قد نصل الى مرحلة في تأريخ شعبنا يكون فيها الشعب أكثر فسادا من الحكومة و من الاحزاب الحاكمة وتقوم الحكومة و الاحزاب الحاكمة الى بأصدار قوانين للتقليل من الفساد في المجتمع لأنها سوف لن تستطيع تلبية جميع مطالب الشعب الفاسدة.
كي نكون منصفين في التقييم فيجب أن نكون واقعيين و نرى الواقع بعيون محايدة و ليس بعين واحدة نرى بها فقط ما تقوم به الحكومات و الاحزاب الحاكمة و نغض الطرف عن ما يفعلة الكثيرون من أبناء الشعب.
في أقليم كوردستان و العراق و في الكثير من الدول الاخرى أيضا فأن الشعارات المرفوعة ضد الفساد كثيرة جدا و لكن تلك الشعارات و الحركات الجماهيرية و الاحزاب المعارضة لم تؤدي الى التقليل من الفساد و تحجيمة و لم تؤدي حتى الى نقص التاييد الشعبي لتلك الاحزاب التي يدعي بعض فئات الشعب بأنها أحزاب فاسدة و تسرق قوت الشعب. لا بل أن الاحزاب الحاكمة حصلت و تحصل على عدد أكبر من أصوات الشعب حتى في الانتخابات النصف عادلة و لا نقول المزورة.
و هذا يطرح علينا الكثير من الاسئلة و أهمها لماذا يصوت الشعب لتلك الاحزاب أذا كانت فعلا فاسدة كما يقولون و يدعون؟ لماذا يقبلون القرارات الفاسدة من تلك الاحزاب أذا كانت فعلا فاسدة؟ لماذا يركض الكثيرون وراء قرارات يعلمون جيدا أنها ليست عادلة و لا نقول قانونية لأن القانون مطاط في يد الحكومات و الاحزاب؟ و السؤال الاهم هو لماذا يطلبون من الحكومات و الاحزاب أشياء هي ليست من حقهم و يريدونها مجانا فقط لأنهم يعيشون على تلك البقعة الارضية؟
و لهذه الاسئلة جمعاء ليس سوى جواب واحد و هو أن الشعب أو بالاحرى غالبية الشعب يحب الفساد و لا يهمة أن حصل على شئ أو أمتياز عن طريق الفساد أو صفقة غير عادلة. المهم لدى الكثيرين هو الحصول على المال و الاراضي و المناصب و ليس مهما أن كان تلك الاموال و الاراضي و المناصب هي من حق شخص اخر.
أغلبية مطالب الناس عند زيارتهم أو لقائهم بأحد المسؤولين هو طلب شئ ليس من حقة، كقطعة ارض أو منصب من المناصب أو أموال أو حتى تزكية قبول في أحدى الجامعات أو البعثات و هذا أكبر دليل على أن الشعب بدأ يفرض الفساد على الحكومة و الاحزاب و صار الناس يبيعون ولائهم و أصواتهم الى تلك الاحزاب و اي حزب لا يقبل الفساد لا يحصل على أصوات الجماهير بل يتحول الى حزب هامشي في أحدى أزقة أربيل أو السليمانية أو بغداد. و لهذا لدينا العشرات من الاحزاب النزيهة التي لم تحصل حتى على صوت واحد من أصوات الشعب و الجماهير.
نحن في طريقنا الى عصر لا تستطيع حتى الاحزاب الحاكمة في تلبية الطلبات الفاسدة للشعب و الجماهيرز فعندما يتحول أغلبية الناس الى ماكنة لطحن ثروات الوطن عن طريق الفساد فأن الحكومات و الاحزاب لا تستطيع تلبية مطالب الجميع لأن عملية الفساد أصلا تأتي من مصادرة اموال و حقوق البعض من أجل أشخاص اخرين و في معادلة أقليم كوردستان سوف لن يستطيع اي حزب حاكم تلبية طلبات أغلبية الشعب عن طريق الفساد.
لذا فنحن نرى أن الاحزاب الحاكمة في الاقليم سوف تضطر لأصدار قوانين للتقليل من فساد الشعب الذي تفوق على الحكومة و الاحزاب الحاكمة. هذا بدأته بغداد خلال السنة الاخيرة و سوف يضطر الاقليم ايضا لتطبيقها و ما توزيع الاراضي بألاف القطع الى خطوة لسد الكثير من الافواه و بعدها سوف لن يبقى للاحزاب الحاكمة منح اي شئ اخر للشعب و سوف يلجؤون لى تقنين الفساد حتما.
أعجبني المقال ، نظرة دقيقة للواقع ، الفساد يتشارك فيه المواطن مع المسؤول ، لا يوجد فساد مستشري إلا والطرفان يشتركان فيه ، لا يمكن تبرأت المواطن من أي فساد حكومي ولا يمكن تبرأت الإعلام الذي يجامل الفساد ايضاً ، مقال رائع ويستحق الثناء ، تحياتي
الاخ العزيز كامل المحترم
أشكر مرورك الكريم و توافقك معي الرأي. ما يحير في حالة الشعب الكوردي هو أنه كان ضد الفساد و الفاسدين عند الثورة و يعادي الفساد بالكلام الان و لكن افعال أغلبيته تشجع على الفساد و تعتبرها شطارة.
تقبل أحترامي
أخوكم
هشام
السيد هشام عقراوي المحترم.
تحية.
أحسنت في اختيار الموضوع وأبدعت في صياغته.
ملاحظات أولية متواضعة لتشجيع الحوار:
لقد وصلنا الى مرحلة في تأريخ شعبنا يكون فيها الشعب أكثر فسادا من الحكومة و من الاحزاب الحاكمة…
” لا بل أن الاحزاب الحاكمة حصلت و تحصل على عدد أكبر من أصوات الشعب حتى في الانتخابات النصف عادلة و لا نقول المزورة.” بدليل ان التصويت سرّي وأن الأكثرية الآن تعرف القراءة والكتابة. وعلى الصعيد الملموس سبق وأن شهدت وشاهدت نصب المرافق الصحية العصرية المزودة بماء كردستان الصافي الصالح للشرب والغسل كما وصفه أحد شعرائنا الخالدين ” خاكي كَه وهه ره ئاوي كه وسه ره” يِرِ له كَول و نه سرينه. كان ذلك على طول الطرق المؤدية من العاصمة أربيل (هه وليَر) الى منطقة شقلاوة (خوشناوه تي). لم أشاهد مثلها في صور الدعاية لسويسرا والدول الاسكندنافية المتطورة جدا. حدث ذلك في احدى جولاتي قَبل أكثر من 12 عام وفي زيارة لاحقة شاهدتها مدمّرة و محتوياتها مسروقة.
لذا علينا وصف الأوضاع وتحليلها بطريقة موضوعية بالاستناد الى ما يسمى أكاديميا بالحقائق والأرقام وليس بالتفسير والتأويل الشخصي بالاستناد الى ثقافة الأوهام والأساطير (خه يالي خاوي كورده واري) السائدة في المجتمعات الاسلامية.
ينبغي أن نبدأ بالنقد الذاتي البناء مرورا بأهلنا واصدقائنا ومعارفنا والآخرين صوب الاحزاب الحاكمة أخيرا. اننا على حق بأن غير الكرد يمجدون تاريخهم ويهملون أمجادنا وحتى تسخيفها. علينا تجنب هكذا تدوين لأغراض سياسية.
محمد توفيق علي
الاخ العزيز محمد توفيق المحترم
كما هو عهدك تضع النقاط على الحروف. و أضيف أن الاختلاف شئ طبيعي و الانتقاد أيضا. فالنقد هو أهم حافز للتفكير و التعمق في الاشياء و التحول من مرحلة سطحية التفكير و أبداء الرأي الى مرحلة أيجاد الادلة الدامغة على صحة الرأي.
دمت قلما حرا
تقبل أحترامي
أخوكم هشام
الاستاذ القدير تحياتنا وتقديرنا الدائم
ما تفضلت به موضوع غاية في الاهمية وإلتفاتة لمضاعفات مجتمعية تقف وراءها أسباب وأسباب
كما نعلم الانسان خليط بين الفطرة والاكتساب، وقد يطغى أحد العناصر على الآخر، لكن يبقى السلوك المكتسب واضحاً في سمات شخصية الفرد ومعالمها، حتى لو أيقنا ولادة الفرد فاسداً أو نزيهاً بالفطرة فلقوة القانون دور محوري في كبح جماح الفساد والاخلاق السيئة ، فطفلك بذرة تزرعها في تربة اسمها المجتمع، قد تكون بذرة طيبة في أرضٍ بور أوبذرة فاسدة في أرضٍ صالحة ، ونبتة الانسان التي تخرج من هده البذرة هي نتيجة حتمية لتعايشها وقدرتها على التأقلم مع طبيعة الارض التي زرعت فيها
دمتم بصحة وسلام
الاستاذه الفاضلة خديجة المحترمة
شكرا على مرورك الكريم و الاغناء الذي أضفتية من زاوية أخرى مهمة جدا.
نعم التربية و السلوك سواء كان مكتسبا من عادات و طباع المجتمع السائدة و من العائلة كنواة اساسية في المجتمع أو كان السلوك موروثا بالفطرة بمعنى عدم التخطيط لغرس صفات معينة في الافراد و الجماعات لها تأثير كبير على تصرفات الانسان و أختياراته و في الحالتين نحصل على عادات تشكل في مجموعها الصفات السائدة في المجتمع. ما قصدته هو وجود تناقض كبير بين العادات المستحبة و السلوك الظاهر و بين نتائج تلك العادات و السلوك. فحسب تلك العاداة و السلوك الظاهر كان على المجتمع الكوردي أن يكون معاديا للفساد و رافضا له و هذا ما نسمعة يوميا في الاعلام الرسمي و غير الرسمي و في أحاديث الشارع. ما نراه هو أن الشعب يركض وراء الفساد و يريد أن يحصل على جزء منه مع علمة اليقين أنه خطأ كبير بحق الشعب نفسة و حق حتى حكامه. تقبلي أحترامي
أخوكم
هشام عقراوي
من ألأخر { ١: حقيقة مقال أكثر من رائع ، والكارثة كما نوه لها الأخوين كامل سلمان ومحمد توفيق أن المواطن أفسد من المسؤول ولكن هذا لا يعفي المسؤولين من إستشراء الفساد في البلاد وخراب قيم العباد لكونه كما نوهت الاخت خديجة مسؤول لابل وحامي للقانون ؟…٢: أستطيع أن أجزم أن جينات الفساد والإفساد (ومنها السلب والنهب والقتل والغزو والتخريب) قد ورثتها شعوبنا من سلوك ألاخرين (فالمثل يقول إن كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل الدار الرقص) فما بالكم إن كان هذا الفساد والإفساد موجود أصلاً في المعتقد والدين ، سلام ؟
التحية للجميع ، في أحدى المدن الأمريكية الصغيرة ، قام أثنين بسرقة صنابير المياه في مجمع عام ( أرض معرض الولاية ) والكمية كبيرة من ( حنفيات المياه ) ونشر الخبر في إعلام المدينة وبعد فترة شهرين تقريباً تم القبض على السراق ونشر صورهم في القناة التلفزيونية …. وهذا دليل على أن قوة القانون هي التي تردع كما علّقت الفاضلة خديجة مسعود بصورة رئيسية….. فالمسؤول في الحكومات الغربية لايستطيع أن يمنح هذا وذاك قطعة أرض أو تسهيلات ، لأنه يعلم سوف يحاسب عليها لاحقاً ، أعتقد والله الأعلم أن المتكبر ترامب ( كان يصرح في حملته الأولى أنه يستطيع أن يرمي شخص ب طلقة ولا أحد يقف بوجهه ) يجب أن يكون مختلفاً كلياً عن ترامب ٢٠١٦ لأنه لمّس قوة القانون في الولايات ، إلا أذا أثبت أنه غبي و عنيد ولا يتعلم ………بالأضافة الى عوامل جانبية أخرى التربية وغيرها ……