* المقدّمة
أخذني ذات يوم صديق لحضور إجتماع لتنظيم إنتميت إليه قبل أكثر من30 سنة ، وقال لي بأن الرئيس الجديد سيحضر هذا اللقاء للتعرف على ألأعضاء الجدد وكنا ما يقارب المئة شخص لا أعرف القديم من الجديد ؟
وكان في صدر القاعة شخص جالس خلف منضدة كبيرة وأنيقة ويبدو عليه الوقار والاحترام يتفحص بعض الأوراق التي أمامه وقيل لي أنه نائب الرئيس ؟
وكانت المفاجاة لدى دخول الرئيس الجديد وتهجمه عليه بأبشع الكلمات بسبب جلوسه في مكانه ، والكارثة أن معظم الحاضرين من الشخصيات المرموقة والمتنفذة في المدينة ؟
وصدقوني ما جرى بين ترامب وزيلنسكي لا شئ مما جرى بين ألاثنين لدرجة أنني كرهت نفسي وصديقي الذي نظمني (وكان هذا أول وأخر حضور لي معهم) ؟
وحل الاشكال بإبعاد الاثنين عن بعظهم بمساعدة من كانو حولهم ؟
والمفاجاة ألاعظم كانت بعد هدوء العاصفة حيث قام المدير الجديد من مقعده وذهب لنائبه معتذراً له لابل وقاده أمام الجميع وأجلسه على كرسييه وقال ؟
صفقو للمدير الجديد ولا تصدقو ما شاهدتموه فهى مجرد مسرحية وهذا أول درس للأعضاء الجدد أن لا يصدقو كل ما يشاهدونه أو يقرونه أو يسمعونه فصفق الجميع بين مندهش ومستغرب ؟
* المَدْخَل والمَوضُوع
هذه المقدمة ضرورية جداً لفهم حقيقة ما يجري في عالمنا من أمور غربية عجيبة والتي مع ألأسف يصدقها الكثير منا على أنها حقائق ووقائع مُسلمٍ بها ؟
وهى بالتأكيد ليست كذالك بل مجرد مسرحيات معدة سلفاً من قبل مختصين في علم النفس والسياسة والصحافة والمجتمع وغيرها من العلوم لخداع ألملايين من البشر ، وخاصة ممن يريدون التشويش عَلَى أفكارهم وإتجاهاتهم وقناعاتهم لابل والتأثير عليهم بالأتجاه الذي يريدونه عن سابق قصد لغايات لا يدركها إلا مخططيها ؟
* وألان لنعد لما جرى بين ترامب ونائبه وزيلنسكي ؟
أولاً: كون النقاش على ألملا وبمشاركة عشرات الصحفيين بحد ذاته يثير الكثير من التساؤلات ومنْهَا ؟
(ما الغاية من التصعيد بَيْن الرئيسين ولصالح مَن) ؟
خاصة وأن الرئيس الاوكراني يدرك جيداً أن لا خلاص للأوكران من أنياب الدب الروسي إلا من خلال الرئيس ترامب ، والذي هو ألاخر بأمس الحاجة ليس فقط لمعادن أوكرانيا النادرة والثمينة بل وأيضاً للخروج من حرب أوكرانيا كبطل للسلام بوقفها كما وَعَد ؟
ولكن بأقل ربح لبوتين وبأقل خسارة لأوكران حيث تعهد بحصولهم على ما يزيد من 300 مليار دولار من الاموال الروسية المجمّدة في البنوك الغربية لتعمير ما دمره بوتين ؟
ثانياً: قناعتي تقول أن السبب الرئيسي ليس فقط لإضهار الرئيس زيلنسكي كبطل أمام شعبه والعالم لابل وحتى أمام ألأمريكان لحرصه على عدم التفريط بمصالح بلاده من دون ضمانات أمريكية ؟
وهى في نفس الوقت رسالة لبوتين والذي هو ألاخر في موقف خطير لا يحسد عَلَيْه خاصة بعد وقوف معظم الدول الأوربية وأهمها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مع زيلنسكي؟
(وهو كارت أحمر وخطير ليس في صالح بوتين إذا ما إستمرت الحرب) ؟
* وأخيراً …؟
يقولون لكي تلهي خصومك عليك بمنحهم بعض المكاسب ، وما يفعله الرئيس ترامب مع ألاثنين واللذين يصلان ليل نهار ليوقفها بعد سقوطهما في فخها وهى حقيقة لا يستطيعان نكرانها ، سلام ؟