- حوّلت السلطات التركية إعلاميا أفراح الشعب التركي بالعام الجديد إلى مظاهرات مزعومة لدعم مقاومة الشعب الفلسطيني ضد حرب الكيان المحتل،وطالبت الشعب.. بالصبر !!!
بعد أن سقط ما يتجاوز عددهم 45 ألف قتيل وأكثر من 100 ألف مصاب من أبناء الشعب الفلسطيني على يد قوات الاحتلال الصهيوني منذ السابع من أكتوبر 2023 ، وبعد أن تهدمت منازل قطاع غزة وبنيتها الأساسية حتى أصبحت غير مناسبة للعيش فيها، وبعدما تشرد أهل القطاع وأصابهم الثالوث المُهلك: الرصاص ، الجوع ، والبرد ، ها هي أبواق تركية التي لم تفعل لهم شيئا، ولا يبدو أنه ستفعل، تذكرت مسألة التضامن مع فلسطين ، وتطالب الشعب الفلسطيني في الوقت الضائع ، بالصبر!!ولم تذكر هذه المواقع الصبر على ماذا ؟ على عشرات المستشفيات التي خرجت من الخدمة.. أم الصبر على فقدان ذويهم وأطفالهم ، أم الصبر على الجوع والبرد يفتك بهم يوميا، أم على ماذا وماذا .. هل بادرت تركيا بإرسال ما يقي أطفال غزةبرد الشتاء؟ هل واجهت تركيا قلة الطعام وأرسلت ما يسد رمق الشعب ؟ هل تحلت بالشجاعة واقتحمت سفنها الحدود البحريةمحملة بالمساعدات ؟لقد تعودت تركيا أن تقتحم الحدود في شمال العراق وسوريا ، وفي ليبيا .. ولكنها تتردد ألف مرة إذا تعلق الأمر بإغضاب الكيان المحتل ، لقد وجهت أبواق النظام التركي بذاءاتها لشعوب قدمت منذ 1948 أبناءها وأموالها وسلاحها لنصرة القضية الفلسطينية في وقت عقدت تركيا خلال الثمانينات اتفاقية تعاون عسكري استراتيجي مع الكيان المحتل .
تركيا تريد أن تبعد عنها نظرات اللوم بل والاتهام بعجزها عن تحويل أقوالها إلى أفعال، وأن الدول التي أشارت إليها أبواقها بالتقصير وسلطت عليها انتقاداتها الحادة هي نفسها التي تروج للبضائع التركية والمسلسلات التركية والمطابخ التركية ،والسياحة التركية… لذلك هنا تكمن الخطورة على مصالحها إن هي تمادت في إساءاتها ، كل شيء يمكن بسهولة أن يعود إلى الصفر، لأن عزة الأوطان أعلى بكثير من صوت تركيا الإعلامي فقط .
الأبواق الإعلامية التركية تعلم جيدا واقع ألأمر بالمناطق الحدودية وخراب المنافذ والمعابر ، والسيطرة الجوية لقوات الاحتلال عل كل المناطق الجنوبية بقطاع غزة ، ففيما الإساءات والانتقادات ؟ يبدو أن أمر الموقف التركي يتعلق بأحد الأمرين :
ـ استثارة الدول المحيطة لشن حرب ضروس ثم تقف لتشاهد فيلما حربيا أخرجته للعالم تعلم مسبق نتائجه الوخيمة عل واقع دول نهضت سريعا من كبوتها لتتبوأ صدارة الدول النامية .
ـ إطالة أمد القضية الفلسطينية لصرف انتباه الرأي العام عن محاولات تسللها إلى شمالي العراق وسوريا ومد نفود ها العسكري إلى سواحل ليبيا بجوار روسيا، فتصبح مصر بين حدي كماشة : إسرائيلية ـ أمريكية شرقا ، وتركية في غربها .
ولكن ما يدعو للصبر على تركيا أنها مجرد صوت إعلامي قوي .. وفقط .