حكام الخليج بين محنتين- سامي جواد كاظم

باختصار المقصود بالدرجة الاولى من حكام الخليج السعودية والامارات والبحرين ، هذه الدول لها مواقف داعمة للكيان الصهيوني قبل واثناء طوفان الاقصى ، والمحنتين مصدرها ايران ، وهما حربية وعقائدية.

ايران هددت علني بضرب المصالح الامريكية ومن يساند امريكا اذا ما تجرات امريكا عبر لقيطتها بضرب ايران والان الرد الايراني على الاعتداءات الصهيونية هو بحجم الاعتداء ، ايران سترد على اخر اعتداء للكيان عليها بالوعد الصادق /3 .

يقال عبر وسائل الاعلام وتحدث بعض المحللين عن الاعتداء الصهيوني الاخير على ايران ان امريكا طلبت منهم ان لا يتقربوا من المنشاءات النووية الايرانية ولا ابار النفط لان الرد الايراني سيكون بالمثل .

من هنا حكام الخليج الذين اشرت لهم يخشون من مواجهة ايران لانهم تحت المطرقة الايرانية وهذا يعني انه ستكون دولهم السندان ـ ابار نفط وبنى تحتية ـ قطر نأت بنفسها عن هذا الصراع بالرغم من تواجد قاعدة امريكية فيها الا انهم لا يسمحون لهم في استخدامها ضد ايران كما وان ايام التامر السعودي الاماراتي على قطر واعلان الحصار عليها ايران، هي من وقفت معها . هذه محنة رقم واحد

المحنة العقائدية وهي الاخطر بالنسبة لهم ، وبسببها دعموا الكيان الصهيوني لوجستيا كما اطلع العالم على الجسر الجوي والبري الذي تكفلت به السعودية والامارات الى الكيان الصهيوني، وهذا يضاف له مواقف سياسية خفية مع اثارة الرفض لاي مشروع لوقف اطلاق النار او التفاوض طالما ان كفة الحرب تميل للمقاومة ، واذا ما انتصرت المقاومة فهنالك حسابات هدامة للداخل الخليجي وحتى الصهيوني .

الان بدات صيحات المثقفين السنة وحتى المشايخ وحتى بعض الازهريين عن ماهية الشيعة وتخاذل السنة في نصرة اخوانهم السنة في فلسطين ولم ينصرهم الا الشيعة في ايران ولبنان واليمن والعراق ، وهنا الطامة الكبرى التي تنتظرهم اذا ما تحقق لمحور المقاومة ما يريد .

المجتمع السعودي كان مغلقا على الوهابية وكشف الغطاء عنهم بسبب الاعمال الارهابية التي حدثت في العالم وحتى في امريكا وما ادراك ما قانون جيستا الامريكي ، وبسبب ذلك فلابد من ايجاد توجه بديل للوهابية مهما تكن تبعاته بشرط ان لا يتجه السعودي الى الثقافة الشيعية ومن هذا المنطلق جعل الامير محمد بن سلمان الانفتاح على مصراعيه باتجاه الفساد الاخلاقي العلماني وهاهي ارض الحرمين تستقبل مفاسد البلدان العلمانية على ارضها وتقيم الحفلات وما الى ذلك حتى يتوجه الشعب السعودي لهذا الانفتاح بعيدا عن معرفة حقيقة الشيعة .

كتبت في احدى منشوراتي على مواقع التواصل الاجتماعي ان موقف ايران ومحور المقاومة الشيعي من حرب الصهاينة اغنت الشيعة عن كتاب المراجعات وليالي بيشاور ، وهل لاحظتم ان القنوات الماجورة التي كانت دائما تعرض البرامج الحوارية الطائفية بين السنة والشيعة توقفت وكذلك الحوارية بين العلمانية والاسلام ايضا توقفت بسبب مواقف الدول العلمانية الكبرى ـ امريكا ، فرنسا ، المانيا ، وبريطانيا ـ من جرائم الصهاينة ضد الابرياء في غزة وبعدها في لبنان فاين هي حقوق الانسان واين احترام القانون الدولي ؟

هنا التفكير الحقيقي لهذه الدول عن الحلول اذا ما توقفت الحرب ماذا سيكون بعدها من ظهور ثقافات مؤيدة للاسلام بل لفلسطين التي جهدوا انفسهم لمسحها من الخارطة ، ولانها لم تجد الحلول المناسبة لذا تستمر الحرب ومسالة المفاوضات والوساطات هي مشاهد من مسرحية الجريمة والارهاب تاليف وسيناريو الكونغرس الامريكي .

الشرفاء من السنة الذين امتدحوا الشيعة هم بقوا على سنيتهم وهذا ما يؤكد ثقافتهم وعدالتهم لان الانسان له الحرية في معتقده على ان لا يكره الاخر وهاهم الاخوة من السنة المعتدلين الذين قالوا رايهم صراحة واثنوا على الموقف الشيعي في نصرة السنة .

سابقا كانت السعودية تواجه الشيعة بالكلباني والعريفي الان يواجهون الشيعة بـ نانسي عجرم وشاكيرا  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *