عميقا في سيكولوجية الجماهير – مراد سليمان علو

 

 

الكتاب:

1ـ اسم الكتاب: (سيكولوجية الجماهير)

2ـ الكاتب: (غوستاف لوبون 1841 ـ 1931).

3ـ نوع الدراسة: (علم النفس الاجتماعي).

4ـ الموضوع: (دراسة سلوك الجماهير والمجموعات).

5ـ تلخيص الكتاب: دراسة عميقة لسلوكيات الأفراد عندما يشكلون جماهيرا. يشرح لوبون كيف يتحول الأفراد عند الانضمام إلى الجماهير (أي الى بعضهم البعض) إلى كيان واحد يتأثر بالعواطف والعوامل النفسية المشتركة، مما يؤدي إلى فقدان القدرة على التفكير النقدي، والتصرف بعنف أو عاطفية مفرطة. الكتاب يعتبر مرجعًا مهمًا في فهم الديناميات النفسية والاجتماعية للجماهير وتأثيرها على القرارات الجماعية.

6ـ صدر الكتاب: عام (1895).

7ـ ترجمة وتقديم: هاشم صالح (1991).

8ـ نشر: منشورات دار الساقي، بيروت. لبنان.

 

ملخص الدراسة:

وهو ما نراه على الصفحة الأخيرة من الكتاب، حيث يرى غوستاف لوبون في متن هذه الدراسة: أن الجماهير لا تعقل، فهي ترفض الأفكار أو تقبلها كلا واحدا، من دون أن تتحمل نقاشها أو مناقشتها. فيما يقوله لها الزعماء يغزو عقلها سريعا فتتجه الى أن تحوله حركة، وعملا، وما يوحى به للجماهير ترفعه الى مصاف المثال ثم تندفع به، في صورة أرادية، الى التضحية بالنفس.

أنها لا تعرف غير العنف الحاد شعورا، فتعاطفها لا يلبث أن يصير عبادة، ولا تكاد تنفر من أمر ما حتى تسارع الى كرهه.

وفي حالة الجماهيرية تنخفض الطاقة على التفكير، ويذوب المغاير في المتجانس، بينما تطغى الخصائص التي تصدر عن اللاوعي.

وحتى لو كانت الجماهير علمانية تبقى لديها ردود فعل دينية، تفضي بها الى عبادة الزعيم، والى الخوف من بأسه، والى الأذعان الأعمى لمشيئته. فيصبح كلامه دوغما لا تناقش، وتنشأ الرغبة الى تعميم هذه الدوغما. أما الذين لا يشاطرون الجماهير أعجابها بكلام الزعيم فيصبحون هم الأعداء.

لا توجد جماهير من دون قائد. والعكس صحيح أيضا، أذ لا يوجد قائد من دون جماهير، كما يقول لوبون قبل قرن من الزمان.

لماذا علينا أن نقرأ كتاب (سيكولوجية الجماهير)؟

يقول هاشم صالح عند تقديمه للكتاب:

أن علم النفس الفردي يكمله علم النفس الاجتماعي أو الجماعي. ان علم النفس المطبق على الجماهير يختلف من حيث المنهج والنتائج عن علم النفس الفردي. واستنادا الى علم النفس الاجتماعي يقوم العلماء المختصون بدراسة سيكولوجية الجماهير وكيفية التأثير عليها وترويضها وفق الايحاء الذي تتم ممارسته من قبل قادة الاحزاب والحكومات، ومن على المنابر الدينية، كالمساجد الإسلامية، ومن خلال الفضائيات وشاشات شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية. حيث يتم توجيه الكتل البشرية عن طريق الايحاء بما يشبه التنويم المغناطيسي للفرد والقائمة على الايحاء على الجماهير بصورة جماعية باستخدام الشعارات والعاطفة والخطابات وكاريزما القائد والزعيم.

هنالك اختلاف بين علم النفس الاجتماعي وعلم النفس الجماعي، وبالتالي يمكن اعتبار علم النفس الجماعي فرعا من علم النفس الاجتماعي، يدرس العلاقة بين الفرد والمجتمع. ثم عمليات دمج الانسان في المجتمع، أو تحويله الى فاعل اجتماعي.

بعد أن قرأت الكتاب رأيت بأنه يقدم لنا فهمًا عميقًا لسلوك الإنسان عندما يكون جزءًا من جماعة ما. في العمل أو في الدراسة، أو في النقابة، وحتى في العشيرة.. الخ.

يساعد الكتاب على تحليل كيفية تأثير الجماعات على أفكارنا، ومشاعرنا، وأفعالنا. بغض النظر عن المسألة قيد المناقشة، سواء كانت سياسية، اجتماعية أو اقتصادية. يمكن أن تساعدنا مفاهيم لوبون في فهم ديناميات القيادة أي (القوى والعلاقات المتغيرة داخل الجماعة)، والسيطرة على الجماهير، والتفاعل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، تعزز هذه القراءة الوعي النقدي وتمنحنا الأدوات اللازمة لتجنب الوقوع في تأثير الجماعات السلبية. أي أننا نعلم سلفا ما يمكن أن يفعله الانتماء السيء بنا، فنتجنبه.

 

تحليل وتفكيك متن الدراسة:

قبل كل شيء، هذه دعوة لقراءة الكتاب، ربمّا أكثر من مرّة. للوقوف على خفايا ومفاجآت ما ستجده بين دفتيه.

لقد كان شعور غوستاف لوبون نحو الجماهير هو احتقارها. لكنها اصبحت امرا واقعا ينبغي دراستها. لذا يقوم لوبون بوصف الكتل البشرية الكبيرة بان لها (روحا) حيث تحدث عن (روح الجماهير). هذه الروح مكونة من الانفعالات البدائية، ويتم تكريسها عن طريق العقائد الايمانية القوية. ولاحقا عن طريق الايديولوجيات الشمولية مثل النازية والفاشية.

ان القائد والزعيم يستخدم الشعارات والصور الموحية الايجابية بدلا من الافكار المنطقية والواقعية، وبذلك يمتلك ارادة الجماهير ويخضعها لسياساته. ان غوستاف لوبون يريد ان يقول لنا بان كل كوارث الماضي القريب التي منيت بها فرنسا وكل هزائمها والصعوبات التي تواجهها تعود الى هجوم الجماهير على مسرح الاحداث.

يقول الباحث البغدادي (وليد يوسف عطو):

وهو نفس هجوم الجماهير في زمن الفوضى والاحداث العنيفة في العراق مثل فرهود اليهود في عام (1941)، وحركة 8 شباط (1936) وحركة 14 تموز (1958) وسقوط نظام البعث وصدام من خلال الاحتلال الامريكي عام (2003).

يقول غوستاف لوبان في كتابة (سيكولوجية الجماهير): “الشيء المعروف والمتفق عليه من قبل علماء النفس: ان الفرد ما أن ينخرط في جمهور محدد حتى يتخذ سمات خاصة ما كانت موجودة فيه سابقا”. مثلا عندما تذهب الى ديوان شيخ عشيرتك، ستسمع وتشاهد الجميع يقولون له: عمرا مديدا يا شيخنا، أنت تاج الراس، وعندما ينصرفون يقولون، خيرك مقبول وديوانك عامر. وأنت خريج جامعة الموصل وحاصل بكالوريوس علوم منها. ستردد وتقول مثل ما يقولون، بل قد تزيد من صبغك على الكلمات والمصطلحات وتجملها، كونك من المثقفين، وتجيد الكلام والتزلف اكثر منهم.

نفس الشيء يحدث عندما تزور وادي لالش المقدس، كلما تزور مزار ما تترك شيئا من النقود خير على أرواح أسلافك، وعندما يحين إطلاق سراح الثور المخصص للذبح من معقله في يوم ذبح الثور في عيد الجماعية، تتراكض كالمجنون مثل القطيع لتحصل على شعرة من شعراته، ظنا منك أن مرادك سيتحقق عندها لا محالة.

لا تتعجب مما قلته أعلاه بحقك، ولو رجعنا للوراء سنجد تلاميذ ومحبي فرويد نفسه أنكروا عليه اهتمامه بالتحليل النفسي الجماعي، فقد كانوا يعتقدون أن التحليل النفسي لا يليق بشيء غير الشخصية الفردية. ولكن ثبت العكس وكتب أهم كتبه في هذا المجال.

فمن فوائد علم النفس الجماعي يضيء عقولنا عندما يشرح لنا الأسباب التي تدفعنا للانخراط في الجمهور الذاهب الى ديوان الشيخ أو لالش، والتحمس للشيخ أو لرجل الدين.

أذن الجمهور في معناه العادي هو تجمع لمجموعة لا على التعيين من الأفراد، أيا تكون هويتهم القومية أو مهنتهم أو جنسهم. وأيا تكون المصادفة لذلك قيل في الأمثال الشعبية رب صدفة خير من ألف ميعاد.

ولكن مصطلح الجمهور يتخذ معنى آخر مختلفا تماما من وجهة النظر النفسية. تنطمس الشخصية الواعية للفرد وتصبح العواطف والأفكار موجهة لنفس الاتجاه وعندئذ تتشكل الروح الجماعية لها خصائص تتبلور وتخضع لقانون الوحدة العقلية للجماهير. على شرط تواجد المحرضات لتجمعهم. والظاهرة الملفتة للنظر في الجمهور النفسي هي أيا تكن نوعية الأفراد الذين يشكلونه أو نمط حياتهم واهتماماتهم ومزاجهم وذكاؤهم فأن مجرد تحولهم الى جمهور يزودوهم بنوع من الروح الجماعية. وهذه الروح تجعلهم يفكرون ويتحركون بطريقة مختلفة تماما عن الطريقة التي كان سيحس بها لو كان معزولا، مثل الذهاب الى الجماعيات وزيارة المزارات في الأعياد وغيرها. وكل هذا مرده الى اللاوعي.

والخلاصة حسب لوبون الجماهير لا تجمع الذكاء في المحصلة، وانما التفاهة. الا يذكرك هذا بمفكر آخر قرأت له؟

يقول لوبون أيضا” لو لا الوهم الطوباوي بتحقيق الجنة على الأرض لما ثارت الجماهير العمالية في أوربا تحت قيادة الأحزاب الشيوعية”.

ونفس الشيء حصل لنا أثناء حكم حزب البعث، ويحدث الآن مع الأحزاب الكردية، وأنا اتحدث هنا عن المجتمع الشنكالي.

من المهم جدا أن نلخص نظرية غاستون لوبون حول نفسية الجماهير بثلاث محاور ويمكنك أن تقارن ذلك بأمثلة من الواقع الذي تعيشه:

1ـ الجماهير ظاهرة اجتماعية.

2ـ عملية التحريض هي التي تفسر انحلال الفرد واحدا تلو الآخر وذوبانهم فيه.

3ـ القائد المحرك يمارس عملية تنويم مغناطيسي على الجماهير، تماما كما يمارسه الطبيب على المريض.

وطبعا يترتب على هذه المحاور مبادئ علمية منها:

أن الجمهور النفسي يختلف عن التجمع العادي أو العفوي للبشر في ساحة عامة مثلا، أو على موقف باص مثلا. فالجمهور النفسي يمتلك وحدة ذهنية على عكس هذه التجمعات غير المقصودة. يعني حضوركم في ديوان الشيخ مساء، يختلف عن تجمع بعض المسافرين صباحا في كراج النقليات.

2ـ الفرد يتحرك بشكل واع ومقصود أما الجمهور فيتحرك بشكل لا واع، ذلك أن الوعي فردي تحديدا، أنما اللاوعي فهو جماعي.

3ـ الجماهير محافظة بطبيعتها على الرغم من تظاهراتها الثورية. فهي تعيد في نهاية المطاف ما كانت قلبته أو دمرته أو اتخذت بشأنه قرارا. ذلك أن الماضي أقوى لديها من الحاضر بكثير. تماما كأي شخص منوم مغناطيسا.

4ـ أن الجماهير، أيا تكن ثقافتها او عقيدتها أو مكانتها الاجتماعية، بحاجة لتخضع لقيادة محرك. وهو لا يقنعها بالحجج العقلانية والمنطقية، وانما يفرض نفسه عليها بواسطة القوة. كما أنه يجذبها ويسحرها بواسطة هيبته الشخصية.

5ـ أن الدعاية ذات أساس لا عقلاني يتمثل بالعقائد الإيمانية الجماعية تنتهج العدوى.

ولو لاحظنا مجتمعنا وراقبنا ماضيه القريب سنجد معظم هذا فيه، وعلى أية حال فأن مجمل الخصائص المشتركة بين الجماهر تشكل روح هذا الشعب. وهي ثابتة بتأثير من عوامل عديدة وتعود للأسلاف، وكذلك يمكن أن تضاف إليهم مجموعة أخرى من الخصائص الجديدة وعلى الغالب تكون مؤقتة. استنادا الى عاملين أولهما تدمير العقائد الدينية ورأينا هذا عند اجتياح (داعش) لحوض جبل شنكال، والعقائد السياسية ورأينا ذلك بعد (2003) والعقائد الاجتماعية ونرى ذلك بوضوح في المهجرين الى ألمانيا مثلا. أما العامل الثاني فيكون في خلق شروط جديدة للوجود والفكر والعلوم والصناعة.

من المهم أن نعود الى الخصائص الأساسية للفرد المنخرط في الجماعة أو ما يسميه الكاتب بالجمهور:

1ـ تلاشي الشخصية الواعية.

2ـ هيمنة الشخصية اللاواعية.

3ـ توجه الجميع ضمن نفس الخط بواسطة التحريض. وهكذا لا يعود الفرد هو نفسه وانما يصبح عبارة عن أنسان آلي لا أرادة له.

وهكذا يصبح للجماهير خصائص معينة مثل: سرعة الانفعال، والعجز عن المحاكة العقلية وانعدام الرأي الشخصي، والروح النقدية والمبالغة في العواطف. وهذه كلها نراها في التجمعات الدينية أو السياسية وفي جمهور مباريات كرة القدم.

أن العواطف التي تعبر عنها الجماهير تتميز بالتضخم أو التبسيط فهو يرى الأشياء ككتلة واحدة دون القدرة على التمييز.

أذن علينا أن ندرك عندما ننخرط بين الجماهير أن الجماهير تبرهن على انحطاط أخلاقياتها غالبا لأن غرائز التوحش الهدامة هي عبارة عن العصور البدائية النائمة في كل واحد منا. ومن يرجع الى أرشيف عام (2003) بعد دخول الأمريكان سيرى ما أتحدث عنه هنا.

الحكمة التي يمكن استخلاصها من هذه النظرية ومن هذا الكتاب بصوة عامة ويقولها المؤلف هي:

(أن الأفكار العابرة تشبه الأمواج الصغير المتغيرة دائما والمتحركة على السطح. فعلى الرغم من أنها غير ذات أهمية حقيقية ولكنها أكثر ظهورا ووضوحا من النهر نفسه).

هنا لا بد لي من تناول جانب مهم من فكرة الأستاذ غوستاف لوبون في التأسيس لطرح نظريته المثيرة للجدل وكتابة هذا الكتاب المهم الذي ترجم للعربية بعد مرور مائة عام على تأليفه.

لب الكتاب أو جوهر الفكرة تتمثل في كيف تولد آراء وعقائد الجماهير وكيف تترسخ في النفوس وهذا هو الأمر الأهم في الظاهرة. وهي نوعين كما وضح الباحث: عوامل بعيدة وعوامل قريبة. أي عوامل غير مباشرة وعوامل مباشرة.

 

ــ العوامل البعيدة غير المباشرة:

وهي التي تجعل الجماهير قادرة على تبني بعض القناعات، وغير مؤهلة لتبني قناعات أخرى. فهذه العوامل تمهد الأرضية لتبرعم وانبثاق الأفكار الجديدة التي تدهشنا بقوتها ونتائجها، ولكن ذلك يتطلب عملا طويلا وبطيئا نسبيا.

 

ــ العوامل القريبة المباشرة:

وهي التي تثير الاقتناع الافعال لدى الجماهير، أي تبلور الفكرة وتخلع عليها هيئتها ثم تجيشها وتهيجها بكل نتائجها وانعكاساتها؛ وتحت ضغط هذه العوامل المباشرة تنبثق القرارات التي تحرك الجماعات البشرية فجأة. فهي التي تؤدي الى الإضرابات والتمرد الشعبي وأسقاط الحكومة وهي التي تدفع أغلبية كبيرة من الشعب الى الوصول بشخص ما الى سدة الحكم.

يمكن ملاحظة أمثلة عديدة من الواقع ومن الماضي القريب ومن التاريخ لوجود التأثير المتتالي لهذين النوعين من العوامل.

ويمكن التأشير على بعض العوامل البعيدة في أعماق عقائد الجماهير وآرائها: كالعرق، التقاليد الموروثة، التربية والتعليم، المؤسسات. وغيرها.

ويهمني دائما أن اضرب الأمثلة على المجتمع الشنكالي، وهنا سأتكلم عن التعليم قليلا، فاذا ما طبق بشكل سيء فأنه يصبح ضارا أكثر مما هو نافع، ولعمري أن التعليم في هذا المجتمع يطبق بشكل سيء جدا.

الفساد يتزايد وكذلك السرقة والتحايل فيقول سبنسر أن التعليم لا يجعل الأنسان أكثر أخلاقية. وتجد إحصائيات مثيرة في الكتاب تخص جانب التعليم.

في النهاية يقال بأن ما يتجمع عدد معين من الكائنات الحية، حيوانات أو بشر أو حشرات. حتى يضعوا أنفسهم بشكل غريزي تحت سلطة زعيم ما، أي محرك للجماهير أو ما يسمى بالقائد.

وهؤلاء القادة (بالنسبة للبشر) ليسوا في الغالب رجال فكر، وانما رجال ممارسة وانخراط. وهم قليلو الفطنة وغير بعيدي النظر. والخلاصة أن التأثير المزدوج للماضي من قبل الناس والتقليد المتبادل يؤديان في نهاية المطاف الى جعل كل البشر التابعين لنفس البلد أو ونفس الفترة متشابهين.

وأخطر ما يمكن أن تجده في الكتاب هو:

“ان الانقلابات التاريخية توضح لنا بان الانحلال النهائي يتم عن طريق الكثرة اللاواعية والعنيفة من الجماهير. فهي لا تستخدم قوتها الا في الهدم والتدمير. ان مؤسسي الاديان كانوا كلهم علماء نفس بدون وعي منهم بقدراتهم. وكانوا يعرفون قدرات الجماهير بشكل عفوي”.

لا تنس أن الكتاب أخرج في بداية القرن العشرون. وعند كل فقرة من الفقرات أعلاه ومع كل فكرة يمكنك التقاط أمثلة عديدة من المجتمع تماثلها في الطرح، ولم أرغب في سرد المزيد من الأمثلة والقصص حتى لا يكون المقال أكثر طولا ومللا. والاستفادة القصوى من هذا الموضوع يكون بالاطلاع على الكتاب نفسه، على أن تكون القراءة بوعي.

ويقول لوبون وهو يفرغ ما بجعبته في جملة قائلا:

“الجمهور الذي يمزق أربا. أربا، وببطء ضحية لا تستطيع الدفاع عن نفسها؛ يبرهن لنا على قسوة جبانة جدا”.

وأخيرا يقول العالم موسكوفتشي:

“الجميع متفقون على ان كتاب – سيكولوجية الجماهير – ومجمل اعمال غوستاف لوبون تشكل نجاحا منقطع النظير في المكتبات، وإنها احدى أكبر النجاحات العلمية في كل العصور. وهذا الكتاب هو المانيفست الذي دشن ما يدعى اليوم بعلم النفس الاجتماعي او الجماعي.