٦/١٠/٢٠٢٤
إن المتابع لخطابات القادة والمسؤولين السياسيين خلال فترة حملة الدعاية الانتخابية لانتخابات برلمان كردستان في المستويات الأعلى إلى الادنى يصل الى قناعة تامة بأن هذه الخطابات بكلماتها وجملها وتعابيرها تعبر عن ما يملكه الخطيب من خلفية معلوماتية في المجالات المختلفة وما يحمله من هموم شعبه وامانيهم وسعة أفقه واطلاعه على الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي والداخلي والإقليمي والدولي، باختصار يظهر الخطيب على حقيقته دون قناع أو تجميل، ومن هنا يأتي دور المواطن (خاصةً الناخب) لتقييم هؤلاء الخطباء واختيار الأنسب والأصلح له والتصويت لصالح قائمته اعتماداً على مدى كفاءة وقدرة الخطاب للتأثير الأيجابي على المواطنين وقبولها من قبلهم.
اجتمع السيد مسرور بارزاني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكُردستاني بمجموعة كبيرة من شرائح المجتمع الكردستاني ضمن برنامج الحزب للحملة الانتخابية وما زال مستمراً ويسلط الضوء على محاور عدة يمكننا قراءتها وتحليلها، ومن أبرزها:
– البدء بتاريخ تأسيس الحزب الديمقراطي الكُردستاني كضرورة تأريخية في مرحلة صعبة جداً بقيادة المرحوم( مصطفى بارزاني) لقيادة الحركة التحررية الكردستانية، ومسيرته النضالية الحافلة بالانتصارات والإنجازات ومواقفه السياسية تجاه القضايا الوطنية والإقليمية وعدم المساومة عن حقوق الشعب الكُردستاني وضحى من اجلهم ولم يناضل في سبيل تحقيق المصالح الفردية والحزبية الضيقة ولم يكن مستعداً للاعتراف بقطع شبر من ارض كُردستان وخاصةً كركوك قلب كردستان النابض، والإشارة الى أجندات الحزب وبرنامجه المستقبلي وتطلعاته القادمة.
– الإشارة الى برنامج الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي الكردستاني في المحافظة على كيان الإقليم والاستعداد الدائم للدفاع عنه ومواجهة التحديات السياسية والتهديدات الأمنية التي تحاول المساس بأمن الإقليم.
– قراءة دقيقة ومترابطة لشعار الحزب لهذه الانتخابات ( امن وإعمار تعايش وثبات) صحيح إنها مجرد كلمات بسيطة ولكن لكل واحدة منها اكثر من معنى ودلالات كبيرة جداً، فالأمن أساس الحياة ومطلب بشري منذ بداية وجوده وفقدانها تعني فقدان الإنسان لنفسه وحقه وثقته، وهو اساس الإعمار الذي يشهده الإقليم وهو محل اهتمام الحزب الديمقراطي الكردستاني والكلمة الثالثة هو التعايش الذي يفتخر به الحزب كونه المدافع الأمين والوحيد عن حقوق جميع مكونات الشعب الكُردستاني بكل ألوانها وتوجهاتها السياسية والدينية والقومية دون تميز ولدينا من الأمثلة ما لا تعد ولا تحصى، واخيراً الثبات، على مر التاريخ حاول الأعداء سلب إرادة الفرد الكردستاني وجعله عاجزاً عن المطالبة بحقوقه ورفع الراية البيضاء لهم معلناً استسلامه لهم يلعبون به كيفما يشاءون.
إدراكا من الحزب الديمقراطي الكردستاني بأهمية الإرادة الإنسانية وضرورتها لإدامة الحياة، وما حاول الأعداء والعابثين ويحاولون القيام به لتجريد الانسان الكردستاني من إرادته، فقد أولته اهتماماً كبيراً، هذه الإرادة التي تجعل من الإنسان قادراً على تحمل المسؤولية وعدم الاستسلام للغير، وان الحزب الديمقراطي الكردستاني يعتمد على إرادة الشعب وقوات البيشمركة في مسيرته النضالية وجعل من الفرد محور سياسته وبرنامجه ودائماً يعلنون عن حاجتهم إلى دعم الشعب ومساندته .
– زرع الامل والثقة بالنفس عند الإنسان الكُردستاني، ايماناً من الحزب بأن لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة وما يملكه من رؤى وأفكار وطموحات مستقبلية للإقليم وللمنطقة.
– التأكيد على أهمية وحدة الصف الوطني في كردستان وجعله جزءاً واحداً رصيناً، واحترام التوجهات والآراء المختلفة السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية، وإن القوة في الوحدة والتماسك بين القوى السياسية، ويمدّ الحزب الديمقراطي الكردستاني يده لكل مَن يناضل من أجل المصالح العليا ولا يستسلم لإملاءات الآخرين وتنفيذ أجنداتهم والاستعداد الدائم للتعاون والتنسيق معهم.
ان المتتبع لخطابات ( مسرور بارزاني) ولقاءاته مع شرائح المجتمع المختلفة يصل الى نتيجة منطقية جدا بأنها خطابات سياسية منظمة وشاملة ودقيقة وهادئة وهادفة ومعبرة عن الواقع الذي نعيشه بكل ما تعنيه كل كلمة من معنى وأنها خطابات بعيدة عن التجريح أو التعصب أو العنف وإلحاق الأذى بالآخرين، بل إنه خطاب لبيان رؤياه واهدافه ولعرض ما انجزه من مشاريع خلال توليه القيادة الأمنية ورئاسة الحكومة.
شخصية مسرور بارزاني قيادة استراتيجية كُردستانية بكل دلالاتها يصعب مقارنتها بغيره من القيادات الأخرى التي تظهر على الساحة وتخرج عن سياقات اللياقة والرصانة، وهذا ما يدفعنا ويدعونا للتصويت لصالح القائمة رقم(١٩٠) قائمة الحزب الديمقراطي الكردستاني قائمة الشهداء والبيشمركة والعمل من أجله لتحقيق الانتصار الحقيقي في يوم الاقتراع وكلنا أمّل وثقة بأن الانتصار سيكون حليفنا رغم المؤامرات والدسائس.
والله المستعان على كل شيء…