دأبت عائلة الفقيد الأستاذ التربوي المعروف فاضل فرج كل عام دراسي بتكريم المتفوقين بالدراسة الإعدادية من أبناء الجالية المندائية بجائزة خاصة هي جائزة الفقيد الدكتور بشار الذي توفي بشكل مفاجئ عام 2001، وبدعم من الجمعية المندائية في ستوكهولم، والغرض من هذه الجائزة هو تشجيع الشباب للتفوق والنجاح الباهر، وتقول العائلة إن جائزة الدكتور بشار فاضل فرج تعبر عن التقدير والاعتراف بالجهد والعزيمة التي أظهرها هؤلاء الطلبة خلال مسيرتهم الدراسية، إنها ليست مجرد جائزة؛ بل هي رمز للمستقبل الواعد والتميز الذي يمكن أن يحققه هؤلاء الشبان في مجالات متعددة لخدمة الإنسانية، وهذه الجائزة السنوية التي تقدم من قبل عائلة الدكتور بشار تعكس التزام العائلة العميق بتشجيع الشباب المندائي على السعي للتفوق والتميز في مجالات الدراسة المختلفة وإكمال الرسالة السامية التي بدأها الفقيد الدكتور بشار، فلقد كان بشار طالبا متفوقا وذا طموح كبير.
وفي نهاية كل عام دراسي يتم تشخيص الطلبة المتفوقين، حيث تجتمع عائلة الفقيد وتدعو عائلة الطلبة المتفوقين ويقدم خلال الأمسية نشاط ثقافي، وهذا ما جرى يوم الأربعاء 30 أكتوبر 2024، حيث قدمت الدكتورة سهى فاضل فرج محاضرة عنوانها ((الخلود من الناحية الطبية… حقيقة أم خيال))، والدكتورة سهى فاضل (اختصاصية جراحة نسائية ورئيسة قسم النسائية والتوليد في مستشفى فيترا في فرنسا) وأدار الحوار معها السيد لؤي حزام، تطرقت فيها إلى الأمراض التي تسبب الإجهاض وموت الأطفال حديثي الولادة حيث أمكن اليوم من متابعة تطور الجنين وهو في الرحم ومعرفة فيما أذا كان عنده حالة مرضية وبالتالي يمكن علاجه، وكذلك بعد الولادة مباشرة يجرى فحص لمعرفة سلامة الطفل من الأمراض الخطرة لكي يمكن علاجه منها قبل ان تستفحل وتؤدي إلى موت الطفل، حيث أمكن العلم حتى اليوم تشخيص ومعالجة أكثر من سبعة أمراض قاتلة، وبالتالي يعيش الطفل بشكل طبيعي، ولا زالت البحوث مستمرة لإيجاد حلول علاجية لبقية الأمراض الخطرة منذ الولادة، كانت معلومات شيقة أثارت استفسار وأسئلة الحضور، وفي نهاية المحاضرة تم تقديم باقة الزهور لها مع الشكر على جهودها لتقديم هذه المحاضرة المهمة.
في الجزء الثاني من الأمسية رحب الأستاذ فاضل ناهي طلاب بالجميع وبالمحتفى بهم، وأشار إلى أهمية هذه المبادرة التي تحييها عائلة الفقيد الدكتور بشار لأعلى معدل في الثانوية الفرع العلمي بين أبناء الجالية، ثم قدم الأستاذ عمار فاضل فرج كلمة العائلة، ومما جاء فيها ((نجتمع هنا لنمنح جائزة الدكتور بشار فاضل فرج للتفوق العلمي؛ هذه الجائزة التي تعكس
مدى التفاني والاجتهاد الذي يبديه هؤلاء الشبان والشابات الواعدون، وهي فرصة للاحتفاء
بإنجازاتهم وجهودهم الكبيرة والتي مكنتهم أن يتخطوا بنجاح أهم سنوات حياتهم الدراسية،
إنها فترة من التحديات والجهد الشاق، وهؤلاء الشباب قد أثبتوا جدارتهم من خلال الالتزام
بالتفوق العلمي وتحقيق النجاح…. وتعبيرا عن طموحاتنا في ان يواصل شبابنا المندائي المسيرة التي بدأها طبيبنا الشاب، رصدنا هذه الجائزة السنوية للمتفوق ذي المعدل الأعلى في الدراسة الثانوية لتكون دافعا للسمعة العلمية عالية الشأن التي امتاز بها المندائيون في البلد…)) كما أشار إلى ان العائلة قررت وبدءاً من هذا العام أن تتوسع الجائزة لتشمل المتفوقين ليس في الفرع العلمي فحسب وإنما في الفروع الرئيسية الأخرى في المدارس الثانوية في السويد.
وأعلن ان من أحرز جائزة الدكتور بشار فاضل فرج لهذ العام 2024 هو الطالب المتفوق يوسف عبد العظيم لعيبي ثامر من مدينة ستوكهولم والذي تخرج بمعدل 21,46 من أصل 22,5 وهو ما يعادل %95 وبارك للطالب وعائلته هذا الإنجاز وقال، نحن فخورون بما حققوه ونتطلع إلى مستقبل مشرق يضم العديد من العلماء والمبدعين المندائيين والعراقيين والعرب في السويد.
كما قدم الشكر والامتنان إلى الهيئة الإدارية للجمعية المندائية في ستوكهولم واتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر الذين دعموا واحتضنوا فكرة الجائزة وشجعونا على المضي قدما فيها.
بعدها تقدم الطالب المتفوق يوسف عبد العظيم لعيبي ثامر ليتسلم جائزة الفقيد الدكتور بشار وشهادة تقديرية وكذلك باقة ورد مقدمة من الجمعية المندائية في ستوكهولم.
وتحدث الطالب معبرا عن شكره لهذه المبادرة والتي كان يفكر في الحصول عليها بعد ان عرف بها منذ سنوات من والده فكانت حافزا ودافعا له للتفوق، كما أشار إلى جهود والديه في جعله يحب التعليم ويتميز به، كما تحدث والده شاكرا المبادرة القيمة، كما ساهم عمه بالحديث مقترحا توسيع هذه المبادرة لتكون أكثر شمولية لينالها طلبة الدكتوراه والماجستير من أبناء الجالية في المهجر ويساهم بالجائزة العديد من العوائل الميسورة كأن تكون كوقف.
في الختام تم دعوة الجميع إلى بوفيه طعام، وسط أجواء الفرح والتهاني، كانت أمسية وادعة ومبادرة تستحق التقدير ولعلها تكون فكرة تعمم على جميع أبناء الجالية العراقية في الخارج.
من الجدير ذكره، ان الفقيد الدكتور بشار كان متفوقا في دراسته وتوج ذلك بتخرجه طبيبا مرموقا من كلية الطب في جامعة بغداد عام 1993، ومن ثم مواصلته لنفس التفوق في تخصصه الطبي في السويد في مجال زراعة نخاع العظم لمعالجة سرطان الدم؛ والذي نبغ فيه خلال فترة عمله القصيرة في المستشفى الجامعي لمدينة أوربرو السويدية؛ حيث كان يواصل دراسته في مركز بحوث ذلك المستشفى. ولكن القدر كان له كلمة أخرى حين أختطفه دون أن تسنح له الفرصة لتكملة رسالته وتحقيق اهدافه العلمية. والعائلة جميعها من الأكاديميين المرموقين وهم نموذج رائع للعطاء والتميز.