الأمل والتفاؤل في قصة طريق الأمل للكاتبة صباح بشير – بقلم الكاتب عمر رمضان صبره

صدر كتاب طريق الأمل للكاتبة والروائية المقدسية صباح بشير وهو قصة قصيرة لليافعين من منشورات نادي حيفا الثقافي وإصدار دار سهيل عيساوي للطباعة والنشر للعام 2025، القصة تقع في 72 صفحة بورق خاص وحروف كبيرة وتنسيق وإخراج فني جميل من سمير حنون.
وتم تظهير على الغلاف الخلفي بمقدمة معبره وذات رسالة ذات مضامين اجتماعية وإنسانية من الأديب نايف خوري حيث يكتب كلمات تعبر عن القصة ومحتواها “لا شك أن المحبة والحنان ، هما البلسم المساعد للشفاء، ومكافحة الداء، والحد من انتشاره؛ والمحبة ذات مفعولٍ. بكم العجائب في إدارة شؤون الجسم، والفرد، والعائلة، والمجتمع”.
القصة تعالج العديد من القضايا منها حياة العائلة والطفل مع المرض وحياة الطفل بعيدا عن عائلته، والتعامل مع قضية مرض السرطان، والكاتبة ارادات من القصة أن تعبر وترسل رسائل تربوية واجتماعية للعائلة والطفل من حيث الاكل الصحي وممارسة الرياضة والاهتمام بالتعليم والنظافة والتعاون والمحبه والسلام والأخوة والأمل والتفاؤل.
القصة هي قصة عائلية من الأب أكرم والأم ريم والابن أشرف حيث تغيرت حياتهم تغيرا كاملا بسبب المرض الذي أصاب الأم وحول حياتهم إلى المعاناة والقلق بدلا من اللعب والفرح والتقاط الزهور من الحديقة، فبدأت حياتهم بدخول الأم إلى المستشفى لتلقي العلاج وحولت أشرف من الطفل إلى الرجل الذي يقف مع أمه في هذه المحنة.
مرض السرطان:
عالج الكاتبة المرض بطريقة إبداعية غير تقليدية وذلك لتعريف افراد العائلة بكل صراحة، ومواجهة مع المرض ولم تخفي عن الطفل بل كانت صريحة وواضحة لمواجهة التحديات التي تواجه العائلة نتيجة تغير حال العائلة بسبب غيب الأم عن البيت إن الأم هي عامود البيت وحنان والسلام والاستقرار والاطمئنان، إن الأم هي التي تضيء دروب الحياة.
فقد عبر الأب للابن بصراحة عن المرض فقال له:
“ما بال أمي يا أبي؟ أنا الآن كبير ويمكنني افهم،
نظر الأب إلى أشرف نظرة مليئة بالحنان والفخر،
وقال: نعم يا بني، أمك مريضة بمرض السرطان، لكننا نؤمن بالله وبقوته، ونعلم أنه سيشفيها، سنفعل كل ما في وسعنا لعلاجها، سنحتاج إلى تفهمك ومساعدتك”. صفحة 9
لقد عبرت الكاتبة على لسان الأب للابن تعريف لمرض السرطان بطريقة بسيطة عميقة وذات تعبير يصل لعقل الطفل
“فأجابه الوالد: السرطان مرض يصيب الخلايا في الجسم.
أشرف: كيف؟
الأب: تخيل أن الجسم ملئ بقطع “الليغو” الصغيرة، تلك القطع التي تلعب بها، تركبها وتصنع منها أشكالاً مختلفة، وتبني بها أشياء رائعة مثل المنازل والسيارات، كل قطعة “ليغو” لها وظيفتها الخاصة، وعندما تعمل معا، تصبح تحفة فنية رائعة.
كل قطعة “ليغو” تمثل خلية، الخلايا السرطانية فهي خلايا مريضة، مقطع الليغو المكسورة”. صفحة 11وما بعدها.
وقد استمرت رحلة العلاج وختمت الرحلة بالشفاء التام من الله العلي القدير حيث عبرت بصفحة 70 “جاء يوم عظيم، أعلن فيه أنها قد تعافت تماماً من المرض”.
دور المعلم والمرشد
سلطة الكاتبة الدور المهم للمعلم والمرشد التربوي بالمدرسة في أهمية التوعية والتثقيف ودورهم المهم في حياة الطالب وعائلته، بالأمراض والأزمات والأمور الطارئة.
بالقصة ظهر على اشرف القلق والحزن والتوتر وأصبح لا يشارك دروسة بالمدرسة كما كان سابقاً فقد راجعته المعلمة مريم واستمعت له وأخذته إلى المرشدة التربوية فاطمة وشرح لها القلق والتوتر النفسي وقد ساعدته على التخلص من القلق.
“في تلك اللقاءات، ساعدته فاطمة على فهم مشاعره والتعبير عنها بشكل صحي، مما ساعده على التغلب على القلق والتوتر”. صفحة 62
الحفاظ على التراث
كان موقف جميل من الكاتبة أنها تعبر عن الأصالة والهوية الوطنية الفلسطينية وتراثنا الوطني وهي دعوة للحفاظ على تراثنا وحفره بذاكرة أطفالنا فقد قالت (في أحد الأيام، بينما كانت الأم تعاني من نوبة ألم حادة، جلس بجانبها وأمسك يدها، ونظر إلى عينيها المرهقتين وقال لها:  أنت أقوي من المرض، أنت مثل شجرة الزيتون، صامدة ثابتة لا تهزم). صفحة 38.
الصراع بين الطفولة والرجولة
إن الأم ريم قد عبرت وأدركت أن ابنها رجل وليس طفل هذا الوقوف مع الرجولة لطفل الأصل أن تبقي الطفولة شأنها كطفل ولا تنقص اي شي من حق الطفل وان بعيش ويستمتع بكل مرحلة الطفولة دون أي انتقاص أو زيادة.
“أنا أقوى من المرض.
أدركت ريم أن ابنها ليس مجرد طفل صغير، بل هو رجل صغير يقف بجانبها في أصعب اللحظات”. صفحة 38

ختاماً:
من مميزات القصة أن  الكاتبة استخدمت علامات الترقيم بشكل جميل بكل مكان حسب النص وهي ميزة للقصة لتعليم الاطفال واليافعين على استخدمهم وهذا يسجل للكاتبة.
ومن مميزات القصة أنها محددة للفئة العمرية اليافعين ما بين 10 إلى 15 عام، واستخدامها الأسلوب الادبي السهل الممتنع والمعبره وذات هدف، وكانت قادرة على أن توجه الرسائل التربوية والتعليمية والتثقيفية.
وعلية تعتبر القراءة هي رغبة للعلم والمعرفة والثقافة وتستمر مدى الحياة، وفي حالة تعود عليها الإنسان من الصغر واعتبر المطالعة هواية ونمط وأسلوب حياة لا يمكن الابتعاد والاستفتاء عنها بكل الظروف، والاستمرار بالقراءة، كما أنّ الدين الإسلامي حث على المعرفة والتعلم، فأول آيات الذكر الحكيم نزلت من القرآن الكريم قال فيها الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}. هذا ما يعمق أهمية القراءة والكتابة وهي تبدأ من الطفولة وأدب الأطفال هو جزء من مكونات القراءة والكتابة.
اتمني من الكاتبة مزيد من الإبداع والتميز وننتظر المزيد من العطاء.
السيرة الذاتية للكاتبة صباح بَشير:
حاصله على بكالوريوس علوم اجتماعية وإنسانية. وماجستير دراسات ثقافية، وطالبة دكتوراة في موضوع علم الإجتماع التطبيقي.
صدر للكاتبة كتاب “رسائل من القدس وإليها” وهو كتاب مشترك مع الأديب جميل السلحوت.
وصدر لها عدة روايات منها رواية:
“رحلة إلى ذات امرأة”.
“فرصة ثانية”.
لها كتاب نقدي بعنوان: “شذرات نقديّة”
شاركت الكاتبة صباح بشير في إعداد سلسة من الكتب التوثيقيّة لنادي حيفا الثّقافيّ.
مديرة تحرير موقع نادي حيفا الثقافي.
عملت محاضرة لفترة في كلية إعداد المعلمين “بيت بيرل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *