يقول ميكافيلي في كتابه الأمير : ( الغاية تبرر الوسيلة )، ويضيف (حبي لنفسي قبل حبي لبلادي) ،(لا علاقة بين السياسة والأخلاق) و ( المتعة المزدوجة هي في خداع المخادع ).
وقد تنجذب الناس إلى بريق الحاكم القوي ، الذي يعيد بعض أمجاد بلاده التي أهينت في فترة من فترات التاريخ ، ومن الكلام المعسول الذي يوعد الشعب بإنجازات وسعادة ورفاهية ، ولكن كما يقال : ( الجود من الموجود ) فليست كل الوعود قابلة للتحقيق ”
الرئيس بوتين أراد إعادة أمجاد الإمبراطورية الروسية فإحتل شبه جزيرة القرم وأدّب جورجيا ، وأخيراً خدع الغرب وأراد إحتلال اوكرانيا فإحتلّ جزءاً كبيراُ منها ، لكن تخوّف أميركا وأروبا من أطماع بوتين وإندفاعه ،زودت اوكرانيا بالأسلحة المتطورة مع المعلومات اللوجستية فأوقفت التقدم الروسي والآن أوكرانيا فتحت جيباً في الخاصرة الروسية في منطقة ( كورسك) ، فكانت مفاجئة وإحراج شديد لبوتين .
الرئيس صدام حسين كان قوياً ، ولكن زجّ العراق في حربين مدمّرين ، وإنتهى به المطاف إلى الشنق ، ولا زالت تداعيات جنونه يدفع ثمنها الشعب العراقي وشعوب المنطقة والعالم .
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ، أصبح قبان التوازن بين روسيا والصين وأميركا ومعها الغرب القابع على ترسانة نووية ضخمة وصواريخ باليستية وأصبح يلعب على عدة حبال ولا احد يقوى على التحرش به ، مع وجود الفقر الشديد في بلاده ، وهو المزوّد الرئيسي للذخائر الروسية في حربها منذ سنتين ونصف ، وجارته كوريا الجنوبية تتقدم علمياً وتكنلوجياً .
نتنياهو زعيم قوي في دولة صغيرة لكن مسلّحة تسليحاً قوياً بمساعدة أميركا والغرب ، ويهدد الدول الإقليمية ، ولكن لا يستطيع الإنتصار في الحرب على حماس ، رغمّ الدمار الذي ألحقه بالبنية التحتية وعدد الضحايا قد تجاوز الأربعين ألفاً ، بهذه الحرب الإنتقامية المجنونة إلا بحل الدولتين ، ونتنياهو يرفضها .
قادة حماس وجهوا ضربة قوية إلى هيبة الدولة العبرية ، لكن لا يستطيعوا الفوز بهذه الحرب ، ومصيرهم على المحك، إذا لم يجنحوا للسلم ويوافقوا على الهدنة ، لأن كل يوم يمرّ تزداد المعاناة ويرتفع رقم الضحايا ويقامرون بدم شعبهم .
ملخص القول مهما كان الحاكم قوياً، ومنطق القوة ليس هو الحل ،ولكن الحكمة المرادفة والتراجع في الوقت المناسب هو الحل ، فهل يفعلوا من هم في القمم ؟ نتمنى ذلك من الأعماق .