كشف تقرير لمرمز ستيمسون، عن قلق لدى بغداد منامدادات الأسلحة الثقيلة التي تقدمها الولايات المتحدة لحكومة إقليم كردستان.
وقال المركز في تقرير له، انه “تعكس الإمدادات الأميركية لكردستان العراق رغبة واشنطن في الحفاظ على وجود طويل الأمد في الاقليم بعد انسحاب القوات الأميركية من وسط العراق العام المقبل”.
وأكدت وسائل الإعلام العراقية مؤخرًا أن إدارة بايدن سلمت أسلحة مدفعية ثقيلة لحكومة إقليم كردستان العراق على الرغم من اعتراض السلطات العراقية في بغداد.
ووصفت الولايات المتحدة تسليم عشرين مدفع هاوتزر عيار 105 ملم إلى حكومة إقليم كردستان بأنه نقل مخطط له منذ فترة طويلة يهدف إلى بناء قدرات قوات البشمركة الكردية.
في بغداد، كانت هناك دعوات من البعض للاستيلاء على المدفعية والقلق من أن الدعم الأمريكي الجديد قد يؤدي إلى تفاقم العلاقات المتوترة بالفعل بين بغداد وأربيل، مما يهدد جهود رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لتحسين العلاقات مع حكومة إقليم كردستان والحفاظ على علاقات جيدة مع واشنطن على الرغم من الانسحاب المتوقع للقوات الأمريكية من وسط العراق العام المقبل.
وبحسب المركز، فان “الشراكة التاريخية بين الولايات المتحدة والأكراد العراقيين تمثل مصدر قلق لسلطات بغداد، تاريخيا كانت الولايات المتحدة عبر وكالة المخابرات المركزية الامريكية تدعم الأكراد العراقيين بناء على طلب الشاه. وعملت الولايات المتحدة خلال فترة ما بعد الإطاحة بصدام بتوجيه الدعم الى الإقليم بالإضافة إلى تأكيد النظام الفيدرالي للعراق، فإن الدستور المدعوم من الولايات المتحدة للعراق يضمن نفوذ الأكراد في الحكومة المركزية العراقية من خلال منح الرئاسة لكردي عراقي. ومع ذلك، كانت هناك نزاعات متكررة بين بغداد وأربيل حول عائدات النفط وتوفير رواتب حكومة الاقليم”.
ويحظر دستور العراق على القوات المسلحة بخلاف الجيش الوطني امتلاك المدفعية الثقيلة ، هناك مخاوف من أن توفير مثل هذه الأسلحة لقوات البيشمركة قد يعيد المشاعر المؤيدة للاستقلال داخل حكومة إقليم كردستان.
ووافقت إدارة بايدن على توفير أنظمة دفاع جوي حديثة للحكومة المركزية العراقية والبيشمركة ولكن الامر متوقف على موافقة حكومة بغداد.
وتشعر الدول الإقليمية الأخرى، وخاصة تركيا، بالقلق إزاء التحركات الأمريكية لتحسين القوة العسكرية لحكومة إقليم كردستان.
من وجهة نظر واشنطن، فإن تسليم الولايات المتحدة لأسلحة أكثر تقدماً لإقليم كوردستان العراق يعكس الرغبة في الحفاظ على وجود طويل الأمد في المنطقة بعد انسحاب القوات الأميركية من وسط العراق. إن الوجود الدائم لقوة عسكرية أميركية في إقليم كوردستان من شأنه أن يسهل العمليات الجارية ضد داعش بالإضافة الى ردع الهجمات التي تشنها إيران.
قد تزود الولايات المتحدة قريباً، بحسب المركز، قوات البيشمركة بطائرات استطلاع بدون طيار وذخائر وهو ما قد يعوض جزئياً على الأقل عن افتقار إقليم كوردستان إلى القوة الجوية. وفي حين من غير المرجح أن تستخدم حكومة إقليم كردستان هذه الأسلحة ضد بغداد. كما ان التوترات المتزايدة مع واشنطن بشأن الصراعات المنتشرة في الشرق الأوسط من شأنه أن يقوض بشكل أكبر الجهود الأميركية للحفاظ على علاقات جيدة مع العراق ومواجهة النفوذ الإيراني في بغداد.