سوق التاريخ الاسلامي- سامي جواد كاظم

عندما ترى بائع متجول او على الرصيف ليس من المنطق ان تنتقده لادارة عمله على بساطته وليس له ما لصاحب الاسواق الكبيرة .

من هذا المنطلق فان للتاريخ الاسلامي احداث واحاديث بعضها وضعت بقصد بعيدا عن الحسن والسيء وبعضها عفوية من اناس بسطاء ، وقد تتفاقم هذه الاحداث لتصبح محل تجاذب ومهاترات .

نعم هنالك دخلاء على التراث الاسلامي وابتدعوا امورا لا صلة لها بالاسلام بل الصقوا بها شخصيات الاسلام ، وبسبب توجيه النقد لها اصبحت بضاعة لمن يريد ان ينتقد ويكتب عنها .

والجهد الذي يبذله الناقد لو بذله لنشر الفضيلة والصدق والنصيحة بالتي هي احسن افضل من تهجمه الانتقادي اللاذع ، وحقيقة ليس الخلل بمادة النقد بل بالناقد نفسه .

فعندما يتصرف البسطاء بقلة معرفة وادراك فلماذا ينتقد العالم ؟ وعندما يتمكن شخص ما كما هو الحال اليوم من طرح رايه بسبب ما يمتلك من اموال او مكانة اجتماعية ويسمح له الوضع الراهن تحت مظلة الحرية وتعدد الاراء واحترام الاخر ان يقول ما يشاء ، فلماذا يحاسب الفقهاء على عدم التعرض لهؤلاء وهو نفسه اي الناقد ليس لديه ما ينفع الناس اكثر من نقد هذا وتسقيط ذاك .

من المؤكد الشعائر الدينية او العلوم الغيبية اصبحت مسرحا مفتوحا لمن هب ودب في ولوجه وحشر ما ياتي بالنفع له على مستوى المادة والشهرة والنتيجة يصبح مشهورا اكثر عندما ينتقد من قبل الاخرين .

وفي بعض الاحيان الانتقاد غير صحيح اطلاقا ينتقد امر ما وفق مفهومه هو واذا كان مفهومه خاطئ فنقده مرفوض .

على سبيل المثال هنالك من تحدث عن التجديد في الفقه الاسلامي ـ الامامي ـ وطرح مثلا الانسان حر بما ملك ، وبدا ينتقد هذه المقولة بمثال هو سرده عن شخص مثلا يبني مصنعا يؤدي الى تلوث البيئة فان الشارع المقدس لا ينهاه عن ذلك بحجة الانسان حر بما ملك .

اقول من اين لك هذا التخريج ؟، بداية نعم الانسان حر بما ملك يعني ما يملك من مال يتاجر بها او يعمل مصنعا يحق له ، فهل لو استخدمها بسوق القروض بفوائد ربوية هل يسمح له الشارع المقدس ؟ ولو قيل للشارع المقدس فلان حر بما ملك ويريد ان يبني مصنعا للطابوق وسط الحي السكني ، فهل سيسمح له الشرع ؟ اذا كان الشارع المقدس لا يسمح باذية الجار و يشكل ذمة من ينام شبعان وجاره جائع ، يسمح بتلوث البيئة اي الاضرار بالناس ؟  ففي الوقت الذي يكون مثلا لحم الغنم حلال يصبح حرام للشخص المريض الذي نهاه الطبيب عن تناول اللحوم الحمراء فهل ينتقد الشارع المقدس لانه احل اللحوم الحمراء ؟

وقد انتقد مختار الاسدي في كتابه ازمة العقل الشيعي مثلا ما ذكر من روايات ومناقب غيبية للسيدة الزهراء عليها السلام ، نعم هنالك موضوعات بحقها لكي يبجلوها ولكن انت بانتقادك لهذا جعلتها اكثر شهرة ، اليس من الافضل لك البحث في متون التاريخ وتاليف كتاب عن سيرتها الصحيحة بدلا من تاليف كتاب انتقاد ؟

كل فقهائنا الاعلام يؤكدون على التدقيق في الرواية قبل التمسك بها ، نعم هنالك ظروف تحتم على الفقيه بان يتجنب الاجابة على سؤال ما لعلمه اما عدم الالتزام او عدم الفهم او التاويل المحرف ، وهنالك خصوصيات يراعيها حتى انت ايها الكاتب تراعيها عندما تذكر حادث لا تذكر المحدث وهذا امر طبيعي جدا .

واما من ينتقد دراسة وطبيعة اعلام النجف فانهم جميعا لو لم يدرسون في النجف لما تمكنوا من اطلاق انتقاداتهم وانتم عندما كنتم في النجف لماذا لم تصححوا ما ترونه بحاجة الى تصحيح ؟  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *