3 ديسمبر 2024
بدأت تتكشف وبشكل واضح العلاقة الوثيقة والاستراتيجية بين الصهاينة والدواعش لترتيب المنطقة طبقاً لمخطط (الشرق الأوسط الجديد) الذي دعا اليه نتنياهو وهو اغراق المنطقة في اتون الصراعات المذهبية وتمزيقها الى دوليات متصارعة قائمة على أسس عرقية وطائفية
فما هو المطلوب منا كعراقيين بشكل عام والحشد الشعبي والواعين من السياسيين العراقيين بشكل خاص اتخاذه للرد على المخططات الصهيوداعشية؟
الهجوم الأخير الذي تعرضت له مدينة حلب ثم ادلب كان بالتنسيق الكامل بين الصهاينة والنسخة الجديدة لداعش تحت مسميات مختلفة (جبهة النصرة/جبهة تحرير الشام) وبإسناد من اردوغان والحزب الديمقراطي (الأميركي) ، حيث هناك عدة تصريحات للكثير من المسؤولين الإسرائيليين بالتعاون الوثيق بين الإسرائيليين والقاعدة وبالتحديد جبهة النصرة (كإفرام هالفي) الرئيس السابق للموساد الذي قال بالنص في قناة الجزيرة بتأريخ 31 أيار 2016 عندما سئل كيف تعالجون جرحى جبهة النصرة في المستشفيات الإسرائيلية (نحن لا نمانع من ذلك بل نخطط وننسق معهم) ، كما تعاونت جبهة النصرة عام 2014 و 2015 ونسقت مع الجيش الإسرائيلي ضد الأمم المتحدة كما هو مثبت في تقارير الأمم المتحدة في تلك الفترة ، ونقلت قناة الميادين بتأريخ 2 كانون الأول 2024 ان مردخاي كيدار صرح لهيئة البث العام الإسرائيلية ان جبهة النصرة أبلغت إسرائيل بتخطيطهم لفتح سفارة إسرائيل في كل من دمشق وبيروت بعد تحريرها من قبلهم.
إن الخطورة من تقدم جبهة النصرة كبيرة جداً ويمكن ان تتطور الى إمكانية تحركهم في منطقة القلمون الاستراتيجية المطلة على دمشق حيث توجد العشرات من الخلايا النائمة لداعش وجبهة النصرة والقاعدة بشكل عام مع إمكانية انقلاب الولاءات لكثير من افراد الجيش السوري وانضمامهم الى الإرهابيين كما حصل في السابق.
ان الاتراك بالتنسيق مع الإسرائيليين يسابقون الزمن فهناك خشية كبيرة من اتخاذ موقف من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا كما فعلها عام 2019 بل ان روبرت كندي (جونيور) صرح مؤخراً ان ترامب سينسحب من سوريا حيث لا يرغب ان يبقى الأمريكيون “وقوداً للمدافع إذا اندلع قتال بين تركيا والمسلحين الأكراد”. هذا الفراغ الذي سيتركه الانسحاب الأميركي مع وجود روسيا في المنطقة سيعطي الضوء الأخضر للروس لإحكام سيطرتهم مع القوات السورية على اغلب الأراضي السورية وهذا مغاير للمصالح الإسرائيلية في المنطقة ، على اثر ذلك اجتمع رئيس الشاباك الإسرائيلي رونين بار مع رئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين بشكل سري في 16 نوفمبر (استناداً الى موقع اكسيوس الأمريكي) [حيث من الطبيعي انهم اتفقوا على الخطوات على الارض لإسناد جبهة النصرة وجمع كافة الفصائل وبالذات فصائل القاعدة وداعش ضمن غرفة عمليات واحدة بإدارة المخابرات التركية والشاباك الإسرائيلي لاحتلال حلب والشمال السوري] بل حتى اسقاط دمشق واحتلال لبنان والدخول الى بيروت حسب مخططات النصرة ورغبة إسرائيل
نجاح هذا المخطط سيوقع المنطقة في اتون صراعات سيمتد اثرها الى العراق مع وجود الكثير من الخلايا النائمة في عدة مناطق في العراق فضلاً عن الكثير من الملفات والمواقف الطائفية التي ستصب في مصلحة المخطط الإسرائيلي للشرق الاوسط الجديد مما سيعرض العراق الى مخاطر كبيرة ويزيد من تمزق اللحمة الوطنية ان لم يتحرك العراقيون بشكل فوري صحيح ومدروس ضمن مخطط شامل لتوحيد الساحة العراقية لمواجه المخطط الصهيوني في تمزيق المنطقة وبالذات الساحة العراقية.
اول دولة سيرتد عليها هذا المخطط هي تركيا ، فتنظيمات القاعدة شيمتهم الغدر بأولياء نعمتهم ما عدا إسرائيل ، كما حدث للحكومة السعودية والأمريكية والتركية من تفجيرات وقتل خلال الأربعين سنة الماضية ، وإذا ما سقط النظام السوري فستتحول سوريا الى قاعدة لداعش وأول من سيكتوي بنارها هي تركيا ، اما إسرائيل فستعيش ربيعاً مخضراً مع داعش التي لم تستنكر بكلمة استنكار واحدة المجازر الإسرائيلية بحق عشرات الآلاف من الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال من الفلسطينيين في غزة وباقي الارجاء.
اما في العراق فاني أوجه كلمتي من هذا المنبر الى كافة تشكيلات وفصائل الحشد الشعبي وأقول لهم ان هذا اليوم هو يومكم والذي تشكلتم فيه بالفتوى المباركة لآية الله السيد السيستاني للدفاع عن بلدكم امام المجاميع الإرهابية لداعش ومن لف لفهم ويتطلب الامر ان تدرسوا كيفية قتال هؤلاء الخارجين عن الدين الذين اعلنوها حرباً عليكم واعلنوا عن هدفهم الأخير الدخول واحتلال كربلاء.
كما أوجه كلمتي الى أبناء الشعب العراقي برفع شعار وراية الوحدة بين مكونات الشعب العراقي لرد المخططات الإسرائيلية ، ويجب غلق كافة الملفات العالقة والتي تعمق الانفاس الطائفية كملف (جرف الصخر) حيث تحدثت مع المرحوم الشهيد أبو مهدي المهندس بهذا الشأن قبل عام 2020 فقال (ان الكثير من سكنة جرف الصخر هم من الإرهابيين من داعش) فقلت له (الارهابيون يجب ان يحاكموا ويعاقبوا طبق القانون اما الأراضي فيجب ارجاعها الى أصحابها من الأبرياء من غير الإرهابيين ، وان بقاءكم في هذه المناطق سيعمق الانفاس الطائفية وهذا خلاف توجه آية الله السيد السيستاني الذي قال: لا تقولوا إخواننا السنة بل السنة هم انفسنا) ، فأوعدني بانه سيدرس الامر مع أصحاب الشأن ، ولكنه للأسف الشديد استشهد بعد ذلك.
فضلاً عن ملف المسائلة والعدالة الذي لا يجوز ان يبقى مفتوحاً بعد اكثر من عشرين عاماً من سقوط النظام السابق ، وملفات أخرى كالأوقاف الشيعية والسنية والتعيينات وكل امر يعمق الانفاس الطائفية ويصب لمصلحة المخططات الاسرائيلية في المنطقة.