صبحة بغورة- قصة قصيرة   – سأعيش في جلباب أبي..  

 

إحساس غريب يلازمها منذ استيقظت هذا الصباح، صالت وجالت لكي تقنع نفسها أنها مجرد وساوس شيطانيةلابد أن تتخلص منها،لكن للأسف فشلت، تساءلت حائرةكيف تسكنها الوساوس في هذا البيت الذي تربت فيه وكبرت في أحضانه، كيف تضيق الطرق بها ووالدها الرجل البطل الذي لا يشبهه أحد وأنه  مادام على قيد الحياة فهي وأخواتها بأمان، لكن بقت تردد لما هذه الوساوس اللعينة تفسد يومها وبهجتها، كانت تتمتم بهسيس الروح ونبض الخطوات المتردد ، دارت حول نفسها مرات ومرات، حاولت أن تشغل نفسها لتخفف عنها قلقها وتوترها ، تحاول التخلص من ثقل هذا الوسواس بالبسملة والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، رن هاتفها وجاءها صوت غريب يخبرها أن والدها بالمستشفى وهو يتواجد بغرفة الإنعاش في حالة حرجة، أسرعت نهال إلى الخارج دون أن تخبر أحدا في البيت بهذه الفاجعة المدمرة وقد تملكتها رعشة في عظامها وانتفاضة شديدة في خلاياها ، لم توقظ أحدا من أهلها، رأته ممدا وموصولا بأجهزة طبية كثيرة تأملته عسى أن يفتح عينيه في أي دقيقة ، دلكت رجليه ويديه بكل رقة ونعومة ، علمت أن مواطنين أبلغوا عن سائق مغمى عليه داخل حافلته ، وبعد تفقد هاتفه جرى الاتصال بمنزله ، لم تكن يداه دافئتين ، لكن لما تشعر بهذه البرودة تدب في أنامله ببطْء ومصممة على أن تسري في كل جسده ،حركت أحاسيسها الكلمات الحائرة ،  أين اختفت تلك البهجة وأنت صانعها؟ يا أبي العزيز، من يرسم البسمة على وجهي غيرك ؟ وأراك وحدي ترسمها بتلقائية وبراعة. أبلغت نهال أهلها دون أن تنقل لهم إحساسها بالقلق ،وحالته ليست سوى أزمة خفيفة وستمر بسلام ، وأصرت على أنها هي من ستبقى معه وتهتم به . ظلت تنظر إليه طويلا وتدعو الله أن يشفيه وأن يساعدها على تجاوز هذا الموقف المؤلم العصيب ، تحلت بالعقل والحكمة على مدى سبع أيام متتالية حتى انتفضت مبتهجة من نومها على الكرسي بجوار السرير لما رأته يتململ من اغفاءته العميقة ويحاول أن ينزع قناع الأكسجين ، هالها شحوب وجهه، احتضنت برفق يده المستسلمة بين راحتيها، شعرت وكأنها أمام العد التنازلي لكل شيء جميل رسمه بحياتها ، وماهي إلا لحظات حتى عاودته الألام، سارع إليه الأطباء وأعادوا إليه قناع التنفس، وبعد محاولات مضطربة عديدة وسريعة نفذ قضاء الله ، وقفت متسمرة في مكانها فاقدة الشعور بالزمان والوعي بالمكان وتمنت أن تنسل روحها من جسدها وتدفن معه، صراخ بداخلها يخنقها ، يبكيها ، وهي تتذكر آخر كلماته أن أمها وأخوتها أمانة عندها ، لا تشعرهم بفقدانه وغيابه عنهم ، فوجودها إلى جانبهم يعني وجوده، وعندما ينام نومته الأخيرة سيكون مرتاحا لأنه تركهم معها ، تنهدت في صبر والدموع تغالبها ولكن تأبي أن تنزل من محجريها ، شعرت بمرارة الحياة وآلامها ، وقساوة لياليها الطويلة، كيف تبدأ من بعده؟  لقد استأمنها أمانة كبيرة لا تقوى على حملها وهي الأنثى الوحيدة المدللة عنده ، أودعت في الأيام الأولى حافلة والدها لدى صديق له اقترح أن يعمل عليها ويأتيهم كل مساء بالحصيلة ويأخذ هو أجرته اليومية، ولم يكن في أسرتها من يمكنه سياقتها لانشغالهم بالدراسة التي حرمت منها بعدما لم يحالفها الحظ فتوقفت لمساعدة والدتها في تربية ورعاية أخواتها الذكور، مرت الأيام وعلمت نهال أن صديق والدها يسرق مبلغا معتبرا من ما يتحصل عليه من العمل في الحافلة صارحت والدتها بالأمر وتأسفت كثيراأن يكون هذا جزاء من أكرمه والدها ، إنه زمن العجائب ، والله يرحم من عرف قدره وكفّ الناس شره ، كان الظن أنه سيساعدهم ويقف معهم وإذا به يأكل بالباطل خيرهم ويخدم غيرهم  وصاروا هم المساكين، لقد تقدم إليهم بلطف كصديق أمين على مال صديقه الراحل، لقد انقلب إلى شخص انتهازي ، استغلالي ،لقد عانت نهال وأسرتها منذ وفاة والدهم من كل رأس مطاطية وراءها ألف بلية  فكان آخر المعروف ضرب الكفوف والنميمة ونشر الأكاذيب، لذا قررت أن تتولى سياقة حافلة أبيها والعمل عليها بنفسها، قد يكون الأمر في البداية غريبا لكن الناس سيتعودون عليه خشيت أمها أن يرفضها مجتمع السائقين وسطهم وينبذونها ويناصبونها العداء، فاقترحت بيع الحافلة واستغلال ثمنها في مشروع آخر ، رفضت نهال أن تفرط في شيء واحد من أشياء والدها فهي تعيش في تفاصيل أشيائه الصغيرة والكبيرة ،وطلبت من أمها عدم التفريط في ملابسه فهي من سترتديها عند العمل، حصلت نهال على رخصة قيادة مركبات الوزن الثقيل حيث كانت قد تدربت على سبيل اللهو والمرح على يد والدها من قبل لذا لم يكن الأمر صعبا عليها ، لقد تهيأت جديا للعمل، وكانت ذكرياتها معه تمدها بالصلابة والقوة ،فكم أراد الآخرون أن يمحو المعالم الطيبة والأصيلة والمعاني الجميلة التي زرعها فيها  فكانت تهرب إلى تلك الذكريات الأبدية التي لاتتغير مهما تغيرت الظروف ومهما كانت السحب معتمة ستنزل  الأمطار غزيرة تروي القلوب التي لا تعرف إلا الحب وتزيل الحزن عن المشاعر وستنبت الروح النقية من الانفعالات الوقتية رياحين عطشى للنقاء بعيدا عن الزيف والنفاق ، وبياض يطله ندى الفجر يبدأ به الشرفاء يومهم متوكلين على الله

نهضت نهال مبكرة فارتدت ملابس والدها ، جاكيت وبنطلون جينز أسود ، جمعت شعرها خلف رأسها ووضعت قبعته وساعته وقفازه الجلدي ونظارته الشمسية، وأخذت كل ما يحمل ذكراه الجميلة ، تأملت شكلها الجديد في المرآة أطلقت بروح فكاهية عدة رمشات خاطفة كأنها عصفور يوشك على الطيران  لحق بها ابن خالتها العاطل عن العمل بعد تخرجه من الجامعة  بدأ الركاب في الصعود الى الحافلة المتوجهة لولاية تبعد أكثر من خمسين كيلومترا ،كانت تتوقف في كل المحطات  وكان شعورالنساء والبنات نحوها بالفخر والاعتزاز، فيما نظر إليها الركاب من الرجال بفضول لطريقة قيادتها وباستغراب من دقة تحكمها، وبإعجاب أيضا من انضباطها وحسن تصرفها، لم يكن الأمر سهلا على الكثير من السائقين إذ كان من الصعب في مجتمع ذكوري تقبل مثل هذه التجارب من أول وهلة ، لذلك كانت المصيبة التي أرقتها أنهم كانوا غير راضين بوجودها وسطهم ، فدبروا لها كل أنواع المكائد لدفعها إلى بيع الحافلة التي بدت من نظافتها الداخلية والخارجية وتعطيرها عروسا أتت من كوكب آخر، إنه تقليد تربت عليه منذ نعومة أظافرها ، إذ كان هذا أسلوب والدها اليومي في العمل ، لم يقف تفكير نهال عند حد معاملتها الطيبة مع الركاب، الصغار والكبار ، حتى رجال الشرطة يحيونها في ذهابها وإيابها احتراما وتقديرا لها حيث لم ترتكب أي مخالفات ، إنها مثالا لمن خطت بأقدام ثابتة مسارها في زحمة الهاربين من الأوطان إلى منافي الخوف لأن ذاكرتها تحفظ  بأيام حلوة ، تعلمت كيف تكلم الآخر بعناية وإحساس فهي أميرة والدها التي تحفها الورود وتذوب من أجلها الشموع وتسهر لراحتها عيونه وتلبى طلباتها ورغباتها في الحال، وتتضاءل مشاكلها وهمومها في حضنه الآمن ، أمدها بالقوة والثقة بالنفس في الصغر فوجدت نفسها في الكبر واقفة تجابه الرجال وقوتهم بما تربت عليه من قيم ومبادئ،ثاقبة البصيرة حادة البصر، تعرف جيدا ما تريده، ملتزمة ، ورغم فقدانها الحضن والسند والدافع إلا أنها كلما نظرت في المرآة قبل خروجها إلى العمل تراه في جسدها، في روحها، في تصرفاتها، إنها تكمل مسيرته في الحياة ، كل شيء منتظم ، رتبت أمور عائلتها واهتمت بوالدتها لكن طموحها كان كبيرا وخاصة لما صادفت سيدات وشابات يطلبن معرفة تجربتها وانطلاقتها في العمل المحتكر من الرجال ، كانت تبتسم وهي تؤكد على معاني الإرادة والعزيمة . استشعرت نهال  دوافع داخلية للتفكير في تنويع مجال عملها ، ففتحت مرأب بالطابق الأرضي أسفل منزلها بعد شراء حافلات متوسطة الحجم ، بما تسنى لها جمعه من أموال إلى جانب ما تركه والدها في البنك ،لقد نالت موافقة العائلة بعد استشارتهم ومباركة والدتها التي كانت على ثقة كاملة أنها لن تهدر حقوق اخوتها، وأنها ستكون حريصة أشد الحرص على تضخيم مدخرات كل فرد منهم تأمينا لهم من تقلبات الزمن . قامت بكل الاجراءات واختارت فتيات يافعات وبعض السيدات لقيادة الحافلات وحرصت على تحذيرهن من بعض المضايقات والمعاكسات وحالات التنمر ، وأكدت على ضرورة الثقة بالنفس والشجاعة والالتزام بالأدب مقابل ما قد يواجهنه من قلة أدب بعض الركاب وحتى تجاوزات السائقين ، كما فتحت نهال المجال أمام تشغيل الفتيات كمحصلات داخل الحافلات ، وأخريات يعملن في محل جعلته مطعما لتقديم الوجبات السريعة  والمشروبات الساخنة والباردة لكل المتواجدين بالمحطة من السادسة صباحا إلى الثامنة مساء ويتولى أحد السائقين توصيلهن إلى باب منازلهن استأجرت محل آخر كان مهمل جعلته عيادة صحية صغيرة  على رأسها طبيبة وبعض الممرضات وأخريات لتنظيم دخول المرضى وتنظيف المكان ، لقد وفرت لجمع كبير من النساء والفتيات فرص العمل والكسب بكل عزة وشرف بعيدا عن أي مساومات رخيصة ، كانت تمني النفس بتحقيق أجمل الأحلام وأطيب الآمال بحياة كريمة كلها تفاؤل بالسعادة والخير لكل النساء والفتيات ، لأنها تعلم ما أحوجهن إلى العمل في زمن غلبتهن الدموع واكتوين بنار الألم وعانين الضيق وشر الأحزان ضبطت نهال شؤونها ونظمت أعمالها خاصة المطعم الذي قدم أشهى المأكولات التقليدية التي يعشقها أهل المدينة أعدتها أيادي نساء محترفات  للمسافرين والعائدين في ساعة متأخرة إلى بيوتهم التي ذكرتهم بالزمن الجميل، ولم تغلق باب العيادة في وجه فقير محتاج للرعاية الطبية الأولية ، لقد فرضت منطقها في العمل بشكل قانوني محترم حتى صار من كانوا يتنمرون بها من الرجال يستشيرونها في كل صغيرة وكبيرة ، ويوما أتاها أحد كبار السن الذي ألفته راكبا إلى جانبها سائلا إن كان لديها متسع من الوقت آخر النهار إذ يريد أن يفاتحها في موضوع ، رحبت نهال . في المساء وجدته ينتظرها داخل المطعم الذي كان يطل على أرض فضاء مهملة منذ سنين، بادرها بأنه ممتن لها طيلة السنين حيث لم تأخذ منه أجرة ركوبه الحافلة أو ثمن وجبة الأكل بالمطعم ولا مقابل العلاج بالعيادة لقد أسعدته كثيرا في وقت حرمته الحياة طويلا من الأشياء الجميلة التي كان يتمناها في صغره، كان يرى في أولاده زينة الحياة ، ومن أجلهم ركب المخاطر وخاض الدروب الشاقة ، ولم يكن يدري أن مقابل سهر الليالي والتضحيات سيكون رحيلهم عنه بعيدا إلى الخارج، انتظرهم طويلا بدون جدوى، كلما مرت سنة زاد جفاؤهم، لم يعد يسمع صوتهم منذ سنوات ، ماتت زوجته ولم يحضروا جنازتها ، مؤخرا أجرى فحوص طبية وعلم أنه مصاب بالسرطان ويريد الآن أن يرتب أموره قبل أن يداهمه الأجل، تأثرت نهال وتزاحمت دموعها في مقلتيها ، حدثت نفسها متسائلة باستنكار أي قلب يرضى بهذه الأفعال ، إنه العقوق ، ثم تذكرت جارتها التي انقطعت عنها أخبارها وكانت  الشرطة قد اقتحمت بيتها بعد أن اشتم الجيران رائحة تخرج من البيت ووجدوها ميتة، وأخبروا ابنها الطبيب المقيم في أمريكا بوفاتها، واصل الشيخ حديثه بعد أن لاحظ شرودها للحظات موضحا لنهال أن الأرض التى بجوار المحطة  كانت مزرعة وجنة خضراء ثم صارت مكبا للقمامة ، وهو لا قدرة له على تحمل مسؤوليتها  وأرهقه  المرض، ثم اقترح عليها أن يبيعها نصف الأرض ويجعل النصف الآخر صدقة جارية يبني عليه مسجدا ، أما الأمر الآخر الذي أراده فهو البحث عن من يراعيه في حالته الصحية الحرجة وعمره المتقدم ، وافقت نهال على شراء نصف قطعة الأرض، وشرعت  في اجراءات بناء المسجد، وأحضرت الشيخ إلى بيتها وتكفلت بحضور جلسات العلاج الكيماوي بينما تناوب أخوتها على ملازمته والاهتمام به ،  وسرعان ما أتمت نهال بناء المسجد وفندق صغير يطل على حديقة واسعة غرستها أشجار وورودا. مر عام وخفت حدة المرض تدريجيا عن الشيخ أحمد فانتهز الفرصة وسافر لأداء فريضة الحج بصحبة أثنين من أخوة نهال، وعند عودتهما اقترحت نهال أن تأخذه إلى مكان جميل لم يره منذ  فترة طويلة ، أجلسته بجانبها كما جرت العادة في الحافلة وانطلقت ، شاهد المسجد الذي نذره صدقة جارية وقد اكتمل وكذلك المزرعة التي عادت إليها الحياة ، تنهد عميقا وهو يتأملها طويلا ، كم كان يتمنى أن تكون ذريته كلها بنات ، فلا يعرف أحد قيمتهن إلا أوقات الشدائد ، باركها وأثنى عليها في وقت أحس بدوار قوي أراد أن يقاومه فأغمى عليه، نقلته نهال إلى المستشفى وعلمت أن حالته صارت حرجة جدا ولا يسع أحد عمل شيء إلا الدعاء له ، أفاق الحاج أحمد وهو يجهل ما حدث له فأخبرته أنها حالة ارهاق وما عليه إلا أن يبقى لفترة بالمستشفى ووعدته أن لا تتركه أبدا . التزمت نهال بوعدها وأخوتها الجميع تناوبوا عليه وآنسوه في وحدته  وبعد أيام انتقل الى رحمة الله تكفلوا جميعا بالدفن ، شردت نهال وعيناها تترقرق بالدمع على فراق الأحبة الذين ألفت وجوههم وحضورهم ، وتأسفت على من لا يميزون بين ما لهم وما عليهم وتزاحمت حولهم أشواك الأنانية وحب الذات  حتى نسوا من بفضلهم  أصبحوا في هذا المقام ، ويغفلون عن حقيقة أن القادم أليهم سراب بعد أن فقدوا الأصل وفضلوا شوارع الغربة البائسة المتمردة التي عزلتهم عن كل نفس جميلة  في أوطانهم . مرت الأيام والشهور ووجدت نهال أنه من الأجدر تسمية مكان الصدقة الجارية باسم الحاج أحمد ، أما المحطة وكل ما يحيط بها باسم والدها الحاج محمد .

ترعرع مشروع نهال وفتحت بيوتا كثيرة يسترزق أهلها الرزق الحلال، وفي يوم دخلت بيتها ووجدت كل أفراد عائلتها يتبعونها بملء العيون تشع منها السعادة  وتغشى وجوهم البهجة والسرور، وبادرتها أمها بأنه قد حان وقت تغيير ملابس والدها ، وتعد نفسها لانطلاقة جديدة ، طاوعت نهال أمها بضرورة تغيير ملابسها لأنها اهترأت لكنها ستبقى على نفس النمط والأسلوب والفكر الذي زرعه فيها والدها، دعت والدتها وتمنت أن يصلح كل الآباء من أحوالهم  من أجل صلاح أبنائهم ، وأن يعلم الأبناء كلهم مقدار تضحيات آبائهم ويقدروها حق قدرها، وبقيت نهال تنتظر أن يكشفوا عن سر سعادتهم الغامرة ، أخبرتها والدتها أنه أتى أناس يطلبون يدها ، وترجتها أن لا ترفض هذه المرة ،فهي تريد أن ترى أحفادها، إنه رجل كما تحبه وتتمناه أي فتاة ، يهتم بأهله وبكل من حوله ، ويتمتع بكل المواصفات الجيدة وحسن الأخلاق والتربية الأصيلة ، فكانت همزة الوصل بينهما والاستمرارية هو العمل من أجل الآخر بعيدا عن الأنانية وحب الذات، فهناك الكثير على قارعة الطريق محتاجين أن يأخذ أحد بيدهم إلى البدايات الصحيحة  ونقطة الانطلاق بدون أخطاء في حقهم أو في حق الآخرين ، والنظر إلى الحياة بنظرة أحادية لا معنى لها في الوجود ، فكل شيء له عدة زوايا وأبعاد ، وتخطي الحواجز مهما كانت العقبات، لكل شيء نهاية مهما كان نوعها، لقد تيقنت نهال أنه  لابد أن يغير الناس ما بأنفسهم بنفسهم أذا أرادوا تغيير مستقبلهم ، وأن يجعلوا بإيجابيتهم للحياة طعما يمييزهم، فكثيرة هي الأحزان التي تعكر الحياة رغما عن البشر، وما عليهم سوى أن يسعوا لتلوين أيامهم بألوان مضيئة ، فالتعلق بأشياء جميلة تستحق فعلا المجازفة ، إنه العناد مع الحياة ، وآلامنا تمنحنا قدرة الأستمرار على الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *