اتخذت تركيا مع بداية انطلاق العام الدراسي الحالي، تغييراً في مناهجها يتعلق بتسمية منطقة جغرافية تستخدم لأغراض تاريخية، وهي المرة الثانية التي تلجأ فيها البلاد إلى مثل هذه التغييرات عقب تغيير طريقة كتابة اسم البلاد في السابق من Turkey إلى Turkiye، فما هو التغيير الأخير؟
قررت المؤسسات التعليمية في تركيا مؤخراً تغيير اسم “آسيا الوسطى” في كل المناهج الدراسية واستبداله بـ “تركستان”، أي موطن الأتراك، في خطوة ربما تواجه اعتراضاً روسياً خاصة وأن المنطقة المشار إليها تضم جمهوريات سوفيتية سابقة تحاول أنقرة التمدد فيها في السنوات الأخيرة.
ويعتبر باحثون أتراك أن أنقرة تنافس روسيا في آسيا الوسطى من خلال محاولاتها في جذب أتراك تلك الدول وبناء مشاريع ضخمة فيها.
وقال بلال سمبور المحلل السياسي والأستاذ الجامعي، الذي يشغل منصب عضو هيئة التدريس بجامعة أنقرة إن الهدف من وراء هذا التغيير سياسي، فتركيا تريد بناء هوية مشتركة لجميع الأتراك”.
وأضاف لـ “العربية.نت” أن “تركيا تمثل جوهر الهوية لجميع الأتراك بما في ذلك أولئك الذين ينحدرون من دولٍ عديدة”.
وتابع أن “آسيا الوسطى لا تعني شيئًا ولا تحمل دلالة من منظور القومية التركية، ولذلك تمّ تغييرها إلى تركستان”، لافتاً إلى أن “تركيا تريد توسيع نفوذها من خلال خلق هوية دولية لجميع الأتراك ولذلك تلجأ لمثل هذه التغييرات في الأسماء والمصطلحات”.
وكانت المؤسسات التعليمية التركية قد أعلنت مؤخراً عن تغيير اسم آسيا الوسطى إلى “تركستان” في كل المناهج الدراسية في البلاد وفي كل مراحلها.
وحظي هذا التغيير بدعم القوميين الأتراك لاسيما الداعمين لحزب “الحركة القومية” اليميني، شريك حزب “العدالة والتنمية” في الائتلاف الحاكم في تركيا.