احلال السلام في لبنان سيكون هو المفتاح للسلام في الشرق الأوسط ، فهي الخطوة التي ستؤدي إلى إنهاء الصراع في غزة وباقي جبهات الصراع لأن لبنان هي الجبهة الوحيدة التي كانت تمثل مصدر قلق وعدم استقرار لإسرائيل وهي الجبهة الوحيدة التي كانت تمثل مصدر قوة لإيران ، جميع الحلول السابقة لمشكلة لبنان وإسرائيل كانت حلول ترقيعية تنتهي بمجرد شرارة بسيطة تستعر هنا وهناك وكانت جميع الحلول الترقيعية تهمش دور الدولة فعدم وجود دور للبنان جيشاً وحكومة في السابق أدت إلى تفاقم الاحداث ، أما الحل المطروح حالياً سيكون للجيش اللبناني والحكومة اللبنانية الدور الاساس في قيادة الأوضاع والسيطرة على الدولة سيبشر ذلك بسلام دائم . يبدو أن قرار إعادة الهيبة إلى الدولة في لبنان سيتبعه إعادة الهيبة إلى الدولة في العراق أيضاً وبالتأكيد سيتبعه هيبة الدولة في اليمن وسوريا . إيران أدركت بأن حروب الوكالة لن تجدي نفعاً وإنها استنزفت طاقاتها وطاقات وكلاءها فبدأت التلويح بقبول السلام والتفاوض ، ومالسلام المقترح في لبنان الذي صاحبه القبول الإيراني بشروط المجتمع الدولي إلا دليل على عزم الحكومة الإيرانية على تغيير منهجها في الشرق الأوسط .. بإحلال السلام في الشرق الأوسط سيكون الطريق معبداً للرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب للبدأ في إنهاء الأزمات في هذه المنطقة . الجميع بدأوا يشعرون بأن الحروب ليست هي الحل . الحلول اليوم للدبلوماسية والتفاوض . الذي ينظر لإندفاع سكان الجنوب اللبناني في العودة إلى ديارهم يشعر بمدى حب الناس للسلام والأمان وكأن الشعب اللبناني يبعث برسالة لدول المنطقة والعالم بأننا نريد السلام ، فهاهي حروبكم لم تؤذي غير الشعوب . وأخيراً يتضح للجميع بأن الايدلوجيات هي سبب خراب الأوطان فقد حان الوقت لفصل الايدلوجيات عن السياسة ومع فصل الايدلوجيات عن السياسة نكون قد طوينا صفحة تأريخية دموية استمرت لمئات السنين . من يتحدث عن إنتصار هذا الطرف أو ذاك فهو جاهل ، لا نصر حقيقي لأي طرف فالكل خسروا والمنتصر الوحيد هو التفكير العقلاني العلمي وهو السبيل الوحيد لبناء الحياة وليست بالشعارات والأيدولوجيات .