الرب.
وتقديس الاشجار والنبات هو اعتقاد البيئة الصديقة لبعث روح هواء نقي به تستديم الحياة ولهذا نجد كثير تقديس للشجرة عند الشعوب والدول و الاديان فعند ابناء الديانة الايزيدية مثلا لاتزال قائمة شجرة الكوجكين المقدسةعند طريق مدخل معبد لالش اضافة الى شجرة الزيتون شجرة الاماني فوق جبل عرفات في معبد لالش، ونجد ايضا شجرة العليقة في دير سانت كاترين لترمز الى موسى النبي ، وفي مصر شجرة مريم لترمز للمسيحية ، وفي الاردن تقدس شجرة البيقعاوية التي ترمز للرسول ، وكلنا يتذكر شجرة ادم ونبتة كلكامش في بحثه عن الخلود والتي فقدها ،وشجرة التين في الهند التي اعتبروها سِلما للسماء .وكذلك شجرة تفاحة نيوتن ومهما تكون فان النبات والاشجار هي مصدرللعيش والاوكسجين وبدونها صعبة الحياة .
ومهما تكن عناصر الطبيعة والشجرة والنبات والحيوان فان بعض البشر المتأخرون والمتزمتون يرون في تقديسها وليس عبادتها نوع من الشرك وهذا مقدار عقلهم الذي لايصل الى نقطة العلم ولايستوعب الخالق بما ابدع لنا من خير مخلوقاته لنعيش في كنف رحمته وظل اشجاره وعظمة المعرفة والايمان المجرد بوجوده وحده في مخلوقاته دون ان ينقسم او تاخذ مكانته من غيره في الخالق الوحيد الذي لابديل ولالون ولاشكل له .
واخيرا يقول فراس السواح ص 100في كتابه الخامس – موسوعة تاريخ الاديان حول الزرادشتية والمانوية والمسيحية واليهودية : – ( بعض الاشجار تهمس بالحكمة من خلال خفيف اوراقها انها ارواح حِمائية تمنح السكينة والمأوى وهي قادرة على صنع المعجزات ضمن حالات استثنائية شرط ان يوجد الفرد الاستثنائي الذي يستطيع فهم لغتها عندما يسمعها )..
ملاحظة :
*القيقب هو:
نبات او شجرة القيقب هو سائل سكري يتمّ استخراجه من أشجار القيقب، عن طريق عمل ثقبٍ في الشجرة، والسماح للسائل بالتسرب داخل وعاء، ثم يتمّ غلي هذا السائل، حتّى تتبخر معظم المياه منه، ثمّ تصفيته لإزالة الشوائب، وقد تمّ تناول هذا الشراب في أمريكا الشمالية منذ عدّة قرون. علما طولها بين 10 -40 م ومنتشرة في العالم ب 125نوع وتعيش في الاجواء الباردة والرطبة .
سبتمبر / 2024م