نقلا عن رووداو ديجيتال
يقول الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي الكوردستاني PSK إنه قبل أن تتحدث تركيا عن عملية السلام هذه المرة، كانت هناك محادثات بين الدولة التركية وعبدالله أوجلان و”يقال أن أوجلان وجه رسالة إلى قنديل طلب منها نزع السلاح ووقف إطلاق النار، لكن قنديل لم يوافق”.
ويضيف مسعود تك: “لا أعتقد” أن PKK سيلقي سلاحه “فقبل أن يلقي PKK سلاحه، يجب أن يعلم ماذا تقدم الدولة التركية للكورد، وخاصة PKK، مقابل نزع السلاح وإيقاف الحرب”، وفي نفس الوقت يقول إنه كان هناك الكثير من الأسباب لبدء هذه العملية “لكن مهما كانت الأسباب فإنني أرى أن أي عملية ستكون في مصلحة الكورد ولا ينبغي أن نعارضها من الآن”.
أمين عام الحزب الاشتراكي الكوردستاني السابق، مسعود تك، يخوض غمار السياسة منذ خمسين سنة في كوردستان تركيا وفي أغلب الأحيان كانت سياسات الحزب الاشتراكي الكوردستاني غير متفقة مع سياسات PKK.
لدى مشاركته في برنامج (حدث اليوم) لشبكة رووداو الإعلامية، تحدث مسعود تك عن المحادثات الجديدة بخصوص القضية الكوردية في تركيا والتي أطلق عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسمية “نافذة الأمل”.
“هجوم أنقرة مرتبط بعملية السلام”
يرى مسعود تك أن هجوم (23 تشرين الأول 2024) الذي شنه مسلحان، ذكر وأنثى، على مؤسسة صناعة الفضاء والطيران التركية في أنقرة، والذي تقول تركيا إن المهاجمين كانا تابعين لـ PKK، مرتبط بتصريحات دولت باخجلي وعملية “نافذة الأمل” لكن ليس معلوماً بعد ولا يمكن أن يجزم المرء بأن هذا هو السبب، إلا أن حوادث كهذه كثيراً ما تقع في تركيا، فنحن نذكر أنه أثناء عملية السلام في 2012 و2013، وقع حادث مشابه في منطقة سوروج وقتل فيه شرطيان، ويحتمل أن يكون هذا مرتبطاً بعملية السلام التي توشك أن تبدأ. لكن علينا التحلي بشيء من الصبر لنعرف من الذي سيعلن مسؤوليته عن الهجوم”.
بعد هجوم الأربعاء في أنقرة، أشار وزير الدفاع التركي ياشار كولر إلى أن PKK يقف وراء الهجوم، وفي هذا الصدد قال مسعود تك: “لا أظن أن PKK يقدم على أمر كهذا، لكن هذا محتمل، لأن حادث سوروج أيضاً كان بهذه الطريقة، في البداية أعلن PKK أن فريقاً محلياً تابعاً له نفذ العملية وتبنى المسؤولية، ثم نفى بعد فترة ذلك وقال لسنا نحن الفاعلين ومنفذو العملية أشخاص لا يريدون التقدم للعملية (عملية السلام)، لهذا لا يستطيع المرء أن يقول شيئاً وعلينا أن ننتظر، لأننا إن قلنا اليوم إن PKK هو الفاعل، ربما يقول PKK بعد عشرة أيام لم نكن نحن بل أشخاص ظلاميون”.
كان دولت باخجلي قد دعا إلى ذهاب عبدالله أوجلان إلى البرلمان ليعلن من هناك نزع سلاح PKK وحل الحزب. يقول مسعود تك: “قبل أن يتحدث دولت باخجلي بهذا، كان يشاع في تركيا وشمال كوردستان، أن الدولة التركية تحاورت مع عبدالله أوجلان وخاطب أوجلان قنديل لإلقاء السلاح وإعلان وقف إطلاق النار، لكن قنديل لم يوافق، لذا يوجد خلاف بين قنديل وإمرالي، وربما يوجد داخل PKK أو حوله يعارضون تدشين هذه العملية، وربما هم من نفذوا هذه العملية، لكن لا أستطيع الجزم والقول إنهم هم الذين نفذوا هجوم أنقرة أم لا”.
بعد هجوم أنقرة، نشر الرئيس المشترك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية، صلاح الدين دميرتاش، عبر منصة إكس الاجتماعية، رسالة أدان من خلالها الهجوم وقال: “من الممكن أن نحل مشاكلنا بالحوار ومن خلال السياسة، لكن الذين يريدون اعتراض سبيل هذه الخطوات بسفك الدماء، يجب أن يعلموا جيداً بأنه في حال بادر أوجلان واختار طريق السياسة فإننا نسانده بكل قوانا”.
وعن مضمون رسالة دميرتاش، وهل يمكن أن تخلق هذه العملية توجهات مختلفة داخل PKK، قال مسعود تك: “لا أعتقد بوجود اختلافات عميقة بين PKK ودميرتاش، هناك اختلاف في بعض الرؤى والتوجهات، لكنها ليست بالخلافات التي تضخمها أظراف أخرى وتريد أن تتسبب في مواجهة بين PKK ودميرتاش”.
وأضاف مسعود تك: “أعتقد أن أموراً ارتكبت باسم PKK لكنها لم تكن بإرادته، وأعتقد أن إيران لا تريد التقدم لهذه العملية، وتأثير إيران على قنديل كبير، وربما لا تريد إيران وأطراف أخرى أن تبدأ عملية السلام في تركيا وتحل المسألة الكوردية عن طريق الحوار، وهؤلاء يرتكبون هذه الأمور باسم PKK “.
وعن عدم إرادة إيران قيام عملية سلام في تركيا، قال مسعود تك: “إيران لا تريد ذلك أبداً، فهناك نقطتان أساسيتان، أولاهما أن إيران تريد إنشاء ممر شيعي في الشرق الأوسط، وحزب آكبارتي يعارض هذا الممر الشيعي، فآكبارتي يؤيد الإخوان المسلمين والإخوان المسلمون مختلفون مع الشيعة. كما أن إيران تعارض مشروع طريق التنمية الذي تريد تركيا والعراق وبعض دول الخليج تنفيذه، لذا فإن هناك الكثير من الأسباب والقضايا التي تسبب الخلاف بين تركيا وإيران وتجعل مصالحهما مختلفة لا تتفق، ودعونا لا ننسى أنه في حال تقدم القضية الكوردية واقتراب الكورد من النجاح في أي جزء من كوردستان، فإن تركيا وإيران تتفقان على اعتراض سبيل الكورد، وكان معهما في السابق العراق وسوريا في هذا. علينا أن لا ننسى مواقف الدولتين – تركيا وإيران – في وقت الاستفتاء بجنوب كوردستان، فقد كانتا متفقتين في الموقف”.
ويرى مسعود تك أن هناك نقطة اختلاف أخرى بين تركيا وإيران محورها سوريا، ويقول: “السياسة التركية والسياسة الإيرانية تجاه سوريا مختلفة، هناك أيضاً يوجد اختلاف في سياستيهما، لذا أظن أن أطرافاً إيرانية قد تقدم على هكذا عمليات باسم PKK أو باسم فريق فيه، وواضح أن هذه العملية لو تقدمت فإن علينا أن نتوقع تكرار هكذا حوادث”.
“حتى لو كنت أنا، لأردت أن أعرف ماذا ستقدم الدولة التركية لقاء إلقاء السلاح”
لدى الإجابة على سؤال يقول: في حال كانت هناك رسالة صريحة من أوجلان يدعو فيها PKK لإلقاء السلاح، هل سيلقي PKK سلاحه؟ يقول مسعود تك: “لا أظن ذلك، فقبل أن يلقي PKK سلاحه، يجب أن يعرف ماذا ستقدم الدولة التركية للكورد، وخاصة PKK، لقاء إلقاء السلاح هذا وإيقاف الحرب. أنا أعتقد أن PKK قوي الآن، فلماذا يلقي سلاحه وهو قوي؟ حتى لو كنت أنا، لأردت أن أعرف ماذا ستقدم الدولة التركية لقاء إلقاء السلاح. اليوم يتمتع PKK بسلطة في روجآفاي كوردستان ويسيطر على أرض ولديه قوة مسلحة. PKK قوة مؤثرة في سوريا وفي الشرق الأوسط فماذا ستقدم الدولة التركية للكورد في مقابل إلقاء السلاح أو إيقاف الحرب؟ ما لم يتضح هذا، لا أعتقد أن PKK سيوقف الحرب أو يتخلى عن سلاحه، لهذا يجب أن تكشف الدولة التركية عما في يدها وتعلن كيف ستحل هذه المسألة”.
“تركيا في ضائقة وتحتاج إلى هذه العملية”
وعن سبب بدء عملية المحادثات هذه مع أوجلان في هذا الوقت والحديث عن هذه المسألة من جانب دولت باخجلي، يقول مسعود تك: “كان باخجلي أول المعارضين لعملية السلام السابقة، وكان يصفها بالخيانة والتنازل عن الوطن، لكنه اليوم المبادر لهذا الموضوع. أعتقد أن سياسة الدولة التركية بحاجة الآن إلى البدء بهذه العملية واتخاذ هذه الخطوة لأن تركيا تعاني ضائقة في المنطقة وفي خارج البلد وداخله، وخاصة من الناحية الاقتصادية، فالأزمة الاقتصادية بلغت منتهاها، وغياب العدالة وتفشي العنف داخل المجتمع وقتل النساء بلغ أعلى المستويات”.
وأشار مسعود تك إلى توسع دائرة حرب إسرائيل، وقال: “من جهة أخرى، وفي حال هاجمت إسرائيل إيران، وستفعل بالتأكيد، اليوم أو غداً، فإن موازين الشرق الأوسط سيصيبها الخلل، ويجب أن يكون هنالك توازن جديد، لذلك تريد تركيا أن تثبت موطئ قدمها لتتمكن من البقاء في عفرين وجنوب كوردستان، ولهذا تريد تدشين عملية مع الكورد وإبداء مرونة تحسن من حالها في الشرق الأوسط وتهدئ وضعها”.
“يسعون لقطع العلاقات بين دام بارتي وحزب الشعب الجمهوري”
أشار مسعود تك أيضاً إلى أن عملية الحوار في هذا التوقيت لها علاقة بتعديل الدستور التركي أيضاً، وفي هذا الصدد يقول إن “الحكومة، وخاصة تحالف جمهور، تعمل على دستور جديد، وستحتاج إلى أصوات الكورد لتمريره، ولهذا تريد كسب أصوات الكورد، وربما تريد قطع العلاقة بين دام بارتي وحزب الشعب الجمهوري، اللذين كما نعلم ساندا بعضهما البعض في الانتخابات الأخيرة، وساهمت مساعدة الكورد في فوز حزب الشعب الجمهوري بالعديد من كبريات البلديات، فإن كان حزب الشعب الجمهوري اليوم في المقدمة في تركيا فإن للكورد تأثيراً كبيراً في هذا، لذا ربما كان بين نوايا وأهداف آكبارتي السعي لقطع هذه العلاقة بين حزب الشعب الجمهوري ودام بارتي، أو إضعافها. الأسباب كثيرة، لكني أرى أنه بغض النظر عن الأسباب، فإن البدء بالعملية ينفع الكورد ولا ينبغي الوقوف ضدها من الآن”.