رواية جديدة للشاعر والكاتب مصطفى محمد غريب- نضال صبيح مبارك العزاوي

صدر حديثًا عن دار النخبة للنشر والطباعة والتوزيع / مصر ” أحلام مسرحية ذات ستارة مغلقة ” تصدر الغلاف الخارجي لوحة مسرح بوجه خلف الستارة المغلقة، والرواية من الحجم المتوسط ب ( 360) صفحة وب (13) فصل و(5 ) عناوين ، رواية «أحلام مسرحية ذات ستارة مغلقة» للأديب الروائي والشاعر العراقي مصطفى محمد غريب، الرواية هي أجزاء من أحلام مسرحية لم تعرض أضيف الخيال الروائي والأسماء مموهة.

أحلام مسرحية

لابد من المرور على البداية التي ترسم الخطوط العامة في مضامين  لها معاني في الارتباط خصوصية العلاقات الإنسانية بما حولها من تداعيات وهنا نستطيع ان نتلمس جذور الجوهر الموضوعي لشخصيات الرواية كلما سرنا نحول الفصول المتكونة من ثلاثة عشر فصلاً  وعنوان لكل فصل نصوص تكاد تصل الى روح العمل الروائي المسرحي والفاصل ظاهرياً لكنه مرتبط اشد الارتباط بقضايا مصيرية وسريان القوانين التي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر بالأحداث  والعناوين الخمسة التي ظاهريا تقوم كبناية منفصلة عن بنايات متعددة لكنها والحقيقة لها مدخل عام مرتبط بالأخريات،  الرواية احادث مترابطة المصير متفرقة الأهداف والنوايا وهل دليل على الوعي النوعي للفنان العراقي بما يحيط او يحاط به وللرواية ابعاد تفرض على القارئ لكي يستنبط ويحلل ويربط ما بين التداعيات في حياة المسرح ارتباطاً بالثقافة كمعنى انساني يمجد الانسان كونه مساهم أساسي في وقائع التاريخ

 تمهيد

يقول الروائي مصطفى في مقدمة أحلام مسرحية:

 “الحياة مسرح واسع مفتوح له أبواب مغلقة وحدوده لا متناهية هلامية، البشر منهم من يمثل الدور ومنهم من يجلس على المدرجات يراقب لكن يشترك بالمشاعر والاحاسيس والجميع يمثلون في نصوص تم توزيعها بشكل مخطط او بعفوية الاستمرارية ليقوم كل واحد بدوره المعلوم وغير المعلوم.

 إذن التعاطي وفق ظروف استثنائية تحكمها الفكرة العنيفة التي توجه ضد العمل الثقافي والفني الحضاري التقدمي بحكم النظرية التسلطية بإلغاء الآخر وفرض العقلية التي تؤمن بالعنف والإرهاب إلا ان المسرح الحياتي يبقى يعرض النصوص المكتوبة وغير المكتوبة ولن يتوقف الا بتوقف الجنس البشري في الحياة قد تكون الطروحات ضمن “فوق واقعية الواقع” كما هي السريالية.

ويضيف مصطفى على ظهر غلاف الرواية:

خلال الدراسة، تعرَّفت على العديد من العاملين في المسرح والتلفزيون وفي المجال السينمائي، كان حلمها أولاً عربياً ثم الانتقال للعالمية، هذ الحلم تبعثر عندما اطلعت على الواقع المُر الذي يخص العلاقة بين النص المبدع وبين الاختيار الشخصي الضيق.

 تبعثرها دفعها لتبني المفهوم الوجودي في المسرح، فقرأت الفرنسي جون بول سارتر، وسيمون دي بوفوار، ثم البير كامو، وفرانسوا سيغان، وتعمقت في قراءاتها للمدارس الأخرى الفكرية لعلم النفس، الكلاسيكية الجديدة، والسريالية المتوازنة مع التحليل النفسي الفرويدي ومدرسة بروتولد بريخت.

والمقصود أن خشبة المسرح تشبه غرفة تتكون من ثلاثة جدران، والجدار الرابع ذو صفة وهمية يقابل الجمهور، كما تمثل في الدراماورجيا البريختية التي أعلنت الثورة على الاقتصاد والإنتاج الرأسمالي وتنقلاته في الهذيان والتجريد والعبث، ثم اللامعقول وصمويل بيكيت وحتى جيمس جويس، وفهمت توفيق الحكيم في اللامعقول  وعباس محمود العقاد الذي تناولت بعض مسرحياته هاجس الاغتراب وكتاب مصريين معروفين ولبنانيين، وتابعت واهتمت بالمسرح الكوميدي الهادف الذي يُسخر النكتة والمزحة والامثال لأهداف مرسومة وانتقدت دائماً الكوميديا المبتذلة.”

لقد فصل مصطفى المراجع الحسية الى واقع متميز واظهر حساسية القضايا العامة بالارتباط بخصوصية كل حدث يراه القارئ له ارتباط بالشخصيات الهلامية في الظاهر والواقعية في الباطن ولهذا نجد ان سير الاحداث تكاد ان تتقفز وترتبط بالمضمون وهو ما حدث لأحمد وصديقه قاسم لمجرد قصيدة شعريه ليتهمهم طوفان الإرهاب السلطوي والقهر السياسي في صورة تجريدية لها خطوطها اللونية

“انتظرا تاكسي اقلهما الى جانب الرصافة ، هبط عند حافظ القاضي بينما واصلت طريقها الى البيت، موسى كان مصمم زيارة عائلة هند للاطمئنان عليها وبخاصة كانت غمزات رجل الأمن شاكر اشبه بتهديد في مرحلة صارت التهديدات تطلق تحت طائلة المساس المعاكسة بأمن الدولة او أي تهمة تجر المرء الى غياهب مديرية الأمن العامة ، ولم تعد الحدود القانونية تفيد نفعاً امام الاستهتار بها ، خطر التهديدات يكمن في الاعتقال الكيفي “

ولهذا ختم الروائي مصطفى بالفكرة التي جالت في الذهن منذ البداية الى اللانهاية ووضعها على لسان ارتجال الظاهر بشكل خطابي لكنه المعني هو السير مع الحياة السائرة والمتعثرة احياناً لكن بدون توقف:

“- ستبقى معك شجونك وذكريات مكتوبة في خواطرك بحروف هلامية لها بريق صداه يرن في الاذن بينما الأصعب الاستمرار في التداعي لفراق مجبر في الغياب هذا الكم من الاحداث والحوادث المزدحمة والاحادية التي استمرت في التسارع والبطء في الوقت نفسه تتقاسم مراسيم

احتفالية الوداع والفرقة والتخفي وتقاس في ذكريات تسترجع ذكريات وصور تجمع صور لكنها ليس هي الحياة التي تتواجد فيها الصور لتضيء العلامات الأصعب في الاشتياق لمن تراهم يقيمون في الاذهان معبرين عن الواقع الذي يمنع النسيان في عتاب من شجون تجعل الأعين كمصابيح الإضاءة مثل علاقة نوران السرية بفلاح أبو نادية غير المكشوفة وبقت لسنوات سرية لحد اللعنة ولم تكتمل إلا في تلك الهجرة القسرية ذات الحروف الحادة التي اجبرت فلاح أبو نادية الاختفاء عند نوران في الكاظمية والتخطيط معاً كهمس العشق لسنوات لم ينكشف إلا في فرض الفراق نفسه فقام بالإعلان والاندماج والوضوح، لكن الذكريات تسجل دائماً في قواميس اعدت لهذا الغرض، مثلما سجلت مساحة صعبة

لمأساة احسان واصابته برصاص طائش وبمصادفة غريبة وهو الرجل الذي كان حلمه الوصول الى البيت، وسامية ومصادفة الجلطة الدماغية وسقوط عامود الكهرباء على رؤوف تحت جحيم سيارة زيل عسكرية روسية”

ويستدل مصطفى بالكشف عن تلك ا الخطوط الموضوعة سراً بشكل قانوني باهت ليس له ارتباط بالقانون الا من خلال تثبيت الفهم الأيدلوجية القهري والفاشي

” تناثرت النفوس وحكمت على الأجساد بالاختفاء في عنابر سفن شراعية اعدت لغرض الإبحار عبر الزمن وما هي الا فترات زمنية حتى تعرضت للتآكل والتسوس وإذا بالإغلاقات نفسها تصاب بداء الانتقال الى لوحة من المشاعر الوداعية وما حدث لموسى بعد رحلة آفاق منها وهو في حافلة لجهة معلومة وفي الوقت نفسه غير معلومة، بينما بقت سندس في المربع الذي ارادت الخروج منه الى لوحة لها مساحات واسعة تعيش فيها، سندس الدقيقة والواقعية التي فرضت عليها اللوطية

والاغتصاب والانتقام ثم الحلم الراحل فما أصعب البقاء في بكاء دون دموع، الحياة في حالة الانكسار فهي تعيد تجبير نفسها والافراد في حالات الاختفاء المختلف الشكل والألوان والمسببات فالتناسخ البشري يعيد اصطفاف الافراد والمجموعات في حالة استمرارية، ولكن على نفس الصيغة الإنسانية، ويبقى الحلم المسافر عبر تعرجات الوقت الى ازمنة العشق الراسخ في عقول المليارات من البشر الذين يسعون لخلق جنّة أرضية خالية من الوجع والقهر والدموع…”

الارتباط الأخير

ان الأديب العراقي مصطفى محمد غريب  ، نشر العشرات من القصائد الشعرية في العديد من الصحف والمجلات والدوريات.

له ستة روايات والعديد من المجموعات القصصية القصيرة والمواضيع السياسية والاقتصادية والنقابية والثقافية في مجلات، وصحف عراقية ،وعربية ونرويجية.

وترجمت البعض من قصائده إلى اللغة الإنجليزية والكردية والنرويجية كما ترجمت له مجموعتين شعريتين ورواية طويلة إلى النرويجية إضافة إلى العديد من المقابلات الصحفية والتلفزيونية.

كما نشر العشرات من المواضيع المختلفة في العديد من المواقع الإلكترونية.

ـــ نشرت نبذة عن حياته وبعض قصائده في «معجم البابطيين للشعراء العرب المعاصرين» الذي صدر في الكويت عام 1995.

ـــ نشر عنه وعن شعره في الموسوعة الكبرى للشعراء العرب ـ المغرب من سنة ــ 1965 ـــ 2006

ـــ عضو مركز الكتاب النرويجيين ( حالياً )

الكتب المطبوعة حوالي ( 28 ) كتاب شعري وقصص قصيره ورواية توزع طبعها سوريا، لبنان، الأردن، العراق، مصر ، النرويج