هجمات داخلية وخارجية ضد النظام الايراني- محمد حسين المياحي

 

لم تتوقف هموم ومعاناة النظام الايراني عند الانتکاسات والهزائم التي لحقت به على أثر فقدان حزب الله في لبنان لقوته القتالية وسقوط نظام بشار الاسد في سوريا، بل إن همومه قد إزدادت وتفاقمت کثيرا بمختلف الاتجاهات وبصورة ملفتة للنظر.

داخليا، تشهد إيران تزايدا غير عاديا في التحرکات والنشاطات الاحتجاجية لمختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية للشعب الايراني في سائر أرجاء إيران، وهذه التحرکات والنشاطات تأتي تشهد فيه إيران واحدة من أشد الازمات الاقتصادية قسوة الى الحد الذي صارت آثارها وتداعياتها السلبية تتجسد في الواقع حيث إغلاق المصانع وإفلاسها أو تقليل ساعات العمل أو إزدياد البطالة وإنهيار سعر العملة الايرانية.

وبالاضافة الى التحرکات والنشاطات الاحتجاجية في داخل إيران، فإن هناك أيضا العمليات الثورية المتتالية لوحدات الانتفاضة في مختلف مدن إيران عموما والعاصمة طهران خصوصا، ولاسيما وإن هذه العمليات تستهدف مواقع ومراکز أمنية حساسة للنظام، ومع إن الاجهزة الامنية للنظام تضاعف من تدابيرها وإحتياطاتها الامنية، لکن ذلك لا يمنع من إستمرار هذه العمليات بل وحتى إنها تشهد تزايدا مضطردا ومن دون شك فإن الانتکاسات والهزائم التي لحقت بالنظام على صعيد تدخلاته في المنطقة، قد کانت لها تأثيرات إيجابية على الشعب والمقاومة الايرانية حيث ضاعفت من معنوياتها وشددت العزم على الاستمرار في توجيه الضربات لهذا النظام حتى إسقاطه.

غير إن هموم النظام الايراني لا تنتهي أيضا عند حدود ما قد أسلفنا ذکره، بل إن هناك أيضا النشاطات المستمرة للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية على الصعيد الدولي ضد النظام، وبعد البيان الذي أصدرته أکثر من 650 شخصية نسائية من مختلف أنحاء العالم دعما لنساء إيران في صراعهن ضد الدکتاتورية الدينية خلال الاسبوع الماضي، وفي تقرير نشرته فوكس نيوز، أعرب أكثر من 150 مشرعًا أميركيًا عن دعمهم للمقاومة الإيرانية داخل البلاد، مؤكدين ضرورة مواجهة النظام الإيراني وإدانة أنشطته الإرهابية وتدخلاته الإقليمية.

وأشارت القرار الذي قدمه النائب توم مكلينتوك في مجلس النواب الأميركي إلى أن النظام الإيراني هو المصدر الأساسي للإرهاب وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، من خلال تسليح الميليشيات وإرسال الصواريخ والطائرات المسيرة إلى وكلائه في المنطقة، إضافة إلى تهديده للملاحة في البحر الأحمر واستهداف القوات الأميركية. كما شددت الوثيقة على أن الحل النهائي لإنهاء تهديدات النظام الإيراني يكمن في إقامة جمهورية ديمقراطية وعلمانية وغير نووية من قبل الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة.

وأكدت الوثيقة أن النظام الإيراني قمع بشدة الاحتجاجات الشعبية، خاصة في أعوام 2018 و2019 و2022، حيث لعبت النساء والشباب دورا محوريا في رفض الديكتاتورية الدينية، وبرزت شعارات مثل “المرأة، الحياة، الحرية” كشعار رئيسي للحراك الشعبي. كما سلطت الضوء على الإعدامات الجماعية والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان، حيث شهدت الأشهر الأولى من عام 2024 إعدام أكثر من 500 سجين، بينهم 17 امرأة، وازدياد حالات بتر الأيدي كعقوبة قانونية قمعية.

كما أدانت الوثيقة حملات القمع ضد الأقليات العرقية والدينية، مثل الأكراد والبلوش والعرب والمسيحيين والبهائيين واليهود والزرادشتيين، مؤكدة أن النظام يحرمهم من حقوقهم الأساسية، وغالبا ما تنتهي هذه السياسات بأحكام الإعدام والاضطهاد الوحشي.

وأكدت الوثيقة أن المجتمع الدولي، بما في ذلك أكثر من 4,000 برلماني من جميع أنحاء العالم، و243 عضوا في الكونغرس الأميركي، وأغلبية 33 هيئة تشريعية، وأكثر من 130 من القادة العالميين السابقين، و80 من الحائزين على جائزة نوبل، يدعمون خطة مريم رجوي ذات العشر نقاط لمستقبل إيران. وتدعو هذه الخطة إلى إقامة جمهورية ديمقراطية تقوم على الاقتراع الحر، والفصل بين الدين والدولة، والمساواة بين الجنسين والحقوق الدينية والعرقية، واعتماد سياسة خارجية قائمة على التعايش السلمي، وجعل إيران دولة غير نووية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *