من أهم وأبرز ما قد تمخض ويتمخض عن هجمة السابع من أکتوبر التي لعب فيها النظام الايراني دور المحرك والمحرض الابرز فيها، وذلك من حيث آثارها وتداعياتها على لبنان بشکل خاص والمنطقة بشکل عام، إنها مهدت لأجواء ومناخ يجعل المنطقة تسعى للنأي بنفسها بعيدا عن نفوذ وهيمنة النظام الايراني، ولاسيما بعدما صار من الامور المسلم بها إن کل الحروب والازمات والمساوئ والمصائب التي حدثت وتحدث في المنطقة، تقترن بشکل وآخر مع نفوذ وهيمنة النظام الايراني فيها.
لم تشعر حرکة حماس ولا حزب الله اللبناني بآثار وتداعيات الضربة التي تم توجيهها لهما بقد ما شعر ويشعر النظام الايراني بذلك، ولاسيما وإن حماس وحزب الله کانا يشکلان خطان أماميان من أجل الدفاع عن هذا النظام بإعتراف قادته، وإن تدمير هذين الخطين بالشکل الذي شهده العالم کله، يعني إنه لم يبقى هناك من خطوط أمامية للنظام ولاسيما بعدما صار في الصورة وصار يتلقى ضربات مباشرة تضطره رغم أنفه أن يرد عليها مع إنه لو قدر له لم يکن يرغب بذلك إطلاقا.
حالة الحزن والالم التي طغت على خامنئي والنظام الايراني بما حدث وجرى لهذين الوکيلين التابعين له في المنطقة والتي تصاحبها أيضا حالة من الخوف والقلق، إنما لأنها تعني بأن رکيزة تصدير التطرف والارهاب والتدخلات في المنطقة التي يقوم النظام الى جانب رکيزة قمع الشعب الايراني في الداخل على أساس منهما، قد تضعضعت ولم تعدا مفيدتان کالسابق ولا يمکن التعويل عليهما.
هجمة السابع من أکتوبر2023، والتي أراد النظام الايراني إستغلالها وتوظيفها في صالح وقف المد الشعبي الرافض له في داخل إيران والذي تقوده المقاومة الايرانية منذ أکثر من 4 عقود، ولاسيما بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، التي هزت النظام بعنف بصورة بحيث صار العالم يتوقع بأن النظام سوف يسقط بسبب منها، خصوصا وإن آثارها وتداعياتها قد بقيت ولکن الذي حدث هو عکس ذلك تماما، إذ أن النظام ليس لم يحقق هدفه المشبوه ذلك بل وحتى تم رد کيده الى نحره، وبدلا من أن يستفيد من عامل تدخلاته وإثارته للحروب في المنطقة، فإنها إرتدت عليه سلبا الى الحد الذي صارت رکيزة تدخلاته وإثارته للحروب الى جانب رکيزة قمع الشعب الايراني تعانيان من ضعف بالغ بما يمکن أن يجعل النظام وفي أقرب مسافة زمنية في مهب الريح.
تحطيم مرتکزي قمع الشعب الايراني والتدخلات في المنطقة، يمهد للتغيير الجذري والحقيقي الذي يطمح إليه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية ويناضل من أجله، والتغيير في إيران صار أمرا واجبا لامناص منه ولاسيما وإن المنطقة والعالم أيضا يريان ضرورة حدوث التغيير في النظام السياسي الدکتاتوري المشبوه في إيران.