موسم الرعب والهلع في طهران- منى سالم الجبوري

 

کثيرة هي الازمات والمشاکل والمنغصات التي يعاني منها النظام الايراني والتي لو قمنا بإحصائها مع مسمياتها فإن هذا المجال الضيق لا يمکن أن يسمح بذلك، لکن واحدا من المشکلات غير العادية التي يواجهها النظام حاليا هي مشاعر الرعب والهلع لدى جلاوزته في داخل إيران ووکلائه في المنطقة والتي تتزايد يوما بعد يوم ولاسيما بعد أن صار واضحا بأن النظام قد تلقى ضربات مميتة من خلال أهم وأقوى وکيلين له في المنطقة ونقصد بهما حرکة حماس وحزب الله اللبناني.

من الخطأ وصف الرعب والهلع السائد لدى النظام ووکلائه من أنه حالة معينة أو طارئة، بل إن الوصف الذي يمکن أن ينسجم مع ذلك هو إن ما يسود هو بمثابة موسم الرعب والهلع في طهران وکذلك لدى الاذرع الارهابية للنظام، فقد بات واضحا بأن الاستراتيجية التي إعتمدها المرشد الاعلى للنظام في المنطقة باتت تتلقى ضربات نوعية تجعلها تفقد الرکائز التي أقيمت عليها، وبهذا الخصوص فإنه وعشية الذکرى السنوية الاولى لحرب غزة التي أشعلتها حرکة حماس بدعم وإيعاز من خامنئي، فقد قامت وسائل إعلام النظام بتوجيه سهام النقد للنظام وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن صحيفة”اعتماد” الحکومية قد ذکرت في عددها الصادر في في 7 أكتوبر 2024: “الآن، بعد مرور عام على تدمير غزة بالكامل وتهجير سكانها، امتدت نيران إسرائيل التي لا يمكن السيطرة عليها لتستهدف لبنان وبناه التحتية. الأحداث التي شهدها جنوب لبنان ليل السبت وصباح الأحد الموافق 6 أكتوبر تنبئ باستراتيجية جديدة للمنطقة والشرق الأوسط، وهي نفس الاستراتيجية المرعبة التي تتجنب دول المنطقة التفكير فيها”.

والملفت للنظر إن استخدام مصطلح “استراتيجية مرعبة” لا يتفق أبدا مع ما يدعيه النظام الايراني ووکلائه بأنه “انتصار في حرب الإرادات”، ولاسيما بعد سقوط أكثر من 41,870 قتيلا و97,166 جريحا في غزة كنتيجة للحرب التي أثارها النظام في غزة، ويثار الحديث الآن عن أن التوتر الحالي قد يؤثر بشكل جدي على التوازن السياسي والاقتصادي للمنطقة، مما قد ينهي ما يسمى “العمق الاستراتيجي” وأذرعه الإرهابية العميلة.

الملاحظة التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار هي إنه وعندما كان خامنئي بحاجة ماسة لإشعال الحرب في غزة من أجل السيطرة على الأوضاع المتفجرة في المجتمع الإيراني ووقف الانتفاضات المحتملة. فإنه ومن الأسباب الأخرى التي جعلته يسعى لتأجيج الحرب هي کما ندرجه أدناه:

– وجود انقسامات عميقة داخل النظام وتصاعد النزاعات بين الفصائل المتنازعة على السلطة.

– الحاجة إلى هندسة انتخابات مجلس الخبراء وحل مسألة خلافة الولي الفقیة.

– تغطية فشل انتخابات مجلس النظام في وقت كانت فيه الانتفاضات الشعبية تعم أرجاء البلاد.

لکن الذي صار يبدو واضحا وجليا إن مغامرات النظام لإشعال الحروب في المنطقة کانت مفيدة طالما بقيت نيرانها محصورة في المنطقة ولم تصل الى طهران، ولکن الذي جرى في 7 أکتوبر2023، في غزة فإنها إضافة الى جعلها المنطقة على شفا حرب کارثية، فإن تأثيراتها قد وصلت الى طهران ووضعت النظام رغما عنه في داخل الحلقة وهذا ما يٶکد بأن موسم الرعب والهلع قد بدأ في طهران وبحسب مختلف المٶشرات لا يمکن أن يمضي على خير!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *