حزب الله ينشر الرعب في سماء الكيان الصهيوني- الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي

 

نجاحات حزب الله في الاسابيع الاخيرة في اختراق القبة الحديدية الصهيونية, لضرب أهداف حيوية في عمق الكيان الصهيوني, اثارت تساؤلات كبيرة في العالم, عن مدى فعالية تلك القبة المزعومة, والتي تكلم عنها الاعلام وعظمها وجعلها اسطورة, وكذلك تساؤلات عن حزب الله وكيف استطاع وبعد ان فقد كبار قياداته ان يستمر بالصمود؟ بل ويطور من اساليبه في ضرب العدو الصهيوني, وتكون ضربات موجعة, وكيف اصبحت المسيرات التي يطلقها نحو أرض الكيان تخترق القبة الحديدة, بل وتصل الى ابعد مدى وتحقق إصابات مباشرة.

الاسابيع القليلة الماضية حملت اخبار الاصابات الموجعة في الكيان, والاختراقات التي لا تعد للصواريخ والمسيرات المنطلقة من لبنان نحو الكيان.

 

·     السلطات الصهيونية مرتبكة

تحقق السلطات الصهيونية في فشل نظام القبة الحديدية الدفاعي الشهير في اعتراض الصواريخ ,المطلقة من جنوب لبنان والتي أدت إلى مقتل العشرات واخرها إسرائيليين اثنين يوم الأربعاء الماضي, ويحتوي نظام الدفاع الجوي على بطاريات منتشرة في جميع أنحاء الكيان تحمل عدة صواريخ اعتراضية, ويقال إنها نظام الدفاع الجوي “الأكثر اختبارًا على المستوى القتالي” في العالم, ويتم دعمها جزئيًا من خلال المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.

وقالت خدمات الطوارئ الصهيونية: إن رجلا وامرأة في الأربعينيات من العمر أصيبا بشظايا في بلدة كريات شمونة الحدودية, وجاء الهجوم في أعقاب هجوم يشتبه أن حزب الله شنه على مدينة حيفا، وهي ثالث أكبر مدينة في الكيان الغاصب، مما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص في الهجوم الثاني على المدينة في أقل من أسبوع, وقال حزب الله في وقت سابق أنه استهدف قاعدة عسكرية شمال المدينة, وأنه أصاب منصات إطلاق الصواريخ على كريات شمونة في وقت لاحق من يوم الأربعاء.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن سلطات الكيان الصهيوني تحقق في سبب عدم اعتراض نظام الدفاع الصاروخي لصواريخ المقاومة الاسلامية, ومن المرجح أن تكون هذه الحوادث قد أثارت ذعر المسؤولين العسكريين الذين يتباهون بقدراتها المتطورة ويروجون للقبة الحديدية للجمهور باعتبارها المدافع الجوي الرئيسي للبلاد, وايضا اثارت الرعب في الإعلام العبري حيث يتحدث اعلام الكيان عن تكرار الفشل في التصدي لهجمات حزب الله. تشير التقارير الأخيرة إلى أن حزب الله ربما اكتشف أخيرًا نقاط الضعف في القبة الحديدية، والتي يمكن أن تشكل خطراً محتملاً على الأمن القومي الصهيوني.

فهل فقدت القبة الحديدية الصهيونية قدرتها على كشف الصواريخ والمسيرات؟ ويبدو أن حزب الله وجد طريقة للتغلب عليها.

 

·     القواعد العسكرية الصهيونية في خطر

تعرضت قاعدة جسر جولاني التي يديرها الجيش الصهيوني للهجوم في هذه الغارة بطائرة بدون طيار من قبل حزب الله، ويقال إنها أعنف ضربة بطائرة بدون طيار على الإطلاق على الكيان الصهيوني, وكانت الأضرار المتكبدة أيضًا كبيرة جدًا. والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن ذلك أدى إلى ظهور الخوف من أن القبة الحديدية أصبحت الآن قابلة للاختراق، على الرغم من أن المتعفنين في عاصمة الشر “تل أبيب” والتي تفتخر بنظام دفاع جوي من الطراز العالمي.

ان الجيش الصهيوني لا يعرف شيئا عن فشل القبة الحديدية, وبعد انكشاف فضيحتهم يحاولون تضليل الاعلام واخفاء ما يحدث, ويشعر المحققون الصهاينة بالحيرة أيضًا بشأن سبب عدم تمكن القبة الحديدية من التقاط علامات غارة الطائرات بدون طيار، على الرغم من أنها كانت هجومًا واسع النطاق, وحتى صفارات الإنذار من الغارات الجوية لم تكن قادرة على تنبيه الدفاعات في قاعدة جسر جولاني، وهو أمر أكثر إثارة للدهشة والخوف بالنسبة للصهاينة، الذين يخشون الآن المزيد من الهجمات التي قد تؤدي إلى خسائر في الأرواح والممتلكات.

يبدو ان سر القبة الحديدة انكشف لحزب الله وأصبح الكيان عاري من دون غطاء يحميه من ضربات المقاومة.

 

·     فجوات في القبة

كان يراقب خبراء صهاينة كيفا يكافح نظام القبة للتعامل مع تكتيكات حزب الله, حيث تستخدم صواريخ مضادة للدبابات تطير على ارتفاع منخفض نحو الأرض, وهي الصواريخ التي لا يمكن إطلاقها إلا على مدى قصير، وتكون سريعة جدًا بحيث لا يمكن للقبة الحديدية اعتراضها، وهي تطير تحت الحد الأدنى لارتفاع الصواريخ الاعتراضية, حيث تشكل المركبات الجوية بدون طيار (UAVs) أيضًا مشكلة لرادار القبة الحديدية، كما يقول مختصون صهاينة في الإعلام العبري: إن الطائرات بدون طيار مصنوعة من مواد كربونية مثل الخشب والبلاستيك التي لا تعكس الرادار كما تفعل الصواريخ المعدنية. “من الصعب جدًا اكتشافهم.” علاوة على ذلك، فإن الحدود مع لبنان هي موطن لكثير من الطيور, التي يمكن أن يخطئ نظام الرادار في الخلط بينها وبين الطائرات بدون طيار, ويقولون: “لدينا الكثير والكثير من الإنذارات الكاذبة”.

 

·     تصريحات خطيرة

صرح للاعلام العبري العميد الصهيوني المتقاعد والذي أشرف على الدفاعات الجوية الصهيونية من عام 2015 – 2018: “لكي أكون صادقًا أعتقد أن حزب الله أدرك ثغراتنا, ولهذا السبب يستخدمون المزيد والمزيد من الطائرات بدون طيار في الأسابيع القليلة الماضية. “… وهنا يتضح شيء مهم, فمع ان الكيان ومع الاعلام الغربي والعربي المطبع, كلهم يجتهدون في اخفاء خسائر الصهاينة, ليكون دائما بمظهر القوي المنتصر, لكن لم يعد بمقدورهم إخفاء كل شيء, وضربات المقاومة خلال الأسابيع الماضية موجعة جدا.

ورصدنا تصريح صهيوني آخر حيث يقول حاييموفيتش: إن الصراع مع حزب الله لن يشبه الحروب السابقة مع غزة، بما في ذلك تلك التي بدأت في 7 أكتوبر, حيث يمتلك حزب الله اليوم ضعفين وثلاثة أضعاف عدد الصواريخ والقذائف التي أطلقتها حماس في 7 أكتوبر”. ويضيف: وفي الواقع فإن الحجم الدقيق لترسانة حزب الله وتكوينها هو سر يخضع لحراسة مشددة.. وهنا ندرك حجم الرعب الذي يجتاح قلوب النخبة الصهيونية فكيف بالمواطن العادي.

يقول فابيان هينز، خبير ترسانات الصواريخ في الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في برلين: إن العديد من صواريخ حزب الله هي أنظمة غير موجهة وقصيرة المدى، لكن الجماعة تمتلك أيضًا أسلحة أكثر تطوراً, ويضيف هينز: “أود أن أقول إن أحد الاختلافات الرئيسية بين حماس وحزب الله هو أن حزب الله يمتلك أسلحة موجهة بدقة”, ويقول إن هذه الأسلحة يمكن أن تهدد القبة الحديدية بطريقة أخرى: من خلال مهاجمة منصات إطلاق الصواريخ نفسها, وفي الواقع، نشر حزب الله مقطع فيديو لضربة واضحة على منصة إطلاق القبة الحديدية في يونيو/حزيران.

 

·     حقائق عن القبة الكارتونية

تواجه دويلة الصهاينة نقصاً وشيكاً في الصواريخ الاعتراضية، بينما تعمل على تعزيز الدفاعات الجوية لحماية نفسها من هجمات إيران ووكلائها، حسبما نقلت “فاينانشيال تايمز” عن مسؤولين تنفيذيين في الصناعة ومسؤولين عسكريين سابقين, وتسابق الولايات المتحدة الزمن للمساعدة في سد الثغرات في “الدرع الواقي” للكيان، إذ أعلنت، الأحد نشر بطارية دفاع جوي عالي الارتفاع “ثاد”، قبل ضربة انتقامية “متوقعة” من إيران باتجاه الكيان المغتصب، والتي تخاطر بمزيد من التصعيد الإقليمي.

وقالت دانا سترول، وهي مسؤولة دفاعية أمريكية كبيرة سابقة مسؤولة عن الشرق الأوسط: إن “قضية الذخائر الإسرائيلية خطيرة”، مضيفة أنه: “إذا ردت إيران على هجوم إسرائيلي (بحملة غارات جوية ضخمة)، وانضم حزب الله أيضاً، فإن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ستكون مشتّتة”.

وتطرح الإمدادات الأميركية، مشكلة، إذ شددت سترول، على أن الولايات المتحدة لا تستطيع الاستمرار في إمداد أوكرانيا وإسرائيل بنفس الوتيرة، “نحن نصل إلى نقطة تحول”.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *