كان آري خضر حسين حمد يبلغ من العمر تسع سنوات عندما غادر والده خضر حسين حمد قريته في سهل شمالي جنوب غرب أربيل في الأربعينيات بسبب مشكلة اجتماعية، ويبقى وحده في القرية رغم أن والده وعده بالعودة معه. يأخذه بنفسه، ولكن لأن والده متأخر، يحاول آري مغادرة القرية.
وعندما يأتي الطفل إلى الشارع الرئيسي ليحدد مصيره، يتوقف سائق الشاحنة فيراه جالساً وحيداً يبكي، فيسأله ماذا يفعل له، فأجاب بأنه لا يعرف مكان والديه فطلب منه السائق أن يذهب معه.
أخذه السائق معه الطفل أرى ، إلى النجف حيث أعطاه لشخصية معروفة في المدينة يدعى عبادي حسين، ثم قام فيما بعد بتغيير اسمه الكردي إلى اسم عربي يدعى كاظم. وعندما يبلغ العشرين من عمره يتزوج ويستمر بالعمل.
آري خضر حسين، الذي سيعرف باسم كاظم عبادي حسين في النجف، سيستمر في العيش مع زوجته وعائلته وأطفاله في النجف. كان آري يبلغ من العمر 9 سنوات، مما يجعله يتعرف على والديه وأساساً وبعد أكثر من عشرين عاماً، في الستينيات، عاد آري إلى مسقط رأسه في قرى أربيل.
ورغم أن أهل القرية اشتبهوا في البداية بأنه كردي ومن أهالي المنطقة، لأنه كان ذو مظهر عربي، إلا أنهم بعد عدة أسئلة وأجوبة وعناوين توصلوا إلى أنه آري بن خضر حسين حمد.
ولا تنتهي الحادثة هنا، لأنه على الرغم من أن آري يجتمع بأقاربه في كردستان ومسقط رأسه، إلا أن عائلته في النجف وينتظرون عودته، لذلك سيكون في أربيل والنجف ولكن بسبب الأحداث بين حكومة البعث و
الثورة الكردية، فضلاً عن اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، منذ عام 1980.
وعلى الرغم من أنه قد تم لم شمله مع أقاربه من قبل، إلا أنه عندما عاد إلى كردستان، فإنه لن يراهم مرة أخرى لأن معظمهم من البشمركة والسجناء السياسيين والنازحين الذين فروا أو اختبأوا، ومهما حاول جاهداً، فإنه لا يستطيع العثور عليهم أي أثر لهم اضطر للعودة إلى النجف، خاصة بعد انتفاضة 1991، حيث أصبح يائساً تماماً لأن السفر بين كردستان وأجزاء أخرى من العراق أصبح صعباً وخطيراً للغاية.
واستمر هذا الوضع حتى سقوط نظام البعث عام 2003. هذه المرة بحث أقاربه عن ابنهم آري، فزاروا النجف وبغداد واستخدموا أسبابًا أخرى عديدة للعثور عليه. كان يعيش بالقرب من مكتب البريد القديم لتلك المدينة، وكان منزله يعيش بالقرب من مكتب البريد القديم في تلك المدينة. وكان أطفاله يبيعون التوابل يُعرف ولدان هما (عبد الكريم كاظم عبادي وقاسم كاظم عبادي)، لكن جهودهما تذهب سدى ويظل مصير آري مجهولاً.
وبحسب أقاربه فإن آري خضر حسين حمد أو كاظم عبادي حسين يبلغ من العمر الآن أكثر من 80 عامًا، لذلك يتوقعون وفاته، لكنهم يريدون معرفة مكان وجود أطفال آري وتحديد مصيرهم