تأثر النضال الكوردي من أجل التحرر و تأسيس دولة مستقلة كثيرا بوعد بلفور و طريقة تأسيس دولة أسرائيل ليهود العالم و على هذا الامل بنى الكورد سياستهم و أمالهم في الحرية و الاستقلال. الكورد و بدلا من الاستناد على أنفسهم و على المعطيات العالمية للكفاح أتكأوا على الدول الاخرى كأمريكا و روسيا و في بعض الاحيان تحالفوا حتى مع الدول التي تحتل كوردستان على أمل أن تساعدهم تلك الدول في الحصول على حقوقهم.
مع أن أسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تم بنائها على أساس وعد من رئيس وزراء بريطانيا جيمس بلفور عام 1917 سمي بأسمة ( وعد بلفور) المشهور، و مع أن العشرات من الشعوب الاخرى حصلت على أستقلالها من خلال نضالهم من أجل التحرر ودون وعود من دولة أخرى، ألا أن الكورد يعولون أكثر على الطريقة الاسرائلية في الاستقلال و الحصول على دولة مستقلة.
و شاءت الاقدار أن يتم حرمان الشعب الكوردي من دولته الى اليوم حيث تغيرت الظروف الدولية الى درجة أن بات البعض و منهم حتى تركيا يتخوفون من وعد اسرائيلي للكورد بتأسيس دولة كوردية. و قد تأتي الايام التي يتم الاعلان عن ( وعد نتانياهو) على غرار (وعد بلفور) و لكن وعد نتانياهو هو بشأن تاسيس الدولة الكوردستانية في الشرق الاوسط.
بلفور وعد اليهود بدولة و الى اليوم يقوم الغرب و أمريكا بحماية اسرائيل و هذا هو سر بقاء أسرائيل في الشرق الاوسط و لولا ذلك الدعم الابدي فأن دولة أسرائيل كانت ستتحول الى عصف مأكول بيد الدول الاسلامية.
عداء الدول الاسلامية للدولة الكوردية و خاصة الدول التي تحتل كوردستان لا يقل أبدا عن عدائهم لدولة أسرائيل. فهل بأمكان دولة تتلقى الحماية من قبل أمريكا و الغرب من أجل البقاء حماية دولة كوردستان في حالة حتى نجاح أعلانها؟
الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب و خلال حملته الانتخابية الحالية نوفمبر 2024 قال بوضوح أن اسرائيل سوف لن تبقى في حالة عدم فوزة في الانتخابات و أعطى اسرائيل سنتين فقط كعمر أفتراضي للبقاء كدولة. و هذا يعني أن وجود دولة اسرائيل هو في مهب الريح و هي لا تمتلك مستلزمات البقاء أذا أستمر العداء الاسلامي الشيعي السني لدولة اسرائيل كما هو عليه اليوم. فحتى لو فاز ترامب في الانتخابات الحالية فأنه سيبقى في السلطة لأربعة سنوات فقط و عندها ستتعرض أسرائيل الى مخاطر الامحاء مرة أخرى.
و هذا يعني أن اسرائيل و من أجل ضمان بقائها لربما ستحاول أيجاد حليف لها في المنطقة حسب قاعدة عدو عدوي صديقي.و بما أن ايران و سوريا و العراق و تركيا لم يعترفوا الى الان بحقوق الشعب الكوردي و بما أن الكورد تواقون للاستقلال فأن الشعب الوحيد الذي يمكن أن تفكر فيه أسرائيل هم الكورد. الكورد فقط بأستطاعتهم تغيير المعادلة السياسية و كفة الميزان العسكري في المنطقة في حال أستقلالهم أو حتى بقائهم كورقة ضغط دائمية. لذا ليس غريبا أن نرى وعدا أسرائيليا للكورد بأسم ( وعد نتانياهو) و لكن هذا الوعد سوف لن يرتقي الى وعد بلفوز أبدا و في حال صدور هكذا وعد فأن اسرائيل يجب أن تدخل بكل قوتها و ألا فأن نهاية أسرائيل ستكون أقرب بكثير من التي أعلنها ترامب في حال فقط تلويحها بوعد نتانياهو للكورد.
حيث عندها سوف لن تحارب الدول الاسلامية اسرائيل لأنها تحتل القدس بل لأنها ايضا ستحاول قطع أجزاء من 4 دول أسلامية لـتاسيس دولة تكون بيضة القبان في توازن المنطقة من أجل بقاء أسرائيل.
لذا على الكورد أن يرفضوا وعد نتانياهو و يركزوا على نضالهم مع شعوب المنطقة و مع التوازنات الدولية فهي التي تضمن جوا سلميا و ملائما للبقاء. اسرائيل ليست دولة جارة لكوردستان بينما الكورد و شعوب المنطقة مجبرون على العيش معا سواء كدول مستقلة أو شعوب داخل نفس الدولة.
السيد هشام عقراوي المحترم.
تحية.
أحسنت.
للاطلاع:
“جيمس بلفور عام 1992 سمي بأسمة ( وعد بلفوز) المشهور، “.
جيمس بالفور عام 1917 سمي بإسمه ( وعد بالفوز) المشهور،
ملاحظة: ( وعد بلفوز) ترجمة لمضمون الوثيقة وترجمتها الصحيحة هي اعلان بالفور أو تصريح بالفور.
محمد توفيق علي
( وعد بالفوز) و( وعد بلفوز)
( وعد بالفور)
الأستاذ هشام المحترم
شكرا للتحليل الواقعي 🙏
يرجى تصحيح تاريخ وعد بلفور. ولك جزيل الشكر 🙏
سوار حج عمر. ألمانيا
الاخ محمد توفيف و الاخ العزيز نجم الدين المحترمان
شكرا على تعقيبكم للموضوع و ابلاغي ببعض الاخطاء … قمت بتغيير سنة أصدار وعد بلفور حيث من غير المعقول أن يكون صدر سنة 1992… لا أعرف كيف حصل الخطأ حقا. و لم أعد قراءة الموضوع بعد النشر.
أبقيت بعض اللاخطاء كما هي كي يعلم القارئ عن أي أخطاء تتحدثون.
شكرا مرة أخرى
أخوكم
هشام
الاخ العزيز استاذ هشام عقراوي المحترم .. شكرا على هذا العرض و التحليل الوافي و الدقيق لقضية شعبنا الكوردي ( المناضل و المظلوم ) .. اشاطرك في الراي … الكورد لا يفيدهم الاتكال على دول القوى العظمى .. وانما عليهم الاستفادة من تلك الدول ، وحسب المعادلة التالية ( افيد واستفيد ) .. المهم على الكورد تحرير انفسهم من مرض ( المناصب و المال ) والاعتماد على انفسهم في قيادة موحدة قوية وصلبة للكود وفي كل اجزاء كوردستان .. و هنا والشيء المهم تنمية الجانب الاقتصادي و التجاري و الصناعي و الاستفادة من الثروات الطبيعية وفي المقدمة النفط والغاز و الثروة الزراعية و الحيوانية و السياحة .. وعلينا ان لا ننسى عامل مهم ايضا ( تربية اطفالنا في المدارس ، تربية كوردية انسانية و حضارية .. مرة اخرى لك الشكر و التقدير .. الله يوفقك
أخي العزيز الدكتور قاسم المحترم.
أشكر مشاركتكم و أغنائكم للموضوع من خلال أبداء الرأي. نعم أخي العزيز تحول القضية الكوردية في جنوب كوردستان من قضية شعب يتوق الى الحرية و الاستقلال و بناء كوردستان الى شعب يركض و راء المناصب و المال و محاولة تغيير عقلية المواطن الكوردي البسيط من عقلية و طنية الى عقلية تركض وراء المال و المناصب لة تأثير كبير في أعاقة تحرير جميع أراضي أقليم كوردستان و دمج المناطق الكوردستانية خارج الاقليم بباقي المناطق الكوردستانية. و طالما أنظار الشعب بعيدة عن التحرر الكامل أقتصاديا و تجاريا و ماليا و سياسيا فأن فكرة الاتكال على الاخرين ستبقى العامل المسيطر على أستراتيجية النضال الكوردي الذي أدى دوما الى الفشل و الرجوع الى نقطة الصفر.
تقبل أحترامي
أحوكم
هشام
(( لذا على الكورد أن يرفضوا وعد نتانياهو و يركزوا على نضالهم مع شعوب المنطقة و مع التوازنات الدولية فهي التي تضمن جوا سلميا و ملائما للبقاء. اسرائيل ليست دولة جارة لكوردستان بينما الكورد و شعوب المنطقة مجبرون على العيش معا سواء كدول مستقلة أو شعوب داخل نفس الدولة.)) اقتباس
هذا الاقتباس هو قلب كوردستان . واضيف ان اهم مرحلة في حياة الاقليم اليوم هو توحيد الصف الكوردي الكوردي ولاحظ كيف هناك خناق سوى ابراهيم الخليل على احدى اقطاب الاقليم وهذا غير مريح . وثانيا مع اعتزازنا بانتمائنا بكافة فروعه لكن خروج الاقليم من سجن التحزب والعشائرية الى فضاء الكوردياتي هو الازلي وهو فوز وسد الباب القاتل في فراغ جغرافية المحافظات المقيت وثالثا لاتبحث عن استقلال نهائي في حوض غير كوردي ودولي رافض لذلك ولو نظرنا للاقليم فانه في الحقيقة دولة منذ 2003 وكان باستطاعته ان يصبح تايوان الصين المزدهرة وليس وضع العنب في سلة التفرد او العلاقة مع بغداد تنقط الرواتب بضرائب او الاهتمام بالتوسع الجغرافي و الحزبي على حساب عمل كبير كالاستقلال . ورابعا عدو العرب والمسلمين معروفة فليس معقولا وتوكيدا لمقالك بان تعول عليه بدولة !! بينما محمود الحفيد رفض مصافحة يد البريطاني في الحرب الكونية الاولى ووضعوا علامة على الكورد ؟ واخيرا نتمنى غدا تحقيق الاماني ولكن لايمكن لدول العالم الاخرى ان تضحي برفض سوريا والعراق وايران وتركيا من اجلنا . وكذلك قبل داعش شكل وبعده لون آخر .وانشالله نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة تكون بمستوى نجاحها مع المشاركة العالية فيها لتعديل وادامة تقدم الاقليم .
كندا / 3-11- 2024م
الاخ العزيز خالد المحترم
شكرا على أغنائك للموضوع و أبداء الرأي..
أتفق معك في الاضافة التي قدمتها و أضيف أن حقوق الكورد مرتبطة مباشرة بوحدة صفوف الكورد أو بالاحرى الكوردستانيين جمعاء. و لكن هذا المطلب الذي يؤمن به الكثيرون و منهم حضرتكم و باقي الفئة المثقفة هو صعب المنال لأننا لا نملك أحزاب سياسية بكل ما في مصطلح الحزب من معنى. فأحزابنا شخصية و شعبنا لديه مرض عبادة الشخص و لا يهم أن كان ذلك الشخص رئيس عشيرة أو رئيس شركة أو رئيس حزب دكتاتوري مركزي الادارة. و اذا كان الشعب يعبد الاشخاص فأن قياديي الاحزاب لديهم ولاء لطرف أجنبي أو لربما لمحتل من محتلي كوردستان أو حتى و لاء مزدوج. و هذا يفسر لماذا الكورد محرومون من دولتهم المستقلة و حقوقهم. المخلصون من الشعب الكوردي لديهم الحق أن يكرهوا اليوم الذي تولى البعض قيادة هذا الشعب و سوقهم الى عواصم الدول المحتلة بدلا من التحصن في أربيل أو دياربكر أو سنندج أو قاميشلوا أو السليمانية أو كركوك. الشيخ محمود كان ولائة اسلاميا عثمانيا و هذا أبعد الغرب عن الكورد و صاروا يتعاملون مباشرة مع تركيا و ايران و العراق و سوريا بدلا من التعامل مع ذيل من ذيول تلك الدول من الكورد.
تقبل أحترامي
أخوكم
هشام
لا يشرف الشعب الكردي أن يعده المجرم ضد الإنسانية نتن ياهو باستقلال وطنهم، فهو من أعتى المجرمين في العالم اليوم، قاتل الأطفال والنساء. إن حق الشعب الكردي في الحصول على حقوقه الكاملة على أرضه من المحتلين الترك المغول والفرس والعرب لن يتحقق بوعد من مجرم ضد الإنسانية، ولا بمنّة من الطاغية أردوغان، ولا من مدعي ولاية الفقيه، ولا من القوميين العرب المتطرفين. بل هو حق دستوري لأكثر من 40 مليون كردي عاشوا على أرضهم منذ آلاف السنين حتى يومنا هذا، وبنى الملك البابلي حدائق بابل المعلقة، إحدى عجائب الدنيا السبع في الحضارات القديمة، إكرامًا لزوجته الكردية ابنة الجبال.
تظل الشمس تشرق على كردستان كما أشرقت عليها قبل أن يكون للمحتلين وجود على الخريطة السياسية الحالية لكردستان.
‘کەس نەڵێ کورد مردووە، کورد زیندووە زیندووە قەت نانەوێ ئاڵاکەمان’ ‘لا تقل إن الأكراد ماتوا؛ الأكراد أحياء، ولن تسقط رايتنا أبدًا.
أولا: مشكور ألام هشام على هذا الموضوع الخطير والحساس والمثير للجدل لأهميته لأبل ولخطورته ؟
ثانبا: لنكن واقعيين ومنصفين أن لا قيامة لدولة كوردستان من دون دعم وإسناد من قوى كبرى داعمة ومتنفذة ، ثم ما المعيب إن أتت النجدة والمساعدة من دولة إسرائيل ما دام ألأمر يتعلق بمصير الكورد ومستقبلهم والذي عانى لمئات السنين ولم يزل يعاني والكارثة الأكبر على يد جيرانهم وإخوانه في الدين والكارثة ألاكبر الذي لم يشفع لهم في إقامة دولتهم ، أم حلال على الفلسطينيين في إقامة دولتهم وحرام على الكورد ؟
ثالثا: من يقراؤون التاريخ جيدا ويحللون ألأحداث بعيدا عن ألأحلام والتمنيات والعواطف يستنتجون أن إسرائيل قادرة على إحداث تغيرات مهمة وخطيرة قي المنطقة ومنها إقامة دولة للكورد وخاصة في العراق ، وسبب عدم جديتهم في صنعها ألان هو تغلب العقلية الإسلامية على عموم الكورد ، ومن دون زوالها تماما أو ضعفها فستبقى مجرد أحلام ووعود ، سلام ؟
الاخ العزيز سرسبيندار السندي المحترم
شكرا على مرورك الكريم و أبدائك الرأي. لربما أستطيع الرد على تساؤلك بجملة واحدة و هي و مع أحترامي لك و للقراء: أن دول الجوار لا تستطيع أن تعاقب الحمار( اسرائيل) و لكنها تقدر أن تعاقب البردعة ( الكورد) بكل سهولة.
أخي العزيز: في معادلة الحرب الاقليمية بين اسرائيل و بقية الدول الكورد هم الحلقة الضعيفة التي يضحي بها الجميع في حالة تصاعد الخلافات. ترامب ينسحب من كوردستان عندما تضغط علية تركيا، و اسرائيل سوف تترك الكورد في الميدان و حيدين في حالة زيادة الضغط عليها تماما كما فعل الشاه الايراني سنة 1975. على الكورد أن لا يكونوا ورقة أو عملاء بيد اية دولة عظمى أو ذيل لدولة عظمى، بل عليهم الاستفادة من التوازنات الدولية.
تقبل أحترامي
أخوكم
هشام