بدأ النظام السوري الجديد، بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام (المعروفة سابقاً بارتباطها بتنظيم القاعدة)، عملية شاملة لإعادة كتابة المناهج الدراسية في سوريا. هذه التغييرات، التي تهدف إلى تعزيز أيديولوجية الجماعة الإسلامية المتطرفة، تركز على ثلاثة محاور رئيسية: الأسلمة الشاملة، إزالة رموز النظام القديم، واستمرار نشر خطاب معادٍ للسامية ومعادٍ للغرب . وفقًا لتقرير صادر عن معهد أبحاث IMPACT-se في فبراير 2025، فإن هذه الإصلاحات لا تقتصر فقط على إعادة تعريف الهوية الوطنية السورية، بل تسعى أيضاً إلى غرس رؤية أيديولوجية متطرفة تتجاهل التنوع الثقافي والديني للبلاد.
التغييرات الرئيسية في المناهج الدراسية
1. الأسلمة الشاملة
- محو الشخصيات النسائية: تم استبعاد الشخصيات النسائية البارزة من المناهج الدراسية، سواء في التاريخ أو الأدب، في إطار سياسة تقليص دور المرأة في المجتمع.
- إعادة تعريف المواطنة: تم استبدال مفهوم “المواطنة الوطنية” بمفهوم “المواطنة الإسلامية الإقليمية”، مما يعكس تحولاً نحو هوية دينية ضيقة بدلاً من الهوية الوطنية السورية.
- تغيير الموقف تجاه الأديان الأخرى: المسيحيون واليهود يتم تقديمهم الآن كأتباع ديانات “غير متوافقة مع إرادة الله”، مما يعزز خطاباً منغلقاً ومعادياً للتعددية الدينية.
2. إزالة رموز النظام القديم
- تم حذف جميع الإشارات إلى عائلة الأسد من الكتب المدرسية، بما في ذلك الصور والمراجع التاريخية.
- إعادة تعريف التاريخ العثماني: بدلاً من وصف الإمبراطورية العثمانية بأنها “احتلال”، يتم الآن تقديمها كـ”النظام العثماني” الذي يمثل جزءاً من التراث الإسلامي المنشود.
3. استمرار نشر معاداة السامية
- المناهج الجديدة تتضمن محتوى معادٍ للسامية بشكل واضح، حيث يتم تقديم الإرهابيين الفلسطينيين كـ”أبطال”. على سبيل المثال:
- دلال المغربي: تستمر في الترويج لها كـ”بطلة فلسطينية”، رغم أنها كانت جزءاً من منظمة فتح التي نفذت هجمات إرهابية، مثل هجوم الطريق الساحلي عام 1978 في إسرائيل، الذي أسفر عن مقتل 35 شخصاً، بينهم 12 طفلاً، وإصابة 71 آخرين.
- الخرائط الجغرافية لا تظهر وجود إسرائيل، وتواصل الحكومة نشر خطاب يعتبر الولايات المتحدة “عدواً للإنسانية”.
محاولات إعادة تعريف الهوية الوطنية
1. تقليل التركيز على القومية السورية
- التغييرات في الكتب المدرسية تهدف إلى تقليل التركيز على الهوية الوطنية السورية، والاستعاضة عنها بهوية إسلامية وإقليمية أوسع. هذا النهج يهدف إلى محو الروابط الثقافية والتاريخية التي ميزت سوريا كدولة مستقلة.
2. تغيير الروايات التاريخية
- تم إزالة الروايات المرتبطة بالإمبراطورية العثمانية التي تعتبرها الجماعة غير متوافقة مع رؤيتها للتراث الإسلامي. بدلاً من ذلك، يتم تقديم هذه الفترة كجزء من “النظام الإسلامي المثالي”.
3. إعادة هيكلة النظام التعليمي
- بالإضافة إلى تغيير المحتوى، تعمل الجماعة الحاكمة على إعادة تنظيم طريقة إدارة المدارس والإشراف عليها، بهدف تعزيز سيطرتها المباشرة على النظام التعليمي.
التناقض بين الخطاب الدبلوماسي والممارسات الداخلية
بينما يحاول النظام السوري الجديد تقديم نفسه كقوة “معتدلة” على الساحة الدولية، ونجحت بعض الدول الغربية في زيارة سوريا وكسب دعمها، يبدو أن الواقع الداخلي يشير إلى اتجاه مختلف تماماً. المناهج الجديدة تعكس أيديولوجية متطرفة قد تجعل سوريا أكثر تشدداً من عهد الأسد، خاصة مع استمرار التحريض على العنف ومعاداة السامية.
التحديات المستقبلية
1. ردود الفعل الدولية
- الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، قد تواجه هذه التغييرات بفرض عقوبات جديدة أو حتى عزل النظام دولياً.
- التقارير التي تكشف عن محتوى المناهج قد تؤدي إلى انتقادات شديدة من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والتعليم.
2. التوترات الداخلية
- تغيير المناهج قد يؤدي إلى تصاعد التوترات مع الأقليات الدينية والعرقية، مثل المسيحيين والأكراد، الذين يشعرون بالتهميش.
- الأجيال القادمة قد تنشأ على أفكار متطرفة، مما يزيد من خطر استمرار النزاعات الطائفية والاجتماعية.
الخلاصة
التغييرات التي قام بها النظام السوري الجديد في المناهج الدراسية تعكس استراتيجية واضحة لتعزيز أيديولوجية دينية متطرفة، تهدف إلى محو الهوية الوطنية السورية واستبدالها بهوية إسلامية ضيقة. هذه السياسات لا تهدد فقط استقرار سوريا داخلياً، بل قد تؤدي إلى عزلة دولية أكبر وتصعيد التوترات مع الدول المجاورة.
الحقيقة المرة و الصعبة و التي ﻻ يحب الكثيرين من السوريين سماعها ، يجب ان تقال و هي انه ﻻ توجد هوية سورية اصلا و من اﻻساس ، بل هي هوية لقيطة قد تم تشكيلها و نقشها و تحتها في غرفة نكاح (سايكس بيكو سازانوف عام 1916) ومن ثم ما تبعها من غرف نكاح اخرى. الى ان خرجت علينا هذه سوريا البندوقة التي نعرفها اليوم .
هي فقط استعملت و بدات اسمها الحقيقي لقيطة غرفة نكاح (سايكس بيكو) و استعملت اسم قديم لتغطية بها أصلها اللقيطة ، فلا لانها هي اللغة القديمة المستوحاة منها اسمها، و تاريخها هو التاريخ المستوحاة منها اسمها، و ﻻ عادت و تقاليدها هي عادات و تقاليد المستوحاة منها اسمها.
سوريا اليوم تماما مثل العاهرة التي اسمها ( شريفة ).
و بالتالي عن اي هوية سورية نتحدث … ؟!
عن الهوية اﻻصلية المفقودة و الممنوعة .. ؟!
ام عن الهوية المزيفة (دينيا و عرقيا) … ؟!
1 ــ كل شيء ممكن أن أفهمه إلاّ معاداة السامية , أليس العرب ساميون أم من تقصدون ؟
والله عيب الكلام بالسوء عن الشريفين سايكس بيكو فهما اللذان حررانا من الدولة العثمانية , أم هل أنتم مشتاقين للإحتلال العثماني , هذا هو أردوكان يناضل من أجل ذلك فلماذا تعارضونه ؟