الكلمة امانة لاسيما التي لها علاقة باظهار حقيقة وحق لانه سيتوقف عليها تاريخ ومظلوم .
وقع بيدي كتاب ( اراء في المرجعية الشيعية ) تاليف مجموعة من الباحثين ـ وكانه تم انتقائهم من توجه واحد ـ ولا باس بذلك ، الطبعة الاولى 1994 ، دار الروضة للطباعة والنشر ، كتب مقدمته السيد محمد حسين فضل الله وكتب بحثين فيه مع كلمة وليس بحث للشيخ محمد مهدي شمس الدين .
طبعا هنالك ظاهرة عجيبة وهي ان كل من يرتدي العمة من الذين لهم اقتراحات او انتقادات للنجف الاشرف وحوزتها كان طالبا فيها وتعلم منها ولو لا دراسته في النجف لما تمكن من الحديث عن شان على الاغلب الاعم تعلم قشوره فقط ، والا لو كانوا على درجة عالية من العلمية فلماذا لا يؤسسون في بلدانهم حوزات وفق النظام الذي يقترحونه ويقومون بنشاطات وفق التي يريدون فرضها على الاعلم منهم وهو المرجع ؟
واقول للاسف الشديد على هكذا كلمات كتبها الشيخ محمد ابراهيم جناتي في بحثه بعنوان ( المسار التاريخي لاطروحة لزوم الاعلم /ص87) عن اختيار الاعلم وذكر الاتي : بعد وفاة الشيخ موسى كاشف الغطاء ( ت1241هـ) انحصرت المرجعية بين اثنين الشيخ محمد حسن الجواهري صاحب الجواهر والشيخ علي كاشف الغطاء .
وفي تلك الاثناء جاء الميرزا القمي زائرا الى العتبات وطلبوا منه حسم الخلاف القائم بشان تعيين الاعلم ، فوافق على ذلك وطلب ان يمهلوه لاختبارهم ، فكتب عدة مسائل فقهية وطلب الاجابة عليها من قبل الجواهري وكاشف الغطاء ، وبعد الاجابة والاطلاع عليها اعلن ان الشيخ علي كاشف الغطاء هو الاعلم وحسم الامر .ويُقال ان صاحب الجواهر التقى بعد بضعة ايام باحد العلماء الذين اشتركوا في اجتماع تعيين الاعلم فساله مازحا ” ما فعلت في سقيفتكم ” فاجابه على الفور : نصبوا عليا ، اي نصبوا علي كاشف الغطاء ( اراء في المرجعية للشيعية ص102 )
عجيب على هكذا كلام حيث ان الميرزا ابو القاسم القمي توفي سنة (1231 هـ) بينما الشيخ موسى كاشف الغطاء توفي سنة ( 1241 ) اي بعد وفاة القمي فكيف يكون القمي هو من اختار الاعلم بعد وفاة الشيخ موسى كاشف الغطاء؟! ، اضف الى ذلك طبيعي جدا من يختار الاعلم هو الاعلم فلم لا يتبعوه ؟ والامر الاخر سرد حكاية (ما فعلت سقيفتكم ) على لسان الجواهري، يبدا حكايته بفعل مضارع مبني للمجهول يعني الفاعل مجهول( يُقال ) ولم يذكر اي مصدر لمعلوماته ، انها حكاية تنسجم وفق ما يدعي
بينما ذكر السيد محسن الامين عن اختيار الاعلم لنفس المسالة بالنص “وذلك بعد أن تردد أمر التقليد بين الشيخ محمد حسن النجفي المعروف صاحب الجواهر وبينه اي الشيخ علي كاشف الغطاء ، فذهبت الجماهير المؤمنة إلى الشيخ خضر بن شلال العفكاوي النجفي لتعيين الأعلم منهما فأشار بالرجوع إلى كاشف الغطاء (اعيان الشيعة 8/178)
اعتقد ليس لتعيين الاعلم بل لثقتهم بالشيخ الفلكاوي سالوه عن من سيقلده هو بعد الشيخ موسى كاشف الغطاء فاجابهم انه الشيخ علي كاشف الغطاء اما من الاعلم فهذا يعني هو اعلم من الجواهري لدرجة انه يعتقد لدى كاشف الغطاء علوم لا يعلمها الجواهري .
كل البحوث في هذا الكتاب قابلة للنقد والتوضيح ، ولكن بالاجمال المرجع بالاضافة الى ما يمتلكه من مؤهلات فاننا نعتقد بان هنالك تسديد الهي لمن يتصدى للمرجعية وتذكرون عندما افتى السيد السيستاني بخصوص الجهاد الكفائي قال عنها السيد الخامنئي ان فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي جاءت بتسديد الهي، جاءت عن بعد نظر
اختم المقال لم اطلع على حديث مجتهد نال اجتهاده بشكل شرعي وفق الية منح الاجتهاد بين المجتهدين تهجم على مجتهد اخر مهما كانت نقطة الخلاف ما يتردد بين اوساط العامة هي من تاويلاتهم حبهم لهذا وبغضهم لذاك والمجتهدون بريئون مما ينسب لهم من هكذا مشاحنات