الحسكة : أكد الشيخ مرشد معشوق الخزنوي على أهمية المساواة بين جميع مكونات المنطقة، ودعا إلى التعايش السلمي المشترك على مبدأ “إخوة الشعوب” في شمال وشرق سوريا. وحذر من الخطابات الطائفية التي تهدف إلى خلق الفتنة والصراع العرقي بين شعوب المنطقة، مؤكداً أن وحدة المكونات هي الضمان الوحيد لمستقبل آمن ومستقر.
شهدت مدينة الحسكة في مقاطعة الجزيرة، اليوم الأحد، اجتماعاً جماهيرياً بحضور الشيخ مرشد معشوق الخزنوي، وذلك لمناقشة التطورات الأخيرة في سوريا، خصوصاً تداعياتها على مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.
وشارك في الاجتماع الذي عُقد في قاعة مركز سردم للثقافة والفن بالمدينة، وفد من الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الجزيرة، ومجلس الأعيان ووجهاء وشيوخ العشائر العربية، إضافة إلى رجال الدين والعشرات من مكونات مدينة الحسكة.
التعايش السلمي ودور الدين في ذلك
وبدأ الشيخ الخزنوي حديثه بالإشارة إلى المبادئ الدينية والقرآنية التي تشجع على احترام الآخر والتعايش السلمي بين الشعوب والديانات المختلفة. وأكد على أن الدين يجب أن يكون عاملاً للوحدة وليس لتأجيج الصراعات، داعياً إلى الابتعاد عن الخلافات الطائفية أو العرقية التي تسعى إلى تدمير النسيج الاجتماعي.
وأضاف الشيخ الخزنوي أن الطوائف والمكونات الإثنية لم تُخلق لتكون أداة للصراع، بل لتتعاون وتعيش معاً في سلام. وأكد أن التنوع العرقي والديني في شمال وشرق سوريا هو مصدر قوة وتكامل وليس سبباً للفرقة. وقال: “نعيش معاً عرباً وكرداً ومسيحيين وإيزيديين، تحت مبدأ إخوة الشعوب، ونحن جميعاً في خدمة الإدارة الذاتية”.
التحديات الخارجية ومحاولات التدخل
وركز الشيخ الخزنوي على التحديات التي تواجهها المنطقة من التدخلات الخارجية، مشيراً إلى الدور السلبي الذي تلعبه بعض القوى الإقليمية، خصوصاً دولة الاحتلال التركي، في محاولة زعزعة الاستقرار في سوريا. وعدَّ أن هذه التدخلات تحاول إحداث فتنة بين الشعب السوري، وهو ما يتطلب وقفة قوية من جميع المكونات السورية لتوحيد الصفوف والتمسك بمبدأ العيش المشترك.
وشدد الخزنوي على ضرورة الوقوف ضد أي محاولات لتفتيت الشعب السوري وإثارة الخلافات العرقية أو الطائفية. وقال: “المؤامرات الخارجية لن تنجح في إحداث الفتنة بين شعوبنا، يجب أن نبقى متماسكين ضد هذه المحاولات التي تسعى لتدمير نسيجنا الاجتماعي”.
أهمية الوحدة الوطنية
وفي إطار حديثه عن ضرورة توحيد الجهود، دعا الشيخ الخزنوي إلى تكاتف الجميع ضمن وحدة وطنية تحت شعار “إخوة الشعوب”. وأوضح أن الشعوب في المنطقة يجب أن تتجاوز خلافاتها وتعتمد على مبدأ التآخي والتضامن لمواجهة التحديات الراهنة. وأضاف أنه يجب أن تكون الإدارة الذاتية، التي تضم جميع مكونات المنطقة، هي الحل المثالي لضمان حقوق الجميع دون استثناء.
وأكد الخزنوي على أن الحلول السياسية والتفاهمات بين المكونات المختلفة في سوريا يجب أن تكون على أساس المساواة والعدالة الاجتماعية. ودعا إلى الحفاظ على التوازن بين حقوق مختلف المكونات الإثنية والدينية في المستقبل السياسي لسوريا.
التأكيد على دور الإدارة الذاتية ودعم قسد
ودعا الشيخ مرشد معشوق الخزنوي شعوب المنطقة من كل المكونات إلى الالتفاف حول الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تمثل جميع المكونات بكردها وعربها ومسيحييها. وأكد على ضرورة دعم قوات سوريا الديمقراطية التي تعد مثالاً حياً على التعايش السلمي والعمل المشترك بين المكونات المختلفة. وقال إن حماية المنطقة والمكتسبات التي تحققت يجب أن تكون أولوية، داعياً الجميع إلى تعزيز الوحدة الوطنية لمستقبل سوريا.
وقال الخزنوي في ختام حديثه: “العيش في سوريا يجب أن يكون لكل مكون حقوقه وواجباته، وأن تكون سوريا المستقبل دولة تعددية تحترم جميع الأديان والقوميات”.
وفي سياق متصل، نظم مجلس عوائل الشهداء في مدينة عامود اجتماعاً جماهيرياً، في مبنى حزب الاتحاد الديمقراطي بمدينة عامودا. حول أهمية التكاتف في المرحلة الجارية وهجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على مناطق شمال وشرق سوريا
وأكد الحضور أهمية التكاتف الشعبي والحماية الذاتية في المدينة في ظل الأوضاع الحالية في المنطقة.