يُروج الرئيس التركي و بعض القوى الكوردية العميلة ذات العلاقات المصيرية بتركيا لفكرة القاء ( قسد) لسلاحها و الاستسلام لدعوات الجولاني العميل هو الاخر لتركيا. و في المقابل نرى وعود لأردوغان الى الكورد في سوريا و الى الدول الاجنبية بأنه سيقوم بنفسة بضمان حقوق الكورد في سوريا في حالة ألقاء قواة سوريا الديمقراطية لسلاحها و كأنه هو الحاكم الفعلي في سوريا. و يدعي أردوغان أيضا بأنه سيقوم بالقضاء على كافة الارهابيين في سوريا لأنهم و حسب زعمه يشكلون خطرا على سوريا و على تركيا و العالم.
و للرد على هذه التصريحات و التساؤلات نقول التالي و بشكل محدد لا لبس فيه:
- حول ضمان حقوق الكورد في سوريا من قبل اردوغان و تركيا فأن ذلك كذب صارخ و أكثر ما قد يوافق علية أردوغان هو معاملة الكورد في سوريا بنفس طريقة معاملته للكورد في تركيا. فمن غير المعقول أن يكون أردوغان أكثر كرما مع الكورد في سوريا من معاملته للكورد في تركيا. اردوغان في تركيا لا يعترف بالحقوق الثقافية للكورد و لا نقول لا سامح الله بالفدرالية أو حتى الحكم الذاني. لذا فأنه سوف لن يسمح بفتح مدارس رسمية باللغة الكوردية في سوريا. اردوغان لا يوافق حتى أدارة بلدية واحدة في تركيا من قبل شخص كوردي أو حزب كوردي و قام مؤخرا بوضع القائمين بالاعمال من العنصريين الاتراك على البلديات الكوردية في تركيا و فصل رؤساء البلديات الكورد. اردوغان قام بسجن كل من يطالب بالحقوق الكوردية في تركيا من صلاح الدين دمرداش و الى المئات من أعضاء الاحزاب الكوردية و لا نقول بأنه قام بسجن أوجلان. اذن أردوغان سوف لن يسمح لعملاءة في تركيا من أمثال الجولاني بالاعتراف بأي حق من حقوق الكورد بذريعة بسيطة و هي أن الجميع سوريون. و هو سوف لن يسمح حتى بأدارة علمانية في سوريا كي يحصل الشعب من خلاله على حريتة.
- أما من ناحية الاحزاب الكوردية العميلة لتركيا فأنه قد يسمح لهم بتشكيل أحزاب سياسية تقوم بالتصفيق لنظام الحكم دون السماح لهم بتعيين ولو شرطي واحد على اساس قومي أو حتى حزبي كوردي. و نموذج عفرين و كري سبي و رأس العين و باقي المدن التي يسيطر عليها أردوغان واضح و جلي للجميع حيث أن الاحزاب الكوردية العميلة لتركيا في سوريا لا سلطة لها أبدا سوى حق مدح السطان العثماني و لم يسمحوا لهم بتشكيل فصيل كوردي مسلح حتى عميل لتركيا و لم يرضى بأنتشار بيشمركة روج الذين أسستهم تركيا بالتمركز في عفرين أو رأس العين و السبب لأنهم أكراد.
- أذن في حال تسليم قواة سوريا الديمقراطية لسلاحها فأن الكورد في سوريا سيرجعون الى وضع مشابة جدا لوضعهم ابان الحكم البعثي الاسدي من ناحية الحقوق القومية و لكن سيضاف اليها الاضطهار الديني ايضا من فرض قوانين الاسلام المتطرف و التي فيها على جميع الكورد في سوريا التحول الى مريدين للشيخ الجولاني و أن تتحجب جميع النساء الاكراد. و لكي نكون واضحين فأن الجولاني و من خلفة أردوغان سوف لن يسمحوا أن يرجع بيشمركة روج التابعون للمجلس الوطني الكوردي الى غربي كوردستان بشكل مسلح و سيجبرونهم ايضا بتسليم أسلحتهم التركية الى جيش الجولاني و العيش في سوريا كمواطنين سوريين عقلاء. حيث ” لا فرق بين السوريين” بشرط أن يحكمهم الجولاني و أردوغان.
- من ناحية قضاء أردوغان على الارهابيين في سوريا فهو الاخر كذب فاضح. فالارهابيون لدى أردوغان هم فقط القواة الكوردية و ليس الارهابيون الاسلاميون و لا حتى داعش فهو الذي ارسلهم الى سوريا و هو الذي يتعامل معهم و الى الان و هم جميعا مرتزقة لتركيا. فأي أرهابيين يتحدث عنهم أردوغان.
أردوغان مهمته الوحيدة هي القضاء على الكورد و على أية أدارة كوردية في سوريا. فحتى لو كان الكورد عملاء لأردوغان فأنه لا يرضى بمنح الكورد حقوقهم بل عندها يريد من الكورد أن يكونوا أتراكا و عملاء اذلاء دون حقوق ثقافية أو اقتصادية أو سياسية. تماما كما في تركيا و كما هو وزير الخارجية التركي الذي هو كوردي القومية و لكنه تركي أكثر من أردوغان.
فهل يريد المجلس الوطني الكوردي و غيرها من الاحزاب العميلة و الى الان أن يكونوا عملاء أذلاء أكثر من اذلالهم ايام الاسد؟ الاسد كان افضلا بكثير من أردوغان حيال الكورد. على الاقل قبل بوجود ادارة كوردية و تعاون معهم حتى في عفرين وفي الكثير من المناطق و لم يتهمهم بالارهاب بل فقط بالعمالة لأمريكا و لكن الجولاني و رئيسة أردوغان لا يقبلون حتى بوقف أطلاق النار مع قواة سوريا الديمقراطية و الكل لديهم أرهابيون و الدولة يجب أن تكون مركزية تماما كتركيا.
و أخيرا نقول: لو القت قوات سوريا الديمقراطية سلاحها فأن الكورد في سوريا سيرجعون الى المربع الاول تماما كما كانوا في ستينات القرن الماضي و بعدها يأتي الدور الى افشال التجربة الكوردية الفدرالية في العراق. لأن اقليم كوردستان خرج من يد اردوغان سنة 2003 و لا يريد أن يتكرر نفس الشئ في سوريا أيضا و لهذا نراه مصرا على أنهاء قواة سوريا الديمقراطية كي يكرس جهودة بعدها لأصلاح خطأه القديم حيال أقليم كوردستان ايضا و يرجع الكورد “أتراكا الجبال”.
فهل أدرك البارزاني الموقف و لهذا أجتمع مع الجنرال مظلوم عبدي أم أن أشياء اخرى تقف خلف الدعوة كتسهيل مهمة أردوغان في سوريا؟ نتمى الاولى و لا نتمنى الثانية حتما.